0
الاثنين 1 نيسان 2019 ساعة 11:40

قطر تترك القمة العربية وتثير تساؤلات عديدة

قطر تترك القمة العربية وتثير تساؤلات عديدة
فبينما يرى البعض مقاطعة قطر للقمة احتجاجا على موقف السعودية ومصر تجاه ايران وتركيا واتهامهما بالتدخل في شؤون المنطقة، يرى الاخرون أن الانسحاب خطة مبرمجة أتت لتبرز الخلافات العربية والحصار الجائر تجاه قطر.

وبحسب الخبراء، مشاركة الأمير القطري في القمة العربیة بتونس تأتي بعد غيابه عن القمة الماضية التي عقدت في السعودية، على خلفية الأزمة الخليجية التي شهدتها المنطقة في يونيو 2017، وأن انعقاد القمة العربية يأتي في ظرف عربي دقيق له خصوصياته بالنسبة لدولة قطر، التي تمكنت من الوقوف شامخة في وجه الحصار الغاشم، الذي فرض على الشعب القطري.

في السياق، أكد السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن مشاركة الأمير القطري على رأس وفد بلاده بالقمة العربية أمر طبيعي، على اعتبار أن قطر عضو بالجامعة العربية ولها حق الحضور والمشاركة إلى جانب العلاقات القوية التي تربطها بالدولة المستضيفة تونس، على عكس القمة السابقة التي عقدت في المملكة السعودية أحد أطراف الخلاف القطري مع دول المقاطعة الأربع.
اختلاف في الروايات
وعن دلالة مغادرة أمير قطر القمة العربية بتونس، قبل إلقاء كلمته وتوجهه إلى المطار بعد وصوله صباح الأحد، فسرها عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية بأنه استجاب للدعوة على اعتبار العلاقة الطيبة التي تربط دولته بتونس المضيفة للقمة، لكن قد يكون غادر نتيجة الموقف الثابت من دول المقاطعة الأربع تجاه قطر.

من ناحيته، أكد الدكتور محمد السعيد إدريس، أستاذ العلوم السياسية، ومستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن حضور أمير قطر القمة العربية أمر طبيعي على اعتبار انعقادها في تونس، وهي دولة ليست على خلاف معها عكس المملكة السعودية التي احتضنت القمة السابقة على أرضها.

هل كانت ايران وتركيا سببا للمغادرة؟

وكان الأمير تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني حاضرا في جلسة الافتتاح برفقة وفد رسمي رافقه إلى تونس، قبل أن يفاجئ الجميع بمغادرة القاعة بينما كان أمين عام جامعة الدول العربية "أحمد أبو الغيط" يلقي كلمة في الاجتماع، انتقد فيها ما سماه "تدخل كل من إيران وتركيا في شؤون العرب الداخلية"، على حد وصفه.

وواصل أمير قطر رحلته نحو مطار العاصمة تونس مغادرا إلى بلاده ومكتفيا بإرسال برقية شكر إلى الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي على ”حفاوة الاستقبال“، تاركًا الباب مشرعًا على التكهنات حول موقفه الذي قوبل بردود فعل ايجابية وبعضها سلبيى شملت كل الدول العربية.

وقال الكاتب والصحافي السعودي البارز، سلمان الدوسري، في تعليق على خطوة الشيخ تميم بالانسحاب من القمة ”يبدو أن تميم غادر غاضبا من كلمة الأمين العام، عندما أشار إلى تدخل تركي في شؤون المنطقة العربية.. هل أصبحت تركيا عضوا في الجامعة العربية وتمثلها قطر؟!“ حسب تعبيره.

وأضاف الدوسري، وهو إعلامي مخضرم وشغل سابقًا منصب رئيس تحرير صحيفة ”الشرق الأوسط“، ”سيكتب التاريخ إنها أكثر دولة انتهكت سيادتها بأيديها.. قدمت مصالح تركيا وإيران على مصالحها.. من يصدق أن قطر بعد أن كانت عزيزة مستقلة… أصبحت مجرد صدى لصوت الفارسي والتركي“.

قطر تترك القمة العربية وتثير تساؤلات عديدة
وربط غالبية المعلقين السياسيين في العالم العربي، موقف أمير قطر، بالانتقادات التي وجهها أبو الغيط لتركيا وإيران، وهما حليفان وثيقان للدوحة التي تواجه مقاطعة عربية تشمل السعودية والإمارات ومصر والبحرين.

وكان أبو الغيط، قد قال في كلمته التي غادر تميم القاعة قبل أن تنتهي ”إن التدخلات من جيراننا في الإقليم وبالأخص من إيران وتركيا فاقمت من تعقد الأزمات وأدت إلى استطالتها واستعصائها على الحل ثم خلقت أزمات ومشكلات جديدة على هامش المعضلات الأصلية، لذلك فإننا نرفض كافة هذه التدخلات وما تحمله من أطماع ومخططات“ على حد زعمه.

وأضاف الدبلوماسي المصري في كلمته بافتتاح القمة ”التعدي على التكامل الإقليمي.. هو أمر مرفوض عربيًا.. لا مجال إلى أن يكون لقوى إقليمية جيوب في بعض دولنا تسميها على سبيل المثال مناطق آمنة“حسب تعبيره.

ويرى الإعلامي والكاتب السعودي البارز عبدالرحمن الراشد، أن انسحاب أمير قطر يرتبط بانتقاد تركيا في الدرجة الأولى، ودلل على صحة تحليله السياسي بالقول ”أبو الغيط انتقد أميركا وما انسحبت السعودية، وانتقد إيران وما انسحب العراق ولبنان، وانتقد تركيا… وانسحب أمير قطر!“.

قطر تترك القمة العربية وتثير تساؤلات عديدة
روايات اعلامية غير رسمية..

تعددت الروايات غير الرسمية حول الأسباب التي قد تكون وراء إقدام أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على مغادرة قاعة جلسة افتتاح القمة العربية في دورتها العشرين في تونس يوم الأحد 31 مارس ومغادرة الأراضي التونسية قبيل انتهاء أعمال القمة.

فإذاعة " موزاييك " التونسية مثلا ذكرت أن قرار أمير قطر القاضي بمغادرة مقر انعقاد القمة قبيل انتهائها كان أمرا مبرمجا بين السلطات القطرية والسلطات التونسية وأنه اتُّفق على أن تقتصر مشاركة الأمير تميم بن حمد آل ثاني على الجلسة الافتتاحية وعلى كلمتي الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي وأمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط. وما يرجح هذه الفرضية أن وكالة الأنباء القطرية ذكرت أن الشيخ تميم أرسل برقية إلى الرئيس التونسي " أعرب فيها عن خالص شكره وتقديره على ما قوبل به من حفاوة وتكريم خلال وجوده في تونس" وأنه "غادر مدينة تونس بعد أن شارك في الجلسة الافتتاحية لاجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورتها الثلاثين".

لكن موقع قناة " العربية " التلفزيونية السعودية ذكر استنادا إلى "مواقع مقربة من قطر" حسب الموقع أن خروج أمير قطر من قاعة جلسة الافتتاح سببه الاحتجاج على انتقاد صادر عن أمين عام الجامعة العربية وموجه لتركيا لتدخلها في الشؤون العربية. وحرص الموقع على التأكيد من خلال فيديو على أن عملية الخروج هذه حصلت وأحمد أبو الغيط لايزال يلقي كلمته.


ماذا عن تلكؤ الالتزامات المالية العربية تجاه الجامعة العربية؟

وعزت بعض المواقع الإخبارية العربية منها "غزة الآن" خروج أمير قطر من قاعة الجلسة دون أن يلقي كلمته إلى انتقادات أخرى كانت قد صدرت عن أمين عام الجامعة العربية قبيل بدء القمة العربية موجهة للدول العربية التي لم توف بالتزاماتها المالية تجاه الجامعة العربية.

وأكدت مواقع عربية أخرى أن خروج الأمير تميم من القمة قبيل انتهائها يعزى أساسا إلى الانتقادات المباشرة أو غير المباشرة التي وُجهت إلى إيران واتهامها بالتدخل في الشؤون العربية.

وكان الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بين القادة العرب الذين ركزوا على هذه النقطة في مداخلاتهم.

وأيًّا تكن هذه الروايات غير الرسمية المتعلقة بخروج أمير قطر من جلسة افتتاح القمة العربية، فإن موضوع الأزمة الخليجية لم يُدرج في أعمال قمة تونس العربية.
رقم : 786275
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم