0
الأربعاء 13 آذار 2019 ساعة 23:14

الباغوز منتهية.. فماذا عن القنابل الموقوتة فيها وخفاياهم؟

الباغوز منتهية.. فماذا عن القنابل الموقوتة فيها وخفاياهم؟
القصف الجوي والبري يتركز على معظم نقاط "داعش" مع وجود رد من مسلحي التنظيم المحاصرين كلياً، ولا اشارات على استسلام ما تبقى من مسلحيه، وانما تشير المعطيات الميدانية الى قتالهم حتى الرمق الاخير.

ومنذ بدء المعركة الاخيرة استسلم عشرات الالاف من ارهابيي التنظيم الوهابي مع عوائلهم، غير ان مشاهدة وجود اشخاص يتحركون داخل مخيم البلدة يشكل عقدة امام تقدم قوات سوريا الديمقراطية اضافة الى زرع المنطقة بالالغام والعبوات الناسفة.

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية أنها أحبطت هجمات انتحارية لتنظيم "داعش" الوهابي، خلال المعركة في آخر جيب يسيطر عليه التنظيم، فيما تستمر المعركة في المنطقة وسط قصف جوي مكثف من طيران التحالف الدولي ضد مسلحي التنظيم.

وأوضح مصطفى بالي مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية أن القوات قصفت الباغوز قصفا كثيفا ليل الثلاثاء قبل بدء اشتباكات مباشرة مع مسلحي "داعش".

وأضاف: "كانت هناك هجمات بالأحزمة الناسفة، مجموعة من الانتحاريين حاولوا تنفيذ هجمات انتحارية في صفوف قواتنا، استهدفتهم قواتنا وقُتلوا قبل الوصول إلى التجمعات أو نقاط تمركز رفاقنا".

وقالت قوات سوريا الديمقراطية يوم الثلاثاء إن معركة الباغوز، وهو جيب يضم مجموعة من القرى والأراضي الزراعية بالقرب من حدود سوريا مع العراق، منتهية أو بحكم المنتهية.

وهذا الجيب هو آخر منطقة مأهولة يسيطر عليها الارهابيون الذين تم طردهم من نحو ثلث أراضي العراق وسوريا على مدى الأعوام الأربعة الماضية.

وأظهر بث مباشر لمحطة روناهي التلفزيونية الكردية خلال الليل سلسلة انفجارات كبيرة أضاءت السماء فوق الباغوز.

وتحاصر قوات سوريا الديمقراطية الباغوز منذ أسابيع، لكنها أرجأت هجومها النهائي مرارا لإتاحة الفرصة أمام آلاف المدنيين هناك للمغادرة. ومعظم هؤلاء المدنيين زوجات وأبناء مسلحي تنظيم "داعش".

كما ذكرت أن مقاتليها تمكنوا، خلال هذه المهلة، من تحرير عشرات الآلاف من المدنيين وتم نقلهم إلى مخيمات الإيواء، فيما أضافت أن أكثر من 4000 إرهابي استسلموا لمقاتليها.

وبناء على التقدم البطيء لقسد فان حسم معركة الباغوز قد يستغرق اياماً اضافية، رغم ان الاخيرة اعلنت لثلاث مرات على التوالي عن بدء ساعة الصفر خلال شهر ونصف.

عودة التصعيد الناري والعسكري في بلدة الباغوز، حيث تصب قسد ومن خلفها الولايات المتحدة الأميركية وما يسمى التحالف الدولي جام غضبها وكامل جهودها وبمختلف أشكال الأسلحة حتى المحرمة دولياً كالفوسفور الأبيض للمسارعة في تحقيق هذا "النصر المؤجل" ضد تنظيم "داعش" الموجود في إطار لا يتعدى نصف كم2.

هذا النصر الذي تسارع إليه إدارة البيت الأبيض في واشنطن، تشوبه الكثير من الضبابية كما هو إعلان قرار الانسحاب، ويثير علامات استفهام من جوانب عدة وخاصة حول الصفقة التي أبرمت مع "داعش" ومصير القادة هناك وفي مقدمتهم أبو بكر البغدادي والصف الأول من قياديي التنظيم، والتوقيت الزمني الطويل الذي شهدته هذه المعركة، فضلاً عن أهدافها في إحداث تغير ديموغرافي لمصلحة "قسد" وتوسيع نفوذها أكثر في ظل التراجع الأميركي الواضح عن قرار الانسحاب.

فعودة النار لخط جبهة الباغوز يراهن عليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمنح نفسه النصر الكامل على ما يسمى بـ"دولة الخلافة".

المتابع لمجريات المعارك منذ بدايتها في منطقة الباغوز يلاحظ أن التكتيك العسكري للولايات المتحدة الأميركية تضمن تطويق المنطقة وليس الاستهداف المباشر لمواقع تنظيم داعش، وهذا يعني أن واشنطن لم تكن تريد القضاء على هذا التنظيم بقدر ما كانت تبحث عن تحقيقه أهدافاً متعددة وتتمثل برغبة واشنطن في إخراج جميع عناصر التنظيم نحو مناطق أو رقع جغرافية أخرى وفرض أمر واقع على من يرفض منهم. ومحاولة إلقاء القبض على متزعم التنظيم البغدادي أو تصفيته، واستثمار ذلك ضمن نموذج متكرر عن مقتل أسامة بن لادن.

والاهم رغبة الولايات المتحدة الأميركية في الاستيلاء أو الحفاظ على سرية بنك المعلومات التي بحوزة قادة التنظيم نظراً لما تحتويه هذه المعلومات من أمور حساسة تتعلق بالهيكلية والأهداف، لذلك حرصت واشنطن قبل التوجه لسياسة الأرض المحروقة على تأمين سلامة هذه المعلومات وأمنت الحماية لها، بالمقدار ذاته وربما أكثر من اهتمامها بالاستيلاء على أطنان الذهب والأموال التي بحوزة "داعش".
رقم : 783196
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم