0
الخميس 21 شباط 2019 ساعة 16:25

تصعيد في الشمال السوري ومحاولات التركي الأخيرة

تصعيد في الشمال السوري ومحاولات التركي الأخيرة
الحرب ليست هواية، وانما خوض المعارك والحروب، للدفاع عن الحقوق والنفس، تأتي ضمن الحق الانساني بمواجهة الارهاب، وتكفلها جميع الشرائع والقوانين الدولية، وهي جزء من احلال السلام على مستوى العالم، ومن هنا فإن حالة التصعيد التي نتابعها في ارياف المحافظات الثلاث، ومحاولات التسلل، وضرب اتفاق سوتشي بعرض الحائط، يؤكد على ان تلك المجموعات الارهابية، والدول الاقليمية التي تقف خلفها، كانت تحاول كسب الوقت، بالرغم من كل التعهدات التي اطلقتها القيادة التركية للضامن الروسي والايراني، بالالتزام من قبل تلك المجموعات، وبالحد الادنى من قبل الدولة التركية التي تسعى لتوسيع قاعدة الولاء لها ضمن المجموعات الارهابية، ولا تحرك ساكناً امام الخروقات التي اصبحت شبه يومية في تلك المنطقة، بالتوازي مع ارتفاع منسوب الانطباع السائد لدى تلك المجموعات وداعميها، ان تصفية جبهة النصرة، بمظلتها الحالية والتي تسمى " هيئة تحرير الشام" او تحت اي مظلة او سقف، قاب قوسين او ادنى، وتأكد ذلك الامر بعد الانتهاء بشكل شبه كامل من ملف داعش الوهابية، والالتفات الان لانهاء ذراع تنظيم القاعدة الارهابي في سورية، وبالطبع وسط قناعة دولية بدأت تطالب بأنهاء هذا التنظيم في سورية، وسحب هذا الملف من يد الحكومة التركية التي بدأت بابتزاز الدول الاوروبية بقضية الارهابيين الاجانب، والتي هددت بأن تفتح لهم الطريق للعودة الى بلدانهم عبر تركيا، ما يشكل من وجهة نظر الاوروبيين تهديدا لأمن دولهم واستقرارها.

ما يجب الاشارة اليه هنا ان اوهام تركيا وخلفها الولايات المتحدة الامريكية، لا تتعدى كونها اضغاث احلام في ادلب، وستتهاوى قريباً، وان التركي لن يستطيع ان يماطل الى ما لا نهاية بملف ادلب، وان فتح الحدود التركية مؤخرا امام الاف الارهابيين، ومحاولة تركيا نقل من تبقى من مسلحين اجانب في ريف دير الزور الشرقي بواسطة البريد الامريكي السريع، نحو الداخل السوري عبر حدودها، او اعادة تجميع هؤلاء لاعادة ارسالهم الى دول اخرى مثل الصين وافغانستان واليمن، لإطالة أمد ديمومتهم، يبقي باب التساؤل مفتوحا اما العالم الذي ينبغي ان يتخذ موقفاً صحيحا من الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها في المنطقة، الخارجين عن القانون والمتناقضين مع المبادئ والقيم الدولية والانسانية.

المشهد في ارياف المحافظات الثلاث واضح بالنسبة للدولة السورية، لكنه غير مكتمل بالنسبة للجانب الاخر، اي تركيا والمجموعات الارهابية، التي بدأت تعاني من حالة تآكل بعد جولات الاقتتال والتصفية التي تجري في تلك المنطقة، وما يحدث من استفزازات للدولة السورية من خلال اذرع التكفيريين، ما هي الا محاولة ضمن محاولات الولايات المتحدة وتركيا، تعطيل اي نجاح لتفاهمات سوتشي او اجهاض اجتماع استانا القادم، ولكن لن يسعف الوقت معسكر الولايات المتحدة الامريكية، وخير دليل على ذلك ما يحدث في ريف دير الزور الشرقي، وفشل المسرحية الامريكية هناك، وما لحقه من فتح الدولة السورية من معابر لخروج المدنيين الذين تحاصرهم القوات الامريكية وداعش في مخيم الركبان، فبعد ان لفظ ارهابيو داعش انفاسهم الاخيرة بفضل الجيش السوري والحلفاء، استدعى من الولايات المتحدة الامريكية وتركيا، تغيير تكتيك الحرب، كي تبتعد عن حفر الفشل التي سقطت فيها اثناء الحرب على سورية، وما تبعها من عجز عن تغيير في الواقع السياسي، لذلك تسعى تلك القوى لاستمرار حالة الاستنزاف لتمديد زمن الحرب، الا ان ذلك لن يستمر طويلاً، وسينتهي مع اعلان ساعة الصفر وانطلاق جحافل النصر في الجيش السوري وحلفائه.
رقم : 779286
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم