0
الخميس 3 كانون الثاني 2019 ساعة 21:38

اليمن.. انتكاسة اتفاق السويد

اليمن.. انتكاسة اتفاق السويد
وكانت قوات الجيش واللجان الشعبية أعلنت عن تنفيذها المرحلة الأولى من عملية إعادة الانتشار وانسحابها من موانئ الحديدة التي نص عليها الاتفاق وسلمت هذه الأماكن لقوات خفر السواحل، غير أن دول العدوان رفضت هذه الخطوة وطالبت بتسليم هذه الموانئ إلى قواتها، في إشارة واضحة لعرقلة عملية السلام في المدينة والخروج عن نص اتفاق ستوكهولم، وهو ما يمثل انتكاسة حقيقية وكبيرة للعملية السياسية والسلام في اليمن.

ومن الادلة الأخری علی انتکاسة اتفاق السويد استمرار الغارات على الحديدة واستشهاد بعض المدنيين جراء القصف، واستقدام الإمارات معدات عسكرية وقوات جديدة إلى الساحل الغربي، وفق مصادر يمنية.

ملف الأسرى أيضاً يواجه صعوبات، اذ تنتظر مئات الأسر اليمنية من ذوي المعتقلين وأسرى الحرب تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى، والذي بموجبه ستجري أولى عمليات التبادل في الثامن من الشهر الجاري.

وقد قالت اللجنة المكلفة بشؤون الأسرى التابعة لحكومة الإنقاذ أن مئات أو آلاف الأسماء التي قدمتها حكومة هادي والتحالف السعودي كانت مكررة أو سبق أن تم الإفراج عن بعض هؤلاء، وكشفت اللجنة أن لديها المئات من الأسرى الجنوبيين الذين أسروا في الساحل الغربي أو الحدود لم يضمهم التحالف في القائمة التي قدمها.

المؤشرات على انتكاسة عملية السلام وعدم رغبة دول التحالف لم تقتصر على الساحل الغربي واتفاق السويد بل ظهرت خلال الأيام الماضية مؤاشرات كبيرة جداً على نية السعودية في استمرار عدوانها.

وكان من ضمن هذه المؤشرات، المساعي السعودية في إيجاد انقسام داخل مجلس النواب اليمني بعد أن دعت العشرات من البرلمانيين وجمعهم من بلدان مختلفة في لقاء ترأسه السفير السعودي لدى اليمن الذي يعتبر الحاكم الفعلي للمناطق التي تقع تحت سيطرة الغزاة والمرتزقة.

والإمارات هي الاخری غير جادة في إحلال سلام دائم في اليمن، وانها تبحث عن تحقيق نواياها التوسعية في اليمن السعيد، لکنها قد واجهت سدا مستحکما یُدعَی المقاومة التي افشلت لحد الآن جميع مخططاتها المشؤومة.

وتواصل اللجنة الأممية اجتماعاتها المغلقة في الحديدة مع قرب انتهاء المرحلة الثانية من اتفاق وقف اطلاق النار في المحافظة دون تقديم تنازلات من قبل حكومة المستقيل الهارب منصور هادي، وقد حمل المجلس المحلي في الحديدة الامم المتحدة مسؤولية عدم الالتزام بالآلية الزمنية لتنفيذ اتفاق السويد وطالب الأمين العام للأمم المتحدة انتونيوغوترش والمبعوث الدولي باليمن مارتين غريفيث بالتدخل العاجل لاستغلال ما تبقى من الوقت المحدد.

وفي ظل كل هذه المؤشرات السلبية، فمن الصعب القول بأن اتفاق السويد قد حقق مکاسب بالنسبة للیمنيين، ممن یعانون من جرائم العدوان منذ اربعة أعوام، فالعدوان مازال باقيا وهو لا يرتوي من دماء الأبرياء، اذ انه یطمح في ان يحقق علی الصعيد الميداني ما عجز عن تحقيقه في سوريا والعراق ولبنان، وأن يثبت للمرة الألف اخلاصَه وتفانيه لأمريکا ووليدها اللامشروع "اسرائيل".
رقم : 770099
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم