QR CodeQR Code

"المنطقة الآمنة" شمالي سوريا لم تعد آمنة!

اسلام تایمز , 9 آذار 2019 11:10

دمشق (اسلام تايمز) - لا يزال حلم "المنطقة الآمنة" في شمال سوريا يراود الأتراك الذين يهددون بتنفيذ عملية شرق الفرات شرق سوريا في أي وقت، فيما يستمر الاكراد بتفيذ مشروعهم ضد فلول تنظيم "داعش" الارهابي.


الاكراد ورغم التهديدات المستمره من الجانب التركي، ماضون في طريقهم لتطهير بلدة الباغوز شرق الفرات من عناصر تنظيم "داعش". فبعد أن أبطأت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) من وتيرة عملياتها منذ أيام إفساحا في المجال لخروج المدنيين، جاء إعلانها عن متابعة الهجوم العسكري على الباغوز إن لم يخرج المزيد من المدنيين أو الإرهابيين بحلول يوم السبت.

وذكر المتحدث باسم "قوات سوريا الديمقراطية" مصطفى بالي، أنه لم يخرج أحد من آخر جيب لـ"داعش" منذ الخميس، وان ارهابيي داعش يتشبثون بالدفاع عن اخر بقعة يسيطرون عليها في بلدة الباغوز على ضفاف نهر الفرات في شرق سوريا.

الدواعش ورغم ان الفرصة أتتهم اكثر من مرة للخروج وتسليم انفسهم لكن ما تبقى منهم مصر على الموت لانه يعلم ان معركته خاسرة لذلك اقدم اثنان من عناصر داعش على تفجير انفسهما في نقطة استسلام لقوات قسد.

وقالت مصادر محلية أن مجموعة من عناصر تنظيم "داعش" الارهابي ادعت بأنها ستقوم بتسليم نفسها إلى "قسد" بالقرب من "المعبر" في قرية الباغوز فوقاني، وخرجت على شكل دفعتين، الأولى مؤلفة من 3 عناصر تمكنت "قسد" من قتل أحدهم قبل أن يفجر الاثنان الآخران أنفسهما ما تسبب بمقتل 12 عنصرا من "قسد"، فيما قتل كامل الدفعة الثانية من عناصر "داعش" الانتحاريين قبل وصولهم علما بأنهم كانوا خمسة عناصر من جنسيات آسيوية.

مناطق سيطرة الاكراد ورغم انها مشتعله بسب الحرب على "داعش" فهي ايضا مشتعله بسبب التصريحات التركية حيث أكد نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، استعداد بلاده لتنفيذ عملية شرق الفرات بسوريا في أي وقت.

من جانبه جدد وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، مطالبة واشنطن بسحب الأسلحة من تنظيم "وحدات حماية الشعب" و"حزب العمال الكردستاني"، وإخراج عناصرهما من منطقة منبج تمهيدا لتسليم إدارتها لأهلها.

وقال الوزير "ينبغي إبعاد عناصر وحدات حماية الشعب لمسافة 30- 40 كيلومترا عن حدودنا لكي لا نتعرض لهجمات من الأراضي السورية".
"المنطقة الآمنة" شمالي سوريا لم تعد آمنة!
كما كشف آكار، في تصريحات لوكالة "الأناضول" الرسمية، عن بدء القوات الروسية، الجمعة، بتسيير دوريات في المنطقة الواقعة خارج حدود إدلب، والقوات التركية في المنطقة منزوعة السلاح، واصفا الإجراء بأنه "خطوة هامة لحفظ الاستقرار واستمرار وقف إطلاق النار".

لكن الحقيقة انه يشتد الصراع من قبل الاطراف وسط اصرار عميق من الجانب الاتراك على اداره هذه المنطقة حيث اعتبر أكار أنه في حال جاءت قوات أمريكية وأوروبية للإشراف على المنطقة الآمنة وفق تصور مطروح من الولايات المتحدة، فهناك إمكانية لتعرض هؤلاء العسكريين لهجمات غير تقليدية من عناصر تنظيم "وحدات حماية الشعب" الكردية الذي سينتهج حسب وزير الدفاع التركي، موقفا عدائيا تجاه قواتهما بسبب إخراجه من المنطقة.

وأضاف أكار مشددا: "قواتنا قادرة على تولي الأمن بمفردها في المنطقة الآمنة شمال شرق سوريا وستوجد هناك حتما".
"المنطقة الآمنة" شمالي سوريا لم تعد آمنة!
وتبقى سيناريوهات تطبيق تلك المنطقة الآمنة متعدده، فروسيا حليفة الحكومة السورية لن تقبل بذلك، وبالتالي فإن سيناريو المنطقة الآمنة إن حصل سيكون بشراكة مع روسيا. هذا أول خيار، والخيار الثاني أن يقطع السوريون الطريق على الأتراك بعد مفاوضات مع الأكراد لتسليمهم تلك المناطق، وبالتالي ينتفي السبب الذي ستشن تركيا عملياتها ألا وهو الخطر الكردي بحسب وصفها، وأمريكا تضع هذا السيناريو بالحسبان مما يفسر عدم انسحابها حتى الآن من هناك بل وإرسالها شحنة الأسلحة التي تحدث عنها نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي قائلا "الولايات المتحدة أرسلت مجانا 23 ألف شاحنة محملة بالأسلحة الثقيلة، إلى أين تذهب هذه الشاحنات؟ ألا تشكل محتوياتها تهديدا على تركيا؟"

لذلك المنطقة الامنة لم تعد آمنة فالاتراك يحذرون القوات الامريكية والاوروبية من مصير مأساوي اذا ما استمر وجودها في تلك المنطقة التي يرفض التحالف الدولي تولي انقرة لإدارتها، والاكراد مصرون على الدفاع عن انفسهم ويراهنون على الدعم الامريكي امام الهجوم التركي المحتمل، بينما السيناريو الروسي والسوري يكشف مدى صعوبة القبول بإقامة تلك المنطقة.


رقم: 782244

رابط العنوان :
https://www.islamtimes.org/ar/news/782244/المنطقة-الآمنة-شمالي-سوريا-لم-تعد-آمنة

اسلام تايمز
  https://www.islamtimes.org