0
الخميس 7 آذار 2019 ساعة 22:35

زيارة ساترفيلد إلى لبنان.. الأسباب والأهداف

زيارة ساترفيلد إلى لبنان.. الأسباب والأهداف
والتقى ساترفيلد رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل وكان من المقرر ان يلتقى الرئيس اللبناني ميشال عون الا ان اللقاء لم يحصل بسبب ما وصفته السفارة الاميركية بان الزيارة كانت " قصيرة".

كما التقى ساترفيلد عددا من المسؤولين اللبنانيين بمن فيهم وزراء القوات اللبنانيّة الأربعة ،غسان حاصباني وريشار قيومجيان وكميل بوسليمان ومي شدياق، وأثنى ساترفيلد في اللقاء على موقف القوات اللبنانية حيال البند المتعلق بالمقاومة في البيان الوزاري، التي أبدت تحفّظها عليه.

وقالت مصادر القوات إن «الزيارة لم يُعلن عنها بسبب التدابير الأمنية»، مشيرة إلى ان اللقاء "تضمن النقاش في آفاق المرحلة الجديدة، في ظل المشهد الجديد في المنطقة، بالإضافة الى ملفات سياسية ومالية، وكذلك قضية النازحين السوريين".
ورات مصادر مطلعة أن ساترفيلد هو أول مسؤول أميركي يزور لبنان بعد تشكيل الحكومة، مشيرة إلى أن واشنطن تريد تأكيد موقفها التحذيري للحكومة مما تسمّيه تنامي قوة حزب الله في لبنان، مضيفة أن ساترفيلد أبدى امتعاضاً مما أطلق عليه "الاختلال في موازين القوى داخل مجلس الوزراء"، مع تشديد المصادر على ان ساترفيلد أكد للرئيس الحريري أن الإدارة الأميركية لا تزال متمسّكة في الوقت عينه بـ"تقديم المساعدات للجيش اللبناني".

واعتبرت المصادر أن زيارة ساترفيلد قد تكون تحضيراً لزيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى بيروت للبحث في جملة ملفات تتصل بـ"العقوبات" على حزب الله وترسيم الحدود البرية والبحرية، مشددة على أن وجهة نظر الرئيس عون والرئيسين بري والحريري واحدة تجاه ملف ترسيم الحدود البرية وتثبيت حق لبنان في النقاط المتنازع عليها ولا سيما نقطة رأس الناقورة التي تشكل أساساً لترسيم الخط البحري وتحديد المنطقة الاقتصادية الخاصة.

ورأت المصادر أن ملف النازحين الذي حضر في وزارة الخارجية تخلله تأكيد من الوزير جبران باسيل على ضرورة حله من خلال العودة الآمنة لا الطوعية ومن دون أي ربط بمسألة الحل السياسي.

وحول سورية قالت مصادر سياسية إن "مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد ساترفيلد أشار الى أن الولايات المتحدة لن تترك سوريا نهائياً، وأن الـ400 جندي الباقين هناك لهم مهمة محددة، وبالتالي لن تسمح بأن يملأ الفراغ بعد انسحابها، لا الميليشيات التابعة لإيران ولا تلك التابعة للنظام السوري". حسب زعمه.

وذكرت المصادر، أن "البحث بالوضع الإقليمي أدى إلى تناول موضوع عودة سوريا إلى الجامعة العربية في أحاديث بعض الجهات التي التقاها ساترفيلد. وأشارت إلى أن الانطباع الذي خرجت به هذه الجهات أنه لا عودة لسوريا إلى الجامعة في القمة العربية المنتظرة آخر هذا الشهر، أو في القريب المنظور".

ولفتت إلى "أن البحث بإمكان عودة النازحين السوريين إلى بلادهم كان جزءا من المحادثات، حيث أبدى المسؤول الأميركي تفهمه للعبء الذي يتحمله لبنان واقتصاده نتيجة عدد هؤلاء المرتفع، لكن الاستنتاج الذي خرج به محدثوه هو أنه لا عودة قريبة للنازحين في الأفق، لأن النظام لا يريد هذه العودة " حسب زعمه .

وفي شأن الوضع الداخلي قالت المصادر السياسية إن ساترفيلد قال في الاجتماعات المغلقة ما عاد وأعلنه في تصريحاته عن أن "واشنطن تراقب عمل الحكومة وقراراتها من زاوية التأكد من أنها تتخذ وفق المصلحة اللبنانية ولا تتأثر بنفوذ "حزب الله" ومن ورائه إيران، بحيث يطغى هذا النفوذ على هذه القرارات". مشيرةً إلى أنه فُهم من ساترفيلد أن واشنطن ستتعاطى مع لبنان وفقاً لهذا المعيار، ومن ألا يستغل الحزب وجوده في الحكومة من أجل الالتفاف على العقوبات الأميركية على أنشطته وموارده المالية".

وحسب المصادر، فقد عكست زيارة ساترفيلد إصراراً أميركياً على عدم تحييد لبنان عن الحرب الأميركية - الإسرائيلية - السعودية على محور المقاومة. وهذا ما ظهر في المحادثات التي أجراها الموفد الأميركي

وأكد المطلعون على أجواء الزيارة أن ساترفيلد "حمل تهديدات مبطنة تؤكّد أن المعركة مع الإيرانيين وحلفائهم في المنطقة قد فُتحت، وأن كل الأسلحة صارت مباحة".

وكرر الموفد الأميركي أمام من التقاهم ضرورة "الحدّ من تأثير حزب الله في السياسات الحكومية"، والإ فإن "أميركا ستستمر في الضغط والإزعاج في حال عدم التزام لبنان سياسة النأي بالنفس والابتعاد عن أي تمحور مع إيران، حتى لو أدى هذا الضغط إلى زعزعة الاستقرار اللبناني"، لأن المهم "عدم تحويل لبنان إلى ساحة نفوذ لطهران تستطيع من خلالها الالتفاف على العقوبات".

وأشار هؤلاء إلى أن "اللقاءات مع قوى 14 آذار تهدف إلى إنشاء لوبي يصعّد ضد حزب الله في موازاة الهجوم الأميركي في المنطقة.
رقم : 782022
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم