0
الاثنين 31 كانون الأول 2018 ساعة 10:07

غرب وشرق والوهم

غرب وشرق والوهم
انقرة تنتظر انقشاع الضباب بما تصبو اليه ، فهي مفتوحة شهيتها على الفرات شرقا وغربا وان كبح جماحها بانباء غير سارة لها حول الاحق بملء الفراغ بعد الهروب الاميركي وهو الجيش السوري. واما ترامب الذي يبدو وكأنه في عجلة من امره، فقواته وحسب شهود عيان أخلت أحد مستودعاتها قرب الحدود العراقية وتحديدا في مدينة المالكية التابعة لمحافظة الحسكة. المستودع يضم عدة مخازن يعمل فيها نحو 50 جنديا أميركيا. محتويات المستودع جرى إرسالها بواسطة سيارات مصفحة من نوع "همر" وشاحنات كانت منتشرة في الموقع إلى العراق، الذي غادر إليه الجنود ايضا .

ويعد المستودع أحد مراكز توزيع الأسلحة التي ترسلها الولايات المتحدة عبر العراق إلى ما تسمى "وحدات حماية الشعب". وتعتبر هذه الدفعة الأولى للعسكريين من الولايات المتحدة التي غادرت الأراضي السورية بعد إعلان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم 19 ديسمبر الجاري، بدء الانسحاب من هناك، وتقود الولايات المتحدة في سوريا منذ صيف عام 2014 تحالفا على الاراضي السورية بزعم مكافحة "داعش" دون أي دعوة أو موافقة من دمشق، منتهكة بذلك سيادة الدولة السورية.

ونشر البنتاغون في الأراضي السورية، حسبما أعلنت واشنطن سابقا، 2200 عسكري، بذريعة دعم جهود مكافحة "داعش" وهم يتوزعون على 18 قاعدة عسكرية داخل الاراضي السورية .

"قسد" الممتعضة من قرار ترامب حسب اكثر من طرف فيها، تحاول تلمس طريق ما، ولذلك توجهت الى الخارج في زيارة مستعجلة، وكانت باريس المحطة الاولى وغيرها من العواصم دون ان تحقق شيئا يذكر دعما لنهجها القديم او بديلا لواشنطن وقرارها .

وارسلت في الوقت نفسه دعوات لدمشق لتبديد خطر انقرة وحلفائها، ونست "قسد" او تناست بان دمشق ستلبي بل انها الجهة الوحيدة التي لاتحتاج لدعوة احد للدفاع عن سيادتها وارضها غرب الفرات او شرقه فكل الجغرافيا سورية ومن اولى ثمار تحركها غربا مراجعة المهدد لخططه، فأنقرة اعلنت انها ستتخلى عن خطتها في الهجوم على مدينة منبج بعد دخول القوات السورية إلى هناك فيما لا تزال تصر على التوغل في شمال شرق سوريا .

وبين التخلي مكرهة والشهية المفتوحة على استكمال حزامها المنشود منذ سنين، حان الوقت لبعض مما يسمى "قسد" او مسد وكل مكونات شرق الفرات. على ماذا الرهان والمكابرة في وقت اصبح اكثر من ذي قبل جليا ان دمشق منتصرة في الداخل والخارج وان لامستقبل لاية شروط، ولن تقبل دمشق بما ينتقص من سيادتها مهما كان حجمه، وانكم في لحظة مفصلية حيث من راهنتم عليه ترككم دون اكتراث. واسباب مراجعتكم لانفسكم كثيرة تعلمونها قبل غيركم ولعل كل المصلحة والنفع في اعلان صادق بانكم سوريون تحبون بلدكم وهذا مايريده الناس وكل الضرر في تصورات ترقيعية لاجدوى منها وهذا ما يطبل له من لازال يعيش الوهم وحبذا تعميم تجربة منبج طواعية هذه المرة على كل المناطق حتى وان لم يكن هناك تهديد.
رقم : 769427
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم