0
الثلاثاء 15 كانون الثاني 2019 ساعة 00:13

ماذا يعني التهديد الأميركي بتدمير الاقتصاد التركي؟

ماذا يعني التهديد الأميركي بتدمير الاقتصاد التركي؟
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اليوم الاثنين إن الرئيس دونالد ترامب بتهديده تدمير تركيا اقتصاديا إذا هاجمت فصيلا كرديا تدعمه واشنطن في سوريا، كان يقصد فرض عقوبات على هذه البلد داعيا في نفس الوقت الصحفيين إلى سؤال الرئيس الأميركي نفسه عن المسألة.

وأبلغ بومبيو الصحفيين في الرياض أن تهديد ترامب لن يغير خطط سحب القوات الأميركية من سوريا.

وكانت العلاقات بين البلدين قد شهدت ازمة بسبب دعم الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تعتبرها تركيا امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يشن حملة مسلحة منذ عشرات السنين في الأراضي التركية.

واندلعت أزمة دبلوماسية بين البلدين العام الماضي عندما فرض ترامب عقوبات على وزيرين تركيين ورفع الرسوم الجمركية على صادرات المعادن التركية، وهو ما ساهم في انخفاض قيمة الليرة التركية إلى مستوى غير مسبوق في أغسطس آب.

وقال ترامب أمس الأحد إن الولايات المتحدة بدأت الانسحاب العسكري من سوريا والذي أعلن عنه في ديسمبر كانون الأول، زاعما أن بلاده تواصل استهداف عناصر تنظيم "داعش" هناك.

وكتب على تويتر "سنهاجم مجددا من قاعدة مجاورة حالية إذا أعاد تنظيم داعش تشكيل صفوفه حسب زعمه . سندمر تركيا اقتصاديا إذا ضربت الأكراد. أقيموا منطقة آمنة (بعرض) 20 ميلا.. وبالمثل، لا نريد أن يستفز الأكراد تركيا".

ولم يذكر ترامب أي تفاصيل حول المنطقة الآمنة التي ذكرها. وفي الشهر الماضي قال إنه سيسحب القوات الأميركية من سوريا التي تعتبرها الحكومة السورية بانها قوات محتلة ، معلنا أنها نجحت في مهمتها لهزيمة تنظيم "داعش" ولم تعد هناك حاجة إليها حسب زعمه .

واكدت الحكومة السورية مرارا ان الحكومة الاميركية هي الداعم الرئيسي للتنظيمات الارهابية خاصة "داعش" في سوريا وتمدها بالمال والسلاح.

ماذا يعني التهديد الاميركي بتدمير الاقتصاد التركي؟
وقد أطلق مسؤولون أميركيون رسائل متضاربة حول الانسحاب الاميركي من سوريا. وقال مايسمى بالتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي إنه بدأ الانسحاب لكن مسؤولين قالوا في وقت لاحق إن هذا الانسحاب يشمل سحب عتاد فقط وليس قوات.

وعلى الصعيد التركي صرح وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، الإثنين، أن بلاده أبلغت الولايات المتحدة الاميركية بعدم خشيتها من أي تهديد، وأنه من غير الممكن لواشنطن بلوغ الغايات عبر التهديد بـ"تدمير" اقتصاد تركيا.

وقال أوغلو: "أبلغنا واشنطن بأن تركيا لا تهاب أي تهديد، ولا يمكن بلوغ الغايات عبر التهديدات الاقتصادية".

وتابع قائلاً: "الشركاء الاستراتيجيون لا يتحدثون عبر وسائل التواصل الاجتماعي".
وحذر أنه من غير الممكن التوصل إلى نتيجة مرضية في حال تم المساواة بين تنظيم "بي كا كا" الإرهابي والأكراد.

وأشار إلى أن اقتراح واشنطن انشاء "منطقة آمنة"، شمالي سوريا، جاء بعد رؤيتها عزم واصرار تركيا، لافتا في هذا السياق إلى عدم معارضة أنقرة لهذه الخطوة مبدئياً.
ونوّه وزير الخارجية التركي إلى أن الرئيس ترامب يخضع لضغوط من أجهزته الأمنية بعد إعلانه عن قرار الانسحاب من سوريا.

وصرح أن ترامب اتصل بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان سابقا، وأبلغه بعزمه سحب قوات بلاده من سوريا، ورغبته في تحقيق هذه الخطوة بالتنسيق مع تركيا.

وتابع قائلاً: "عقب هذا الاتصال تواصلنا مع نظرائنا، وقبل يومين التقيت مع نظيري مايك بومبيو هاتفيا، وخلال الاجتماعات الثنائية التي جرت بين البلدين، ناقشنا تفاصيل القرار وكيفية التنسيق، وفكرة إنشاء منطقة آمنة في الشمال السوري لمسافة 30 كيلومترا، ليست فكرة واشنطن، بل هي فكرة الرئيس أردوغان".

ولفت إلى أن أردوغان لم يقترح فكرة المنطقة الآمنة على الولايات المتحدة فحسب، بل عرض الاقتراح على كافة الدول الأوروبية وروسيا وكل من يهتم بتطورات الأوضاع في سوريا.

وأردف قائلاً: "نحن لسنا معارضين لإقامة منطقة آمنة، هدفنا هو الإرهاب، ففي الشمال السوري يوجد ممر إرهابي يهدد أمننا القومي ويريد تقسيم سوريا، ونحن نريد إزالة هذا الممر".

وجدد تشاووش أوغلو تأكيده على أن تركيا هي أكبر مدافع عن حقوق الأكراد في المنطقة، وأنه من الخطأ المساواة بين الأكراد والتنظيمات الإرهابية.

واستطرد بالقول: "وضع ترامب صعب للغاية في هذه الأونة، فهو يتعرض لضغوط من أجهزته الأمنية خاصة بعد قرار الانسحاب من سوريا، وتركيا تدرك بأن تصريحات ترامب الأخيرة موجهة للداخل الأميركي".
ماذا يعني التهديد الاميركي بتدمير الاقتصاد التركي؟
وأضاف قائلاً: "لو خيرونا بين الصعوبات الاقتصادية والتهديدات الإرهابية، فإن شعبنا سيقول إنني أرضى بالجوع والعطش، لكنني لا أقبل الخنوع".

وأكد أن تركيا لا تصوّب لغة التهديد التي يستخدمها ترامب وترفض تصريحه الأخير الموجه إلى أنقرة، وأن على الجميع بما فيهم واشنطن احترام تركيا.

وتسيطر وحدات حماية الشعب على مساحات من شمال سوريا وكانت حليفة للولايات المتحدة في الحرب على المتشددين السلفيين . وتعهد أردوغان بسحقها في أعقاب قرار ترامب بسحب القوات الأميركية من المنطقة.

على الصعيد ذاته قال فخر الدين ألتون مدير الاتصالات بالرئاسة التركية ان "تركيا ستواصل حربها على الإرهاب بشكل حاسم" مضيفا أنها حامية للأكراد وليست عدوا لهم.

وكتب على تويتر: "الإرهاب إرهاب ويجب القضاء عليه من منبعه. وهذا بالضبط ما تفعله تركيا في سوريا".

وقد طردت تركيا مقاتلي وحدات حماية الشعب من منطقة عفرين السورية ومناطق أخرى غربي نهر الفرات في حملات عسكرية خلال العامين الماضيين. وهي تهدد الآن باجتياح المناطق الواقعة شرقي النهر، وهو الأمر الذي تجنبته حتى الآن لأسباب من بينها تحاشى المواجهة المباشرة مع القوات الأميركية.

وقال مسؤول في قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة أمس الأحد إن مقاتلي تنظيم "داعش" "يعيشون لحظاتهم الأخيرة" في آخر جيب لهم في سوريا قرب الحدود العراقية.

وقوات سوريا الديمقراطية تحالف لجماعات مقاتلة وتقودها وحدات حماية الشعب.
وفي هذا الاطار قال مجلس الأمن القومي التركي، في بيان له اليوم الإثنين، إن استخدام الولايات المتحدة لغة التهديد تجاه تركيا غير مقبول، ويفتقر للاحترام نظرا للروابط بين البلدين الحليفين.
ماذا يعني التهديد الاميركي بتدمير الاقتصاد التركي؟
كما قال متحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا تتوقع احترام الولايات المتحدة شراكتهما الاستراتيجية بعد ان قال الرئيس دونالد ترامب على تويتر "تركيا ستدمر اقتصاديا إذا ضربت الأكراد".

وقال المتحدث ابراهيم كالين على تويتر ردا على تغريدة ترامب "السيد دونالد ترامب إن الإرهابيين لا يمكن أن يكون حلفاء وشركاء. إن تركيا تنتظر من الولايات المتحدة أن تحترم شراكتنا الاستراتيجية ولا تريد لهذه الشراكة ان تتأثر بالدعاية الإرهابية. لا فرق بين داعش وحزب العمال الكردستاني و حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدة حماية الشعب.
ونحن سنواصل قتال كل هؤلاء" على حد تعبير المسؤول التركي.

وكان جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي وضع شرطا جديدا للانسحاب الأميركي من سوريا قائلا إنه يجب أن توافق تركيا على حماية الأكراد المتحالفين مع الولايات المتحدة.

وقال بولتون إنه حث في المحادثات مع مسؤولين أتراك، بينهم الرئيس رجب طيب أردوغان، على ضرورة ضمان سلامة الأكراد.

وتابع مستشار الأمن القومي الأميركي "لا نعتقد أن الأتراك سيقومون بعمل عسكري دون تنسيق كامل وموافقة من الولايات المتحدة على الأقل حتى لا يعرضون قواتنا للخطر وأيضا حتى يلتزمون بمتطلبات الرئيس بعدم تعرض قوات المعارضة السورية التي قاتلت معنا للخطر".

وأضاف ، إن الولايات المتحدة جرت محادثات مع أنقرة لمعرفة أهدافها وقدراتها، مشددا في هذا الإطار على أن موقف ترامب يتمثل في أنه يجب ألا تقتل تركيا الأكراد وأن الانسحاب الأميركي لن يحدث دون الاتفاق على ذلك.

وكان إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئ سحب القوات الأمريكية من سوريا ترك المجال مفتوحا أمام الكثير من التساؤلات، خاصة ما إذا كان المقاتلون الأكراد الذين ينشطون في شمال سوريا سيصبحون الآن مستهدفين من تركيا التي تناصبهم العداء منذ فترة طويلة.

على الصعيد ذاته قال وزير الدفاع الأميركي الأسبق، تشاك هاغل، إن الرئيس التركي، رجب طب أردوغان أخبره في إحد اللقاءت بعام 2002 إن الكرد يشكلون التهديد الأول بالنسبة لبلاده.

وفي مقابلة مع شبكة سي إن إن الإخبارية، قال هاغل، إنه التقى بالرئيس التركي، رجب طيب اردوغان العام 2002 وأن الأخير حينها أكد له أن الكرد يعتبرون التهديد الأول لبلاده حيث قال: "اخر مرة تحدثت فيها مع أردوغان عندما كنت وزيرا للدفاع في خريف العام 2014، وأعرفه منذ العام 2002 عندما التقيته لأول مرة ووصل حزبه، العدالة والتنمية للسلطة، قال لي حينها وأكده مرارا: نحن نعتقد أن الأكراد هم التهديد الأول لنا".

وعلى الصعيد الميداني وصلت تعزيزات جديدة للجيش التركي، إلى ولاية هطاي جنوبي البلاد، بهدف توزيعها على الوحدات المتمركزة على الحدود مع سوريا.

وقال مراسل الأناضول، أن قوات خاصة وشاحنات محملة بمركبات عسكرية مدرعة مستقدمة من وحدات عسكرية مختلفة داخل تركيا، وصلت اليوم الإثنين إلى منطقة "ألتن أوزو" في هطاي الحدودية مع "إدلب" السورية.

وتوجهت التعزيزات وسط تدابير أمنية مشددة إلى الحدود مع سوريا.

وخلال الآونة الأخيرة، كثّف الجيش التركي من تعزيزاته في المنطقة الجنوبية، وسط ترقب لإطلاقه عملية عسكرية ضد ماتسميه "التنظيمات الإرهابية" شمالي سوريا مما سيسبب باثارة مزيد من الخلافات وتفجر ازمة جديدة بين انقرة وواشنطن.
رقم : 772110
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم