0
الثلاثاء 26 شباط 2019 ساعة 09:36

قرار بريطانيا بتصنيف حزب الله بالإرهابي.."مكره أخاك لا بطل"

قرار بريطانيا بتصنيف حزب الله بالإرهابي.."مكره أخاك لا بطل"
اولا 
قد يكون سهلا استنتاج ان قرار لندن مرتبط بقوة بالحملة الاميركية ضد محور المقاومة بداية من ايران، وصولا الى حركات المقاومة. وهذه الحملة التي تشارك فيها دول عربية غير خفية مثل السعودية والامارات والبحرين وغيرها، تستهدف الوجود الاجتماعي والسياسي والاقتصادي لهذه الحركات. وليس مستغربا ان يكون حزب الله على قائمة حركات المقاومة المستهدفة لعدة اسباب، اهمها على سبيل المثال لا الحصر انه لعب دورا اساسيا في هزيمة الارهاب في سوريا وافشال المشروع الغربي الذي بني اساسا على دور محوري للجماعات الارهابية التي دخلت سوريا برعاية اميركية غربية عربية. وهذا يكفي لوضع الحزب على رأس لائحة استهدافات الاستراتيجية الاميركي الغربية العربية، والتي بدأت منذ اشهر، حيث ذكر حزب الله على السنة المسؤولين الاميركيين مرات كثيرة الى جانب ايران.

ثانيا 
استهداف حزب الله مقرر له ان يكون على مستويات عدة، وهو ما ظهر في مناسبات عدة منها كلام السفيرة الاميركية في لبنان "اليزابيت ريتشارد" قبل ايام حول القلق الاميركي من الدور المتنامي لحزب الله في الدولة اللبنانية. وذلك بعد تشكيل الحكومة اللبنانية ودخول البلاد في مرحلة شبه الاستقرار بعد تسعة اشهر من القلق والتوتر والفراغ.

وربطا بذلك ياتي التبرير البريطاني لقرار تصنيف حزب الله بالارهابي، وهو ان الحزب يواصل زعزعة الاستقرار في المنطقة، وتاكيد لندن في الوقت نفسه انها حريصة على استقرار لبنان. وهنا لا بد من التساؤل.. الا تعتقد الحكومة البريطانية ان تصنيف حزب الله بالارهابي يساهم في ضرب الاستقرار في لبنان كونه يتناقض مع حقائق وحيثيات الحياة السياسية والاجتماعية في لبنان؟؟

ثم ان الاستقرار في المنطقة الذي تتهم لندن حزب الله بضربه اليس هو مزعزع اصلا بفعل الارهاب الذي ساهمت بريطانيا نفسها بنشره في الشرق الاوسط طوال السنوات الاخيرة؟

ثالثا 
القرار البريطاني يمكن توصيفه بانه فردي حتى على المستوى الداخلي، فهو يصدر من حكومة تيريزا ماي التي تواجه شعبية متدنية وانتقادات واسعة في قضايا عديدة، اضيفت اليها قضية تصنيف حزب الله ومعارضة حزب العمال بزعامة "جيريمي كوربين" هذا التصنيف الذي سيضر بالعلاقة بين لندن وبيروت.

كما انه قرار فردي على المستوى الاوروبي، وما مسارعة فرنسا بلسان رئيسها "ايمانويل ماكرون" الذي اكد انه لا يمكن لاي دولة تصنيف حزب لبناني ممثل بالحكومة بانه ارهابي، الا ضربا لقرار لندن. واكثر من ذلك كشف ماكرون ان حكومته لديها علاقات مع الجناح السياسي لحزب الله.

كل هذا يكشف ان القرار البريطاني نابع من ضغوط اميركية بنكهة اسرائيلية وترغيب عربي لحكومة ماي المتارجحة نتيجة "بريكست" وسياساتها التائهة، وعليه فان القرار لن يقدم ولن يؤخر كونه نسخة جديدة من سياسة قديمة اعتمدتها الولايات المتحدة منذ سنوات. وهكذا يمكن القول ان الحكومة البريطانية في قرار تصنيف حزب الله بالارهابي "عضت على الرصاصة" كما يقول المثل الانجليزي اي انها قامت بما قامت مجبرة، او كما يقول المثل العربي "مكره اخاك لا بطل".
رقم : 780154
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم