QR CodeQR Code

تداعيات تفجير منبج في الشمال السوري

اسلام تایمز , 19 كانون الثاني 2019 00:07

خاص (اسلام تايمز) - تفجير منبج الواقعة في الشمال السوري على الحدود التركية، لا يمكن إلا أن يكون رسالة سياسية بالدرجة الأولى، بغض النظر عن الجهة المنفذة له، الأمر الذي يفرض انتظار التداعيات التي ستترتب على خطط الولايات المتحدة في المرحلة المقبلة بعد الانسحاب المؤجل.


وفي الوقت الذي تتحضر فيه الولايات المتحدة لبدء الإنسحاب من الأراضي السورية، برز التفجير الإنتحاري الذي استهدف دورية للجيش الأميركي في بلدة منبج، خصوصاً بعد أن أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي مسؤوليته عنه، الأمر الذي تطرح حوله الكثير من علامات الإستفهام، في ظل التناقض والتداخل بين مصالح مختلف اللاعبين في الشمال السوري في الوقت الراهن.

ويرى متابعون أنه كان تنظيم داعش هو الذي يقف خلف هذا التفجير، فإن هذا يعني أن إعلان الرئيس ترامب هزيمتها، والقضاء عليها كان سابقا لأوانه.

إذ قبيل التفجير بأيام، فجر الرئيس الاميركي دونالد ترامب قضية "المنطقة الآمنة" على الشريط الحدودي التركي مع شمال سورية، تاركاً الجدل التي اثارت قضيته واستحوذت على جزء رئيس من الجدل حول الملف السوري، في ظل عدم اتضاح تفاصيل هذه المنطقة، خصوصاً ما يتعلق بالجهة التي ستتولى إقامتها وإدارتها.

كما أثارت عودة الحرارة بين الرئيسين الأميركي والتركي والتي تمخضت عن اتفاق بين الجانبين يقضي بقيام الجيش التركي بإقامة منطقة آمنة داخل الأراضي السورية بعمق يمتدّ بين 20 إلى 30 كلم مقابل تعهّد أردوغان بعدم المسّ بحلفاء واشنطن من الأحزاب الكردية، بعد الانسحاب الأميركي.. أثارت العديد من التساؤلات حول مستقبل الوضع في شمال شرق سورية، وما إذا كان مثل هذا الاتفاق سيرى النور أم أنه سيواجه برفض روسي إيراني مستند إلى موقف سورية الحازم في رفض الاعتداء التركي على أراضيها واستعدادها لمواجهته واستعادة كل شبر من الأرض السورية.

في المقابل، لدى "قوات سوريا الديمقراطية" قراءة مختلفة، تعتبر أن أنقرة هي المستفيد من التفجير الإرهابي، عبر توجيه رسالة إلى الولايات المتّحدة بأن هذه المنطقة ليست آمنة، والمطلوب منها الإسراع في سحب قواتها من جهة، والسماح لها بتنفيذ عمليّة عسكرية لتطهيرها من الجماعات الإرهابية من جهة ثانية، مع العلم أنها تعتبر أن "داعش" و"سوريا الديمقراطية" وجهان لعملة واحدة.

التطورات السياسية المتسارعة في المنطقة بعد اعلان السلطة التركية توصلها إلى اتفاق مع نظيره الأميركي بشأن المنطقة الحدودية الامنة هذه والتي تقع ضمن مفهوم تقاطع المصالح بين واشنطن وانقرة، قابله تخوف في الاوساط السياسية السورية، كون هكذا قرار يفتح المنطقة امام مواجهة من نوع جديد، رأت فيه تلك الاوساط ان تلك الخطوة تأتي كقوة احتلال في حال نفذ هذا الاتفاق.

وأكدت اوساط سياسية سورية أن الاتفاق خطوة احتلالية تحت ذريعة عزل الخطر الكردي عن الحدود، معتبرين أن الاتفاق جزء من تقاطع المصالح بين انقرة وواشنطن.


رقم: 772860

رابط العنوان :
https://www.islamtimes.org/ar/news/772860/تداعيات-تفجير-منبج-في-الشمال-السوري

اسلام تايمز
  https://www.islamtimes.org