0
الثلاثاء 26 آذار 2019 ساعة 19:44

ملايين اليمنيين يحيون ذكرى العدوان السعودي الأمريكي

ملايين اليمنيين يحيون ذكرى العدوان السعودي الأمريكي
انطلق العدوان السعودي فجر الخميس 26 مارس/آذار 2015 على أمل حسم سريع لم يتحقق حتى اليوم في ظل مقاومة ابطال الجيش اليمني واللجان الشعبية وصمود الشعب اليمني الذي لا يعرف الركوع أمام الظلم والغزاة.

السعودية وبعد ما يقرب من أربع سنوات من شنها الحرب، دمرت وألحقت أضراراً جسيمة في مختلف مظاهر الحياة في اليمن، غير انه لا يكاد يخلو يوم واحد من خبر تبثه وسائل الإعلام السعودية عن مواكب تشييع الجنود الذين يسقطون بنيران الجيش واللجان الشعبية اليمنية.

وشهدت الأيام الأخيرة ارتفاعاً في وتيرة الهجمات التي تنفذها القوات اليمنية باتجاه السعودية. وشملت الزحف باتجاه مواقع حدودية متفرقة، حيث أعلنت القوات سيطرتها على العديد من المرتفعات في جحفان في منطقة جيزان، ومواقع أخرى في بلدة رشاحة الشرقية والغربية في منطقة نجران، بالإضافة إلى تكثيف القصف المدفعي والصاروخي وأعمال القنص التي استهدفت جنوداً سعوديين في نقاط حدودية مختلفة في جيزان ونجران.

وفيما يواصل التحالف قصفه الجوي اليومي في المناطق الحدودية، ومحافظة صعدة خصوصاً، تدور المواجهات، وفقاً لمصادر ميدانية، على الحدود بين اللجان الشعبية من جهة وبين القوات السعودية (من تشكيلات الجيش وحرس الحدود المختلفة)، إلى جانب المرتزقة الموالين للهارب عبد ربه منصور هادي، التي تقدمت من الجانب السعودي من أكثر من جبهة حدودية باتجاه صعدة، وشاركت إلى جانبها في الشهور الأخيرة بمعارك حدود صعدة قوات سودانية كجزء من تحالف العدوان على اليمن. علماً أن المعارك تدور في مناطق جبلية وعرة بالغالب، ما عزز من تحولها إلى معركة استنزاف.

ولا يكاد يمر يوم دون أن تقر الرياض بمقتل جندي من الجيش السعودي خلال المواجهات في الحد الجنوبي.

وفي الوقت الذي لا تتحدث فيه وزارة الدفاع السعودية عن أعدادهم، تتناول وسائل الإعلام أخبار الجنائز التي تقام في مدن مختلفة من البلاد، بما يعزز ما يعلنه انصارالله عن هجمات ومواجهات في قرى وبلدات سعودية، لكنهم في المقابل لا يعترفون أيضاً بسيطرة مرتزقة منصور على مواقع حدودية من الجانب اليمني.

وبينما تواجه السعودية أزمة مع المجتمع الدولي منذ مقتل الصحافي جمال خاشقجي، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وكنتيجة للحرب الفاشلة في اليمن وما خلفته من آثار كارثية، اضافة للاطماع الاستعمارية لتحالف العدوان السعودي الإماراتي الذي يبحث عن موطئ قدم في المناطق اليمنية الاستراتيجية جنوباً وشرقاً.

وتسعى الرياض إلى مد أنبوب لتصدير النفط عبر محافظة المهرة إلى بحر العرب، وتكثيف تواجدها العسكري قرب الشريط الحدودي اليمني مع سلطنة عُمان. إلا أن تحركاتها، مثل أبو ظبي، لم تعد بعيدة عن أعين اليمنيين الذين تنتشر غالبيتهم في المحافظات التي تكتوي بنار الحرب.

من جهتهم طور اليمنيون في الشمال قدراتهم على مقاومة العدوان وافشال زحوفه على غرار الإعلان عن طرز جديدة من الصواريخ أو الطائرات المسيرة من دون طيار.

تطوير الصواريخ البالیستية من حيث المدی والقوة التدميرية وصولاً الی القدرة علی انتاج صواريخ محلية الصنع، هي إحدی الانجازات الهامة للقوات اليمنية في مسار المعركة الدائرة أمام الغزاة والمرتزقة وأيضاً تحقيق نجاحات وضربات مفصلية ضد أهداف عسكرية أخری في دول العدوان، في حين لاتزال الحركة تمتلك مخزوناً استراتيجيا كبيراً من هذه الصواريخ.

لكن المسار اللافت والذي لم يعد من الممكن تجاوزه باعتباره مساراً عادياً كمسار العمليات العسكرية الاخري هو سلاح الجو المسير؛ ذلك السلاح الذي بدأت العمليات التجريبية له خلال العام الثاني من العدوان علی الیمن لكنه تمكن من تنفيذ 164 عملية ضد العدو واكثر من 1300 عملية استطلاع بطائرات مختلفة معززاً بنك اهدافة بالقوة الصاروخية بإضافة 300 هدف عسكري.

يقع على كاهل المدنيين القسط الأكبر من أوزار العدوان على اليمن. فإلى جانب التسبب بقتل وجرح آلاف المدنيين، فقد تسبب العدوان بتفاقم الأزمة الإنسانية الحادة أصلاً، والناجمة عن سنوات الفقر وتردي الحكومة، ما نجم عنه معاناة إنسانية هائلة، إذ أن 22 مليون يمني باتوا الآن بحاجة إلى مساعدات إنسانية كي يبقوا على قيد الحياة. ووفقاً لبيانات منظمة الأمم المتحدة للطفولة، يونيسف، فقد تسبَّبت الحرب بعدم حصول مليون عامل في القطاع العام على أجورهم لمدة سنتين، وتقدِّر المنظمة أن 12 مليون يمني، بينهم أطفال؛ سيعتمدون على المساعدات الغذائية في عام 2019.

إن الظروف الاقتصادية المزرية زادت الأزمة الإنسانية الكارثية أصلاً في البلاد سوءاً. ومع تضخم الريال اليمني، وايقاف حكومة المستقيل هادي دفع رواتب العاملين في القطاع العام، شهد العام 2018 موجة من المظاهرات التي اتَّسع نطاقها في شتى أنحاء جنوب اليمن، حيث خرج الناس احتجاجاً على الفساد، وحمَّلوا حكومة هادي مسؤولية تدهور الوضع الاقتصادي، الذي أدى إلى عدم قدرة الأغلبية العظمى من اليمنيين على شراء السلع الأساسية.

وفي تلك الأثناء، أسفرت المعركة المتقطعة من أجل السيطرة على الحديدة، في أواخر عام 2017، عن سقوط آلاف القتلى والجرحى بين صفوف المدنيين. وذكرت مصادر الأمم المتحدة أن نحو مليون شخص فروا من المحافظة خلال العام.

وبحسب المحللين فإن اربعة اعوام متواصلة من الحرب على اليمن لم تُحدث تغيّرا حقيقيا في التوازن السياسي والعسكري في اليمن، ولم تحقق السعودية التي تقود التحالف المشارك في تلك الحرب تقدما ملحوظا، وهذا يعتبر إخفاقا كبيرا خصوصا للسعودية والإمارات اللتين تصدرتا التحالف برغم التفوق الهائل لهما في المعدات العسكرية.

اضافة الى الفشل السعودي - الإماراتي، الحرب على اليمن أحدثت اضطرابا سياسيا وأخلاقيا غير مسبوق في التحالف الأنجلو - أمريكي. ففي الوقت الذي أصبح مسؤولوه مقتنعين باستحالة حسم الحرب عسكريا وكرّروا دعواتهم للبحث عن حل سياسي، فإنهم لا زالوا يواصلون تزويد السعودية بالسلاح.
رقم : 785278
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم