QR CodeQR Code

انقسام غربي حول مصير ‘‘داعش‘‘ في سورية

اسلام تایمز , 16 شباط 2019 23:59

خاص (اسلام تايمز) - مع الاعلان عن تسليم المئات من عناصر تنظيم داعش الارهابي أنفسهم لـ "قوات سوريا الديمقراطية" والقوات الأمريكية خلال اليومين الماضيين، بعد تضييق الخناق عليهم وخسارتهم بلدة الباغوز وانحسارهم في قريتي المراشدة والسفافنة بريف دير الزور الشرقي يصبح الحديث عن نهاية داعش في سوريا امرا واقعيا.


وجاء تسليم عناصر تنظيم داعش أنفسهم بعد سلسلة من الاتفاقات بين الطرفين كادت تبوء بالفشل نتيجة رفض التنظيم معظم الشروط ومحاولته الاستمرار في القتال.
وقال مصدر ميداني مطّلع إن نحو سبعين عنصرا من عناصر التنظيم -معظمهم من الجنسيات الأجنبية - سلموا أنفسهم على أطراف حويجة السفافنة لقوات مايسمى بسوريا الديمقراطية، وتم نقلهم تحت حماية أمنية مشددة إلى مخيم قرب مدينة الشدادي.

وأوضح المصدر أن استسلام هؤلاء العناصر جاء بعد اتفاق جرى بين القيادي العسكري لمنطقة دير الزور المعروف باسمه الحركي "روني"، وبين مجموعات عناصر التنظيم عبر الأجهزة اللاسلكية.

ونص الاتفاق على أن يسلم عناصر التنظيم أنفسهم بشكل جماعي عبر دفعات وتسليم الأسلحة والذهب والأموال التي معهم، مقابل محاكمتهم وفقا للقوانين الدولية وعدم التعرض لعائلاتهم وإطلاق سراحها في أسرع وقت ممكن.

واشترطت قوات قسد، على عناصر التنظيم القادمين تسليم كل الأموال التي بحوزتهم والذهب الذي يتوقع بأن يبلغ عدة أطنان أخذها التنظيم من بنك مدينة الموصل إبان السيطرة عليها عام 2014، كما اشترطت عليهم تسليم المعتقلين في سجون التنظيم.

وبالفعل أطلق التنظيم سراح عشرة معتقلين أثناء خروج عناصره باتجاه مناطق قسد، بحسب مصادر أهلية، مبينة أن الاتفاق يسري بين الطرفين، حيث أدخلت قوات سوريا الديمقراطية عدة شاحنات تحمل مواد غذائية ومواد طبية لمواقع التنظيم تنفيذا للشروط، مشيرة إلى أن الساعات القادمة قد تشهد انهيارا واستسلاما كاملا لقوات التنظيم في المنطقة رغم معارضة قياديين من الصف الثاني للاستسلام.

وأفادت المصادر أن قادة التنظيم الحاليين الموجودين في الجيب الأخير يطالبون بنقلهم إلى بادية دير الزور الواقعة في الضفة الغربية لنهر الفرات، مقابل تسليم المنطقة المتبقية مع السلاح والذهب والمال، وهو سبب رفضهم للاتفاق الذي قبلت به مجموعات من التنظيم.

وكانت اتفاقات سابقة جرت بين قوات سوريا الديمقراطية من جهة وتنظيم داعش من جهة أخرى بعلم ورعاية القوات الأمريكية، أبرزها انسحابهم من مدن منبج والطبقة والرقة وانتقالهم لمواقع أخرى، وهو ما يعطي خيارات جدية للتنظيم بالانتقال لمواقع أخرى أبرزها ريف دير الزور.

تأتي هذه التطورات وسط تضارب في المواقف بين اطراف "التحالف" بشأن اعلان نهاية داعش ففي الوقت الذي يريد الرئيس الاميركي دونالد ترامب اعلان هزيمة داعش بأسرع ما يمكن، هناك اطراف اخرى في التحالف وحتى داخل الحكومة الاميركية تعارض مثل هذه الاعلان.

وبرز خلاف جلي بين البيت الابيض والكونغرس الاميركي بخصوص هذه القضية، فقد اعلن عدد من اعضاء الكونغرس الاميركي معارضتهم لسياسة ترامب تجاه سوريا ورفضوا سحب القوات الاميركية من هناك.

وقالت مصادر أمريكية بأن كبار المشرعين الأمريكيين والمسؤولين العسكريين الأمريكيين سيضغطون على حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا لتخصيص مئات الجنود لإنشاء منطقة عازلة على الجانب السوري من حدود ذلك البلد مع تركيا مع انسحاب معظم القوات الأمريكية هناك.

الخلاف لا يقتصر على البيت الابيض والكونغرس بل تعدى ذلك ليشمل المؤسسة العسكرية الاميركية فقد حذّر قائد القوات الخاصة الأميركية الجنرال ريموند توماس الخميس من إعلان "النصر" على داعش.

وخلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلّحة في مجلس الشيوخ سأل سناتور الجنرال توماس عن ماهية الانتصار في سوريا، فأجاب "أنا لا أستسهل استخدام عبارة نصر محل عبارة هدف".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أكّد لدى إعلانه في كانون الاول/ديسمبر 2018 عزمه على سحب القوات الأميركية من سوريا والبالغ عددهم ألفي جندي معظمهم من أفراد القوات الخاصة، أنّ واشنطن "انتصرت" في هذه الحرب.

الانقسام بشأن اعلان الانتصار على داعش وعلى سحب القوات الاميركية من سوريا وصل ايضا الى قوى "التحالف" إذ عارضت العديد من البلدان الاوروبية الموقف الاميركي ورفضت سحب القوات الاميركية من سوريا.

واعتبر وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، الجمعة، أن سياسية الولايات المتحدة بشأن شمال سوريا، بعد قرار ترامب بسحب القوات الأميركية، بـ"اللغز".

كما بحث وزراء دفاع دول التحالف الدولى لمكافحة تنظيم «داعش» الإرهابى فى ميونيخ كيفية تنظيم صفوفهم بعد أن يتم طرد التنظيم من آخر جيب له فى سوريا ومغادرة القوات الأمريكية البلاد.

وقالت فلورنس بارلى وزيرة القوات المسلحة الفرنسية قبيل الاجتماع، إن «انسحاب القوات الأمريكية من سوريا سيكون حتما فى صلب المحادثات». وأضافت أنه «سيتعين على المجتمع الدولى ضمان عدم عودة داعش إلى سوريا أو فى مكان آخر».

من جهة اخرى اعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب انه لديه إعلان مهم خلال 24 ساعة بشأن سوريا ويتوقع ان يعلن من خلاله الانتصار على داعش ليحصل على التفويض الواقعي لسحب القوات الاميركية من سوريا.


رقم: 778425

رابط العنوان :
https://www.islamtimes.org/ar/news/778425/انقسام-غربي-حول-مصير-داعش-في-سورية

اسلام تايمز
  https://www.islamtimes.org