0
الاثنين 21 كانون الثاني 2019 ساعة 20:14

هذه الشواهد تؤكد تطور الدفاعات الجوية السورية..

هذه الشواهد تؤكد تطور الدفاعات الجوية السورية..

نشر ناشطون على وسائل التواصل الإجتماعي لقطات من فيديو يظهر لحظة اطلاق صواريخ سوريا لإعتراض الصواريخ الإسرائيلية المعتدية، حيث يظهر الفيديو تدمير الصواريخ الإسرائيلية وبإصابة مباشرة يمكن مشاهدتها بالعين المجرة.

ويأتي الاعتداء الصاروخي لكيان الإحتلال الإسرائيلي على سوريا في وقت تعتزم فيه، الولايات المتحدة الأمريكية سحب قواتها من الشمال السوري، فيما تحاول القوات التركية أن تحل محلها من خلال التعاون مع الجماعات المسلحة والمعارضة السورية، متذرعة انها تريد إنشاء "منطقة آمنة" في شمال هذا البلد الذي اثخنته جراح العدوان منذ ثماني سنوات.
وفي الوقت الذي كان فيه ساسة كيان الإحتلال يعتقدون بأن سوريا باتت مثقلة بالجراح ونكبات الحرب التي فرضت عليها، وأنهم بضرباتهم الجوية والصاروخية قد تمكنوا من تسجيل نجاحات- وإن كانت محدودة ضد القوات السورية-، لكن الدفاعات الجوية السورية أثبتت جدارتها في الدفاع عن حياض البلاد وأجوائها أمام أي اعتداء اسرائيلي.

وبالرغم من ان كيان الإحتلال حاول التعتيم على تدمير العديد من الصواريخ التي اطلقها ضد الأهداف السورية، لكنه عندما شاهد إسقاطها من قبل الدفاعات الجوية السورية، عمد ليزعم انه استهدف قواعد ايرانية في محيط العاصمة دمشق، مستفزا بذلك المستشارين الإيرانيين المتواجدين في سوريا بطلب من حكومتها الشرعية، في محاولة يائسة منه للتأليب ضد ايران وحضورها الاستشاري الفاعل في سوريا.

ويرى المراقبون ان المزاعم الإسرائيلية هذه تأتي لتليهب الساحة العربية التي شهدت في الآونة الأخيرة تأكيد طلبات لإعادة الدول العربية الى الحضن السوري كانت أقواها تلك المطالبة التي جاءت على لسان جبران باسيل وزير الخارجية اللبناني خلال اجتماع وزراء خارجية الدول العربية الذي كان يحضر للقمة العربية الاقتصادية التي استضافتها بيروت يوم امس، حيث قال باسيل، عار علينا ان تبقى سوريا خارج المحيط العربي.

وبعيدا عن هذا وذاك، فالواقع يكشف أن سوريا التي كانت حليفا استراتيجيا للإتحاد السوفيتي السابق منذ ستينيات القرن الماضي، واستمر في تحالفها مع وريثة الإتحاد روسيا الفدرالية، مازالت تحظى بعلاقات استراتيجية معها وتحصل على أحدث التقنيات والمعدات العسكرية اللازمة للدفاع عن نفسها. وليس حصول سوريا على صواريخ إس-300 الروسية نهايات العام الماضي إلا مؤشر على استمرار هذا التعاون الذي لم يخل حتى في السابق من صفقات تسليحية روسية الى سوريا. ما يجعل سوريا قادرة على التصدي لأي عدوان جوي او صاروخي، لأن الدعم العسكري الروسي لسوريا لم يتوقف حتى مع انهيار الإتحاد السوفيتي السابق، أي ان سوريا وبعد أن تمكنت من السيطرة على توغل الجماعات المسلحة إلى أراضيها، اصبحت اليوم قادرة على معالجة أي عدوان بفضل التقنيات التي حصلت عليها من الحليف التقليدي الروسي.

أما منظومة الدفاع الجوي التي استخدمتها سوريا في التصدي للعدوان الإسرائيلي الأخير عليها، كشف الخبراء العسكريون انها كانت من نوع "بوك-أم 2" المضادة للصواريخ، وهي اكثر تطورا من منظومة الدفاع الجوي "بوك-أم" ومنظومة "إس- أي 5" والمعروفة بصواريخ "أس 200"،والمصنعة لإصابة الأهداف بدقة عالية.

ويؤكد الخبراء العسكريون ان منظومة "بوك-إم 2" الصاروخية تعتبر من أكثر المنظومات الصاروخية الروسية تطورا، بحيث انها قادرة على اسقاط طائرات حربية من نوع "إف 117" المعروفة بـ"طائرات الشبح" الأمريكية، ورغم ضخامة هيكلها الذي يفوق الخمسة أمتار، ووزنها البالغ 720 كيلوغراما، الا أنها تنطلق بسرعة 1200 متر في الثانية الواحدة، لتطارد هدفها حتى لو إبتعد عنها 50 كيلومترا. ومما يميز هذه المنظومة الصاروخية أيضا قدرتها على استهداف اكثر من هدف في نفس الوقت، حيث بإمكانها إستهداف ستة أهداف، تساعدها في ذلك قدرتها الفائقة في المدى الإستكشافي لراداراتها التي تغطي مساحة 160 كيلومترا مربعا في نفس الوقت. وآخر ما كشفه الخبراء العسكريون عن ميزات هذه المنظومة الصاروخية هو انها تتمكن من مطاردة أهدافها الجوية حتى ارتفاع 25 كيلومترا، وهي سريعة الإنتقال من نظام المناوبة الى نظام الإطلاق، حيث لا تستغرق سوى 20 ثانية لهذا الإنتقال.

هذه التطورات العسكرية التي حصلت عليها القوات الدفاعية السورية، أدخلت اليأس على ساسة كيان الإحتلال الاسرائيلي وحماتهم الذين صدموا بعد الاعتداء الإسرائيلي الأخير على سوريا، وباتوا يفكرون بمؤامرة لخطف هذه الأنظمة الصاروخية من القوات السورية، او حث الحليف الروسي على قطع تعاونه العسكري مع سوريا، والأيام القليلة القادمة قد تكون شاهدا على ذلك، لكن سوريا قررت المضي في تطوير قدراتها الدفاعية، ولا دليل على إحتمال وقف الدعم الروسي لسوريا في الوقت الراهن.
رقم : 773405
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم