0
الخميس 24 كانون الثاني 2019 ساعة 11:06

هل ترامب عميل لبوتين؟

هل ترامب عميل لبوتين؟
اعتمد الرئيس ترامب منذ وصوله البيت الابيض، وتنفيذا لوعوده الانتخابية، على تحسين شعبيته وخاصة لدى الطبقة الفقيرة والمتوسطة لدى الاميركيين البيض على مستوى السياسة الداخلية، والبحث عن مكاسب مالية مقابل اي خدمات اميركية عسكرية او سياسية او امنية، والعمل على سحب اموال طائلة من حلفاء واشنطن التقليديين مثل السعودية وفرض ضرائب على سلع المنافسيين الاقتصاديين مثل الاتحاد الاوربي والصين، والسعي الى ابتزاز الاوربيين حول تمويل الناتو مما جعلهم يتحدثون عن جيش اوربي موحد لا يكون بحاجة الى المنة الاميركية.

الحمائية الترامبية على المستوى الاقتصادي، والارتجالية وابتزاز الاخرين ماليا على مستوى السياسة الخارجية جعل من الولايات المتحدة حليفا غير جدير بالثقة خاصة بعد اصراره على الانسحاب من الاتفاق النووي الذي وقعته خمسة اخرى مع ايران، رغم اصرار هذه الدول الخمسة وهي بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا والمانيا على احترام الاتفاق، ثم تبعها بعدة انسحابات من اتفاقات دولية وقعها سلفه باراك اوباما ليعيد التفاوض عليها لتحمل توقيعه هو وليس اوباما كما حصل في اتفاقية التجارة الحرة نافتا مع كل من كندا والمكسيك. ومن ثم اعلانه الانسحاب العسكري المفاجي من سورية وازعاج انقرة من دعم وحدات الحماية الكردية في شمال سوريا.

وهنا، اخذت الاهتمامات تتوجه الى روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، فالرئيس التركي رجب طيب اردوغان حقق من خلال الروس في روسيا ما لم يحققه له حلف الناتو ولا الولايات المتحدة، حتى باتت انقرة اكثر اصرارا على شراء منظومة الصواريخ الروسية اس 400 غير ابهة بالتحذيرات الاميركية، وباتت اللقاءات بين اردوغان وبوتين كثيرة التكرار وتحسم الامور في شمال سوريا سواء من خلال تفاهمات آستانة او مناطق خفض التوتر التي افضت الى الحاق هزائم بالجماعات المسلحة في محيط العاصمة السورية وفي الجنوب وانسحابها الى محافظة ادلب لتكون خزانا كبيرا للارهابيين والتعامل لاحقا حسب التفاهمات الروسية التركية ايضا.

وكيان الاحتلال الاسرائيلي هو الآخر، عليه ان يكسب موافقة الروس والتنسيق معهم للتعامل ما يعتبره خطرا متصاعدا على امنه من خلال الوضع العسكري الجديد في سوريا. وكذلك بات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يطرق بلا ملل ابواب الكرملين بعد ان رأى ان الاميركيين ورئيسهم غر قادرين على تامين هواجسه الامنية من محور المقاومة والذي يكاد يطبق كماشته على كيانه من ثلاث جبهات بنفس استراتيجي بعيد المدى وغير آبه لضرباته الجوية التي قد تفسح المجال لمنازلة لا يقوى عليها كيان الاحتلال.

وعلى هذا، استطاع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تحقيق مكاسب سياسية كبيرة على مستوى الساحة الدولية على حساب الولايات المتحدة التي تكاد تفقد شهيتها للشرق الاوسط لولا الاموال العربية التي تمنح ببذخ غير مسبوق لابقاء الاميركيين في المنطقة كضامن لامنهم الذي ادمن الحماية العسكرية الاميركية. فقطر والسعودية ارادت شراء منظومة صواريخ اس 400 الروسية لكسب ود الرئيس بوتين بينما اميركا لم تبذل جهدا كافيا في رأب الصدع بين الرياض والدوحة بل عملت على استغلال الخلاف الى استثمارات قطرية وسعودية على اراضيها وتشديد حملات اللوبيات العربية لارضاء المؤسسات الاميركية. فترامب بارتجاليته وجشعه وتقلباته هو افضل ربح استراتيجي للرئيس بوتين سواء صحت الاتهامات بتدخل بلاده من اجل فوز ترامب او لم تصح بل حتى يحق لبعض الناقمين من ترامب ان يتهموه بالعمالة لبوتين!
رقم : 773942
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم