QR CodeQR Code

مذبحة المسجدين.. صورة جديدة للإسلاموفوبيا

اسلام تایمز , 19 آذار 2019 18:39

ويلينغتون (اسلام تايمز) - نقاط كثيرة وخطرة بمجملها ظهرت بعد جريمة مذبحة المسجدين الإرهابية في نيوزيلندا.. تتعلق أساسا بصراع قديم جديد بين نظرية التعايش وتقبل الآخر وبين نظرية التفوق الأبيض وخطاب الكراهية المتمثل باليمين المتطرف.


رسائل عدة بعثتها الجريمة أولها مشاهد التضامن الواسعة والملفتة التي طغت على مشهد ما بعد الجريمة في نيوزيلندا، حيث أصر الكثيرون على تأكيد أن هذه ليست نيوزيلندا وأن مواجهة التعصب العرقي والكراهية والتطرف ضرورة.

وهذا الموقف لا يقتصر على المستوى الشعبي بل أيضا السياسي حيث أظهرت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا إردرن صورة تضامنية فيها رسالة مهمة وهي أن العوامل التي أدت إلى المذبحة لا تتعلق بهوية البلاد بل هي مستوردة من الخارج وأن العمل الإرهابي هذا بدوافعه ومسبباته أسقط على المجتمع في نيوزيلندا.

من هنا يمكن الحديث عن مصادر إسقاط هذه الجريمة وأسسها النظرية، وبالتالي يتبين أن هناك العديد من العوامل والقوى والمؤسسات والشخصيات المتبنية لنظرية التفوق الأبيض التي ترى أن مشهد الجريمة هو ما يجب أن يكون حاضرا في نيوزيلندا وأيضا في الغرب واوروبا.

فبرينتون تارانت إرهابي كرايست تشرش معجب جدا بالرئيس الأميركي دونالد ترامب وأشاد فيه وبافكاره، خاصة وأن ترامب لم يدن الجريمة على أنها عمل إرهابي، ورفض وصف اليمين المتطرف بالخطر.
وعليه فان سبب ارتكاب تارانت لجريمته ليس فرديا، بل هو ترجمة لمشروع ضخم هدفه تحويل أوروبا والغرب إلى عاصمة للتطرف وكراهية الاديان.

هذا المشروع بدأ العمل عليه قبل اعوام قليلة مع انطلاق مستشار ترامب السابق ستيف بانون في مشروع توحيد أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا. حيث تمكن من جمع قادة يمينيين من بلغاريا والنمسا وبلجيكا وإيطاليا اضافة إلى فرنسا بنى صداقة قوية مع زعيمة حزب الجبهة الوطنية مارين لو بين.

ومن الشخصيات التي تحلقت حول بانون في مشروعه المتطرف زعيم حزب "فيلامس بيلانغ" "فيليب ديونتر" إضافة لجورجيا ميلوني زعيمة حزب الإخوان الإيطاليين الفاشي والمقربة من نائب رئيس الحكومة ووزير الداخلية ماتيو سالفيني زعيم حزب رابطة الشمال اليميني والمعجب الكبير بترامب وافكاره اليمينية.

إلى جانب انتشار اليمين المتطرف في إيطاليا برز نجم أحزاب متطرفة أخرى في كل من فنلندا والسويد والدانمارك وهولندا والتشيك والنمسا إضافة لألمانيا وفرنسا وسويسرا. وهذه الأحزاب تحمل أجندة واحدة وتدور حول قضية موحدة تحدد توجهاتها، وهي نشر كراهية الأجانب والإسلاموفوبيا والتحريض ضد اللاجئين.

وهذه الأجندة ظهرت واضحة في مذبحة المسجدين التي اظهرت للعلن توجهات حركة بانون، والتي لا بد من الإشارة فيما يخصها إلى أنها تعتمد اسلوب إلصاق صفة "الإسلامية" بالجماعات الإرهابية المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط مثل داعش الوهابية وغيرها، وذلك لاستخدام هذا التوصيف مبررا للعنف والهجمات التي سيشنها إرهابيو اليمين المتطرف ضد الاجانب والمسلمين في الغرب وهو ما تم تنفيذه في منطقة "كرايست تشرش" في نيوزيلندا، خاصة وأن الإرهابي تارانت دعا لانتفاضة عنيفة ضد المسلمين.

وفي مواجهة كل هذا الكم من الكراهية ضد الاديان، لا بد من اتخاذ خطوات مضادة لليمين المتطرف الذي بدأ يتفشى بشكل مقلق في أوروبا والغرب، وأهم هذه الخطوات سن قوانين جديدة لمكافحة التطرف وتعديل اتفاقية لشبونة الأوروبية لتقييد نفوذ الأحزاب اليمينية في البرلمان الاوروبي. وصولا إلى الاجراءات الحمائية للمكونات المسلمة في الغرب وتجنب تحولها إلى هدف مكشوف لجيوش الكراهية والتطرف التي تغزو أوروبا.


رقم: 784202

رابط العنوان :
https://www.islamtimes.org/ar/news/784202/مذبحة-المسجدين-صورة-جديدة-للإسلاموفوبيا

اسلام تايمز
  https://www.islamtimes.org