0
الأربعاء 13 آذار 2019 ساعة 10:16

هل أميركا قلقة على العراق؟

هل أميركا قلقة على العراق؟
التصريح الآنف للرئيس الاميركي وان كان قد ادلي بهدف الايحاء بفشل وعدم جدارة الحكومات الاميركية السابقة ، الا انه كان له مفهوم آخر وهو ان اميركا لا مكان لها في العراق . يبدو ان الغزو الاميركي للعراق والذي بدا عام 2003 لم ينته لحد الان، وفي الواقع انه تحول من شكل لاخر. الهجوم العسكري الشامل آنذاك تحول فيما بعد الى احتلال عسكري، وتصاعدت وتيرته بالتدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد، ووصل ذروته حاليا عبر الحرب الناعمة والسعي لاستمرار التواجد في هذا البلد وشرعنته .

لم يمض وقت طويل على اعلان انسحاب القوات الاميركية من سوريا والتصريحات الاخرى التي تبعتها فما يخص نقل الجنود المنسحبين من سوريا الى مدينة اربيل العراقية واستقرارها هناك . رغم ان الغالبية الساحقة للاحزاب والتيارات السياسية تؤكد على ضرورة الخروج الفوري للجنود الاميركان المنتشرين في العراق ، الا أن ترامب وبذرائع واهية مثل ضرورة احتواء ايران يشدد على بقائها في العراق، اما البيت الابيض ورغم انه سمع اكبر "لا" على مر التاريخ من العراقيين في الانتخابات البرلمانية وفيما بعد اثناء تشكيل الحكومة ، فهو أيضا يتظاهر بالصم في هذا الخصوص ويحاول المماطلة والتنصل .

اليوم هو اليوم الثالث الذي يحل فيه الرئيس الايراني حسن روحاني ضيفا على العراق والعراقيين . يكفي اجراء مقارنة بين هذه الزيارة والزيارة السرية التي قام بها الرئيس الاميركي الى العراق ولم تستغرق سوى ثلاث ساعات ، لكي نفهم معنى تصريحات رئيس مجموعة العمل الاميركية الخاصة بشأن ايران برايان هوك بشكل ادق. هوك الذي يعد المنظر وبالطبع المنفذ لجميع المؤامرات المناوئة لايران في البيت الابيض ومنها حظر ترامب على ايران وفي رد فعل ينم عن الانفعال حيال زيارة روحاني للعراق قال : ايران تحاول تبديل العراق الى محافظة ايرانية . واضاف انها تحاول فتح طريق عسكري في شمال الشرق الاوسط لنقل السلاح بسهولة اكبر .

لا يوجد شخص في وقتنا الراهن يمكن ان يستنبط من تصريحات هوك مفهوما آخر غير الاستياء والغضب، وفي نفس الوقت ليس هناك من يعتقد بان تصريحات هوك هي بسبب القلق على العراق او نقل السلاح . الحقيقة هي ان قلق هوك ومن لف لفه، هو بسبب انتصار محور المقاومة في سوريا والعراق ولبنان واستثمار هذا المحور لموقفه المتفوق في التاثير على ازمتي اليمن ، فضلا عن أنه ورغم مضي خمسة اشهر على فرض الحظر الشامل ضد ايران الا ان سجل ترامب وهوك لازال فارغا من اي انجاز او مؤشر يشير الى استسلام طهران .

العلاقت بين ايران والعراق تحولت اليوم الى انموذج يحتذى به للدول الاخرى ، الانموذج الذي يمكن ان يسري بداية على سائر اعضاء محور المقاومة ومن ثم تطبيقه مع الدول الاخرى. لن نقول جزافا ان ادعينا بأن اميركا تشعر باستياء شديد وغضب من العراق وبالطبع من حفاوة استقبال هذا البلد حكومة وشعبا للرئيس روحاني، لسبب وحيد وهو ان العراق سيصل ايران بسوريا ومن هناك بالبحر الابيض المتوسط، وفي الواقع وفي مرحلة اكثر تقدما تعزيز قجرات العراق وايران وسوريا وبعبارة اخرى محور المقاومة.
يبدو انه في ضوء ترجمة هذا الامر على ارض الواقع، فان من حق ترامب ان يعاتب بسبب ان بلاده صرفت سبع تريليونات دولار في العراق ولكنه لا يسمح لطائرة رئيسها بان تحط في هذا البلد.
رقم : 783034
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم