0
الجمعة 22 آذار 2019 ساعة 22:37

العبارة الغارقة ملأت العراق وصدمت الحكومة والشعب

العبارة الغارقة ملأت العراق وصدمت الحكومة والشعب
وكانت العبارة تقل أکثر من مئتي شخص إلى جزيرة أم الربيعين السياحية، لکنها غرقت وسط النهر جراء الحمولة الزائدة للعبارة التي تبلغ طاقتها الاستيعابية خمسين شخصا فقط.

وقال عضو مجلس محافظة نينوى غزوان الداوودي إنه لا زال هناك نحو خمسين مفقودا، مشيرا إلى أن العدد الكلي الذي كان على متن العبارة قبيل غرقها نحو مئتي شخص.
وقال النائب عن محافظة نينوى احمد الجبوري، الجمعة، أن العبارة كانت تحمل ٢٨٧ شخصا، وانتشل بعد غرقها ٨٩ جثة، و ١١٨ شخصا مازالوا في عداد المفقودين.

وإلى جانب الحمولة الزائدة للعبارة، فإن من الأسباب التي فاقمت الأمر هو ارتفاع منسوب مياه النهر جراء تساقط كميات كبيرة من الأمطار خلال الأشهر الأخيرة.

وأكدت مصادر أمنية عراقية انتشال أكثر من عشرات جثث -معظمها لأطفال ونساء- مشيرة إلى احتمال زيادة عدد الضحايا إلى الضعف، خاصة أنه ما زال هناك العشرات في عداد المفقودين، إلى جانب قلة الإمكانات والآليات المتوفرة لدى الدفاع المدني.

وتعد جزيرة أم الربيعين السياحية إحدی أهم المشاريع السياحية في المدينة، وكانت مئات العائلات الموصلية خرجت في رحلات سياحية منذ صباح يوم الخميس إلى جزيرة أم الربيعين السياحية بهدف التنزه في العطلة الرسمية في العراق بمناسبة أعياد النوروز.

وجراء ذلك نزل المئات من أبناء الموصل الی الشوارع محتجين على ما أسموه التقصير من قبل الحكومة والمسؤولين، واستشراء الفساد الذي تسبب في الكارثة، مطالبين السلطات باتخاذ إجراءات حازمة ضد المتسببين في الحادث.

وتظاهر الأهالي في وجه محافظ نينوى نوفل العاكوب الذي قدم صباحا لمكان حادث غرق العبارة، وقام البعض منهم بمهاجمة سيارة المحافظ وتحطيم زجاجها؛ كما احتجوا في وجه زيارة الرئيس العراقي برهم صالح، الذي قدم لتفقد الحادث والاطلاع على المستجدات ورددوا شعارات تندد بفساد السلطة، وتحمّل المفسدين المسؤولية عن غرق العبارة.

ان عمليات البحث في النهر ما زالت مستمرة، وفرق الدفاع المدني والقوات الامنية فضلا عن متطوعين في انتشال جثث الضحايا تمكنوا لحد الآن من انتشال أکثر من خمسين جثة.

واعلن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي الحداد الوطني لثلاثة أيام اعتبارا من أمس الخميس، وطالب عقب وصوله الموصل بتحقيق فوري يكشف عن المسؤولين، في غضون 24 ساعة.

کما وصف رئيس الجمهورية برهم صالح، الجمعة، حادثة غرق العبارة بأنها "فاجعة وطن"، مشيرا الى أنها نتيجة جشع وسوء ادارة وفساد وتقصير وأنه لن يمر دون حساب عسير.

وأضاف أن "الفاجعة لم تأت من فراغ، بل من جشع وفساد وسوء ادارة وتقصير"، موضحا أن "رئيس الوزراء وجه بتشكيل لجنة تحقيقية بسرعة، وستنتهي من اعمالها قريبا". 

وأوضح صالح أنه "سيعود الى بغداد للإجتماع بالرئاسات الثلاث، كما أن مجلس النواب سيعقد جلسته لمناقشة الحادث"، مشددا أن "وضع الموصل لايمكن ان يستمر بهذا الشكل، فهي تستحق خدمات افضل ومحاسبة المقصرين والانتصار لذوي الضحايا".

کما اعلن رئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، ان قرارات مهمة تنتظر مدينة الموصل بعد حادثة غرق العبارة ووفاة عشرات الأشخاص.

وقال الحلبوسي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في مدينة الموصل مع الرئيس العراقي برهم صالح: "نعزي انفسنا واهلنا بهذه الفاجعة الاليمة".

وأضاف: "سنعمل على ان تكون هذه النكبة للموصل هي الاخيرة، وقبل فترة كانت فاجعة اغتصاب الطفولة واليوم فاجعة العبارة هناك تقصير اداري واضح في المحافظة".

وأكد الحلبوسي أن "الموصل بحاجة الى ايلاء ادارتها الى اشخاص اكفاء" لافتا الى ان "اليوم سنضع حلولا جذرية للمدينة وسيكون لنا قرارات يوم الأحد بما يخص ملف الموصل".

وأضاف: "أيها الفاسدون والخارجون عن القانون، دماء العراقيون التي سالت على أرض نينوى لن تذهب سدا، ولن نسمح لكم بإهدار التضحيات والدماء الزكية".

من جهتها طالبت المرجعية الشيعية العليا في العراق بزعامة آية اللع علي السيستاني اليوم الجمعة ، بمحاسبة المسؤولين عن غرق العبارة.

وقال معتمد المرجعية الشيعية أحمد الصافي خلال صلاة الجمعة في صحن الامام الحسين: "نطالب بالكشف عن ملابسات ما حدث ومحاسبة المسؤولين عن هذه الحادثة المأساوية ولابد من تحمل المسؤولية في مثل هذه الحوادث الكبيرة من جانب من وقعت الحادثة في نطاق دائرته ويقدم استقالته ويضع نفسه تحت تصرف اللجنة التحقيقية وتحمل النتائج عن هذا التصرف".

وأضاف الصافي أن "الكثير من لجان المتابعة الرقابية لا تعمل بواجباتها اما تسامحا باخذ الرشوى وهذا خطير، وهو السبب الرئيس بوقع حوادث مفجعة في مختلف المجالات".

من جهته دعا رئيس المجلس الأعلى الاسلامي همام حمودي، لاجراء تحقيق عاجل بحادث انقلاب العبارة في الموصل وتشديد السلامة الأمنية للمرافق السياحية کما دعا السلطات المختصة إلى فتح تحقيق عاجل بالحادثة ومحاسبة المقصرين.

وأعلن القضاء العراقي مساء أمس أنه أمر بتوقيف تسعة مسؤولين معنيين بالحادث، وأصدر مذكرات توقيف بحق مالكي العبارة والمدينة السياحية.

کما قال عضو المجلس، غزوان الداوودي أنه سيتم عقد جلسة طارئة لمجلس محافظة نينوى خلال الجمعة، وسيتم استضافة المعنيين بالحادث، وفي مقدمتهم المستثمر في مدينة الجزيرة السياحية في الموصل، التي وقع الحادث عندها".

وقد بعثت کثير من الدول برقيات تعزية علی خلفية الحادث، منها مثلا روسيا وايران والسعودية والأردن ومصر وسوريا وحکومة منطقة کردستان و... كما طلبت التمنيات بالشفاء العاجل لجميع الجرحى والمصابين.

ویقول المطلعون إن هذه العبارات تبلغ حمولته القصوى خمسين شخصا، وإن إمكاناتها بسيطة وغير مجهزة لمواجهة أي طوارئ. کما يأتي الحادث بعد يوم واحد من تنبيه وزارة الموارد المائية للمواطنين الى ضرورة الانتباه إثر فتح بوابات سد الموصل (شمال المدينة) بسبب زيادة الخزين.
رقم : 784696
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم