0
الاثنين 21 كانون الثاني 2019 ساعة 22:32

السودان.. بعد شهر من الاحتجاجات الشعبية والقمع الحكومي

السودان.. بعد شهر من الاحتجاجات الشعبية والقمع الحكومي
شارك عشرات الاطباء في اعتصام صامت الإثنين امام بعض المستشفيات في العاصمة السودانية استنكارا لمقتل احد زملائهم خلال تظاهرات مناهضة للحكومة في الخرطوم الأسبوع الماضي، يقودها اتحاد المهنيين.

ويشهد السودان احتجاجات دامية منذ 19 كانون الأول/ديسمبر عقب قرار الحكومة زيادة سعر الخبز ثلاثة أضعاف. والتظاهرات التي تحولت بسرعة إلى احتجاجات ضد حكم الرئيس عمر البشير المستمر منذ ثلاثة عقود، أدت إلى مقتل 26 شخصا حتى الآن بحسب مسؤولين. وتقول منظمة العفو الدولية إن عدد القتلى يتجاوز ال40.

وقتل الطبيب الخميس خلال اشتباكات بين محتجين وقوات الأمن في حي بوري غرب العاصمة، بحسب نقابة للاطباء تنتمي لاتحاد المهنيين الذي يقود الحركة الاحتجاجية.
وشارك الاطباء وبعضهم ارتدى المعاطف البيضاء في اعتصام صامت أمام مستشفى أحمد قاسم حيث كان الطبيب القتيل يعمل.

ورفع المحتجون لافتات كتب عليها "قتل طبيب يعني قتل أمة" ووقفوا في صمت فيما كانت قوات الأمن تنتشر في محيط المستشفى.

واثر مقتل الطبيب السوداني في حي بوري دعت لجنة أطباء السودان المركزية إلى مزيد من التفعيل لإضراب الأطباء المعلن منذ 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي بسحب الكوادر الطبية من المستشفيات التابعة للشرطة والجيش والأمن. ويشمل إضراب الأطباء الحالات العادية، على أن يتعاملوا مع حالات الطوارئ في جميع المستشفيات.

وعبر حسابها الرسمي على فيسبوك، نشرت لجنة الأطباء صورا لأعضائها المضربين الذين اعتصموا أمام مستشفيات كسلا وسنجة وودمدني.

ومنذ انقلاب "الإنقاذ" في يونيو/حزيران 1989، سيطرت السلطة على كامل النقابات عبر موالين لها، وهو ما دفع المهنيين خلال السنوات الأخيرة إلى تكوين لجان موازية تدافع عن مصالحهم.

وفي العام 2016 نظمت لجنة الأطباء إضرابا شل الخدمات الطبية في غالبية مدن البلاد، احتجاجا على اعتداءات القوات الحكومية على الكوادر الطبية والتردي في الخدمات الطبية الحكومية، مما اضطر الحكومة للتفاوض معها والاستجابة لمطالبها.

ولجنة أطباء السودان المركزية كيان مواز للنقابة العامة للمهن الطبية والصحية واتحاد أطباء السودان المعترف بهما من قبل الحكومة.

والجمعة قالت سارة جاكسون، نائبة مدير برنامج شرق منظمة العفو الدولية لشرق إفريقيا، إنه "أمر مروّع استمرار أجهزة الأمن السودانيّة في استخدام القوّة المميتة ضدّ المتظاهرين والذين يقدّمون خدمات رئيسيّة كالأطبّاء".
ورفض البشير الاتهامات. وقال أمام حشد في ولاية النيل الأبيض الأحد "الدكتور الذي قتل في بوري (في شرق الخرطوم)... قتل بسلاح لا يستخدمه الجيش او جهاز الأمن او الشرطة".
وأضاف "ناس من وسط المتظاهرين هم الذين قتلوا المتظاهرين". واتهم الرئيس السوداني من وصفهم بالمندسين بقتل المتظاهرين من داخل الاحتجاجات الدائرة بسبب الوضع الاقتصادي.
وتابع الرئيس السوداني أن "من يحكم السودان هو قرار المواطن السوداني عبر صناديق الاقتراع، و2020 ليست بعيدة".
هذا وخرج المئات من المتظاهرين الاحد في عدة مناطق بام درمان عبر شارع الأربعين والشهداء ومحطة التجاني الماحي والموردة وذلك في نقطة انطلاق من المحطة الوسطي ليتجه الموكب صوب البرلمان السوداني لايصال رسالة تطالب باسقاط النظام وتنحي الرئيس عمر البشير.
فيما تصدت القوات الأمنية للمتظاهرين بالغاز المسيل للدموع، كما سمع صوت إطلاق رصاص. ورددوا المتظاهرون الغاضبون هتافات "الحرية والسلام والعدالة" في المظاهرات المتواصلة منذ خمسة اسابيع.
وأكد رئيس الأركان المشتركة كمال عبدالمعروف أن القوات المسلحة في أحسن حالاتها، وهي أكثر قوة وتماسكاً ومنتبهة لكل ما يحاك من مؤامرات بحق السودان، وستبقى تضطلع بمهامها على أكمل وجه حفاظاً على القيم والموروثات وتصدياً لأعداء الوطن.
في سياق متصل، أعلن اتحاد المهنيين في السودان اَنه سينظم تظاهرة ليلية في العاصمة الخرطوم يوم الثلاثاء المقبل، واخرى يوم الخميس تحت اسم مواكب التنحي في مدن السودان المختلفة.
و مع دخول الاحتجاجات في السودان اسبوعها الخامس، يحاول المؤتمر الوطني خفض نبرته في خطابه السياسي تجاه الأحداث، لكن المراقبين يرون ان هناك تناقضا في مخاطبة المواطن السوداني طيلة هذه الفترة من قبل الحكومة.
وعلى ضوء الاحتجاجات الشعبية في السودان، صرح رئيس تحرير صحيفة الجريدة اشرف عبد العزيز لمراسل قناة العالم ان رئيس الجمهورية الان يقوم لوحده بمحاولة سد الثغرات بالنسبة للحزب الحاكم والذي اصبح يعاني من بعض الضعف، موضحا ان رئيس الجمهورية يريد من خطابه ذلك تطمين كل الجهات حتى يستطيع ان يمسك بقواعد اللعبة.
وتأتي الاحتجاجات في وقت يواجه فيه السودان نقصا كبيرا في العملات الأجنبية وارتفاعا في نسبة التضخم، مما تسبب في ارتفاع أسعار الغذاء والدواء أكثر من الضعف.
رقم : 773417
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم