جولة لم يستطع مايك بومبيو إكمالها في المنطقة

الوزير بومبيو بدا جولته في منطقة الشرق الأوسط في 8 يناير/كانون الثاني وبدأها من الأردن، تبعتها زيارة مصر، والعراق والبحرين، وبعد أبو ظبي، زار بومبيو قطر والسعودية ومن المقرر ان يعود ويزور الكويت.

الوزير الاميركي ومن خلال زيارته الى المنطقة حاول معالجة عدة ملفات كبيرة هو غير متيقن من حل الغازها، ومن بينها على سبيل المثال الازمة المتفاقمة بين دول مجلس التعاون والخلاف السعودي وحلفائها مع قطر.

فعلى الرغم من اذعانه وتصريحه بان هذه الازمة طال امدها لكنه لم يكشف عن المسار الذي سيتخذه لحلها، وفي مؤتمر صحفي مع نظيره القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، قال بومبيو "إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يرى أن الخلاف الخليجي طالت مدته، بشكل بات يصب في مصلحة الأعداء."

كما أضاف: "نصبح أقوى عندما نعمل معا، والنزاعات لا تجدي مطلقا بين البلدان التي لديها رؤى وأهداف مشتركة وتواجه نفس التحديات".

كما قال وزير الخارجية الأمريكي "إن مجلس التعاون أساسي في مسألة التخطيط لتحالف أمني في الشرق الأوسط".

الاتفاق الوحيد الذي حققه بومبيو

وتبقى هذه الكلمات مجرد شعارات لكن الاتفاق الذي حققه ترامب هو الذي عقده مع قطر بشأن توسعة قاعدة "العديد" الاميركية حيث اتفق مع قطر على ان تقوم الاخيرة بتبني مسألة تمويل القاعدة ولهذا السبب قدم الوزير الاميركي شكره لقطر واميرها.

وكانت قد تعرضت قطر لعزلة اقتصادية وسياسية قبل اكثر من عام ونصف، بعد مقاطعة 4 دول عربية لها، وعاونتها تركيا في تجاوز الموقف، فيما دعا وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو الأحد، الدول الخليجية لتجاوز الموقف وحل الخلاف فيما بينها.

وحتى بالنسبة الى القضايا الحساسة والمصيرية التي تعيشها السعودية وغيرها من البلدان لم نسمع من المسؤول الاميركي غير التصريحات ولم نحصل منه على قرارات حقيقية هذا الامر يشمل قضايا مثل قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وحول مقتل جمال خاشقجي، في مقر قنصلية بلاده، في مدينة اسطنبول التركية، مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قال بومبيو "سنواصل الحوار مع ولي العهد محمد بن سلمان للتأكد من محاسبة الفاعلين".

" مضيفا أنه أبلغ الملك السعودي وولي عهده بـأنه "ينبغي محاسبة كل شخص مسؤول عن مقتل خاشقجي"ولفت في المقابل إلى أن الملك السعودي وولي عهده "وسلما بضرورة محاسبة المسؤولين عن مقتل خاشقجي وتحدثا عن التحقيق والإجراءات القضائية".

ولم يكتف بقضية خاشقجي فقد اعلن بومبيو انه تحدث مع الملك وولي عهده عن الناشطات السعوديات اللاتي يقبعن في سجون السعودية وذكر في تصريحاته إنه بحث قضايا الانسان وبالاخص قضية الناشطات السعوديات المعتقلات خلال لقائه الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي عهده في الرياض.

لكن لم نسمع تأثيرا لهذه التصريحات والموقف واضح من السلطات السعودية تجاه مصير تلك النساء المعتقلات التي اكدت التقارير عن تعرضهن للتعذيب الجسدي، فهل اقتنعت سلطات الرياض بعد زيارة بومبيو بضرورة الافراج عنهن، هذا السؤال الذي لم يستطع احد الاجابة عنه.

مصير مبهم لاكراد سوريا

وبالنسبة الى قضية مصير اكراد سوريا هنا ايضا لم نسمع من بومبيو غير تصريحات وكلمات تؤكد ان الولايات المتحدة ستوفر الحماية لهم لكنه لم يكشف عن طريقة تحقيق ذلك خاصة مع التهديدات التركية باقتحام المنطقة وجعل خنادق الاكراد مقابر لهم.
و قبل وصوله إلى قطر، أعرب بومبيو من أبو ظبي عن تفاؤله بإمكانية إيجاد طريقة لحماية أكراد سوريا، وفي الوقت ذاته السماح للأتراك "بحماية بلدهم من الإرهاب"، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.

وقال بومبيو إنه واثق من إمكانية الوصول إلى "نتيجة جيدة" تحمي مصالح الطرفين، وذلك عقب حديثه مع وزير الخارجية التركي.

وبالنسبة الى الازمة اليمنية سمعنا ايضا من بومبيو تصريحات جميلة لكن السؤال هل سيتم تطبيقها ؟

فقد أجرى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو محادثات مع كبار القادة السعوديين بمن فيهم الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان تصدرت ملفات اليمن.

وفي إطار جولته الإقليمية، التقى بومبيو وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير وسفير المملكة لدى الولايات المتحدة خالد بن سلمان.

وقال بيان لسفارة واشنطن في السعودية أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، اتفق على الحاجة إلى التقيد ببنود اتفاق السويد حول اليمن، خاصة وقف إطلاق النار وإعادة الانتشار في مدينة الحديدة، غربي البلاد معتبرة ان "الحل السياسي الشامل هو السبيل الوحيد لإنهاء النزاع".

جولة وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو الى المنطقة لم تحقق للادارة الاميركية ولم تجلب للمنطقة غير تصريحات جديدة اضيفت الى جملة التصريحات السابقة التي اطلقها المسؤولون الاميركيون لحل مشاكل المنطقة، لكن ازمات المنطقة لاتحلها التصريحات والكلمات العسلية.