QR CodeQR Code

هل تنجح الجهود الأممية في تنفيذ اتفاق الحديدة ؟

اسلام تایمز , 16 نيسان 2019 22:04

خاص (اسلام تايمز) - أعلن المبعوث الاممي الى اليمن مارتن غريفيث، أن طرفي اتفاق السويد وافقا على خطة اعادة الانتشار في الحديدة، معربا عن شكره لقائد حركة انصار الله السيد عبد الملك الحوثي لدعمه وتأييده للاتفاق الخاص بالمدينة. ويرى البعض أن الخطة الاممية الجديدة من شأنها إنقاذ الاتفاق المتعثر الذي لم ير النور منذ التوقيع عليه في ايلول/ ديسمبر الماضي باستوكهولم.


بعد جولات أجراها في الفترة الأخيرة التقى خلالها طرفي الأزمة في اليمن، اعلن المبعوث الاممي مارتن غريفيث، أن الطرفين وافقا على خُطة اعادة الانتشار التي وضعتها اللجنة الاممية في الحديدة.

وأضاف غريفيث، أثناء تقديمه أمس الاثنين إحاطة لمجلس الأمن الدولي عبر الدائرة المغلقة من عمان حول مستجدات الوضع في اليمن، أن "التوصل إلى توافق بين طرفي النزاع، بشأن إعادة الانتشار في الحديدة استغرق وقتا أطول مما كنا نأمل، لكننا ممتنون لأن ذلك قد حدث أصلا"، دون أن يذكر جدولا زمنيا لعمليات سحب القوات.

وأبلغ غريفيث مجلس الأمن بأنه قد تلقى تأكيدات من قائد حركة أنصار الله خلال لقائه الأسبوع الماضي في صنعاء، بأن قواته ستدعم اتفاق الحديدة، معربا عن شكره للسيد عبد الملك الحوثي لدعمه وتاييده للاتفاق الخاص بمدينة الحديدة.

وأعرب المبعوث الأممي عن أمله بإحراز تقدم في تنفيذ الاتفاق، وقال: "دعونا نوضح أنه عندما ستحصل إعادة الانتشار، ستكون أول عملية سحب طوعي للقوات في هذا الصراع الطويل.. وسننتقل بكل سرعة بعد حصولها نحو حل آخر المسائل العالقة المتعلقة بالمرحلة الثانية ونشر قوات الأمن المحلية في المدينة".

وأشار إلى أن تطبيق اتفاق الحديدة يمهد الطريق لمفاوضات جادة أوسع نطاقا بشأن إنهاء الحرب في اليمن، مضيفا: "نحن جميعا بحاجة إلى رؤية تقدم ملموس في الحديدة قبل التركيز على الحل السياسي".

كما قال إن "الوضع في الحديدة ما زال هشا رغم بعض التقدم"، حيث سجل تراجع في عدد الاعتداءات والإصابات في صفوف المدنيين اليمنيين "بشكل لافت"، مشددا على أن "استمرار الحرب يعيق التوصل إلى حل سياسي في البلاد".

يذكر أن إعادة الانتشار جزء أساسي من الاتفاق الذي تمّ إبرامه في ديسمبر الماضي بين ممثلي حكومة المستقيل عبد ربه منصور هادي وممثلي أنصار الله، بعد مباحثات أشرفت عليها الأمم المتحدة في العاصمة السويدية ستوكهولم، وتخص الوضع في مدينة الحديدة الاستراتيجية الواقعة على الساحل الغربي اليمني.

غير أنّ شيئا من الاتفاق لم ينفّذ، بسبب عراقيل وضعتها حكومة فاقد الشرعية هادي المدعومة من تحالف العدوان السعودي، ما جرّ على المبعوث الأممي غريفيث انتقادات بالتساهل وعدم الحزم معها. فيما يرى البعض أن تطبيق الاتفاق يواجه عراقيل بسبب تباين بين الموقّعين عليه في تفسير عدد من بنوده.

هل حصل تقدم على أرض الواقع؟
ويرى المحللون أن المبعوث الأممي الى اليمن، مارتن غريفيث، يواصل مغالطاته بشأن احاطته الاخيرة في مجلس الامن واصراره على ان هناك احراز تقدم في مباحثات السلام في اليمن، وهو ما يتنفى مع الواقع لا سيما في مساعي تحالف العدوان على تشديد الحصار المفروض على اليمن ومنع دخول المشتقات النفطية.

وتقول مصادر سياسية إن المبعوث الأممي لم يقدم خطة الى الان تؤكد على أن هناك تقدم إلى الأمام فيما يتعلق باحلال السلام او تنفيذ مخرجات اتفاق السويد.. مشيرة الى أن الاطراف المتفاوضه لم تعقد اي جلسة تتعلق بالتفاهمات السياسية.

وبحسب المصادر المطلعة، فإن الجولة الوحيدة للمفاوضات كانت تتركز على الجانب الإنساني وخاصة فيما يتعلق بتبادل الاسرى والعتقلين، الا أن التقدم الذي احرز في هذا الجانب ما زال حبرا على ورق منذ 4 أشهر حيث لم يتم تبادل الأسرى فضلا عن الخروقات والاستهداف المستمر للمواطنين في محافظة الحديدة، ناهيك عن الحصار الجائر المفروض على مديرية الدريهمي .

وأمام هذه الخروقات والحصار المستمر، ظل المبعوث الاممي ملتزما الصمت حيال هذه التجاوزات التي تضاعف من حجم المعاناة في اليمن.

وتشير مصادر يمنية من جانب آخر الى الدور السلبي للمبعوث الاممي خاصة والامم المتحدة عامة تجاه منع دول تحالف العدوان ومرتزقتها للسفن المحملة بالمشتقات النفطية ووصولها الى اليمن.

وتذكر المصادر الى أن 10 سفن محملة بالمشتقات النفطية ما تزال محتجزة في ميناء الحديدة رغم أن حكومة الانقاذ سمحت بوجود الدور الرقابي للأمم المتحدة.

ويرى بعض آخر، أن إشاعة التفاؤل بالإعلان بين الحين والآخر عن تقدّم في جهود تنفيذ اتفاق السويد جزء من تكتيك المبعوث الأممي غريفيث في حماية مسار السلام الذي يحاول قيادته من الانهيار.


ماذا تبقى للمبعوث الأممي كوسيط من حيادية؟

من جانب آخر، قال رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبد السلام أمس الإثنين، إنه لا غرابة أن يصدر من بريطانيا أو أمريكا موقف يطيل أمد العدوان طمعًا في إنهاك اليمن وخدمة لمشاريعهما في المنطقة.

وتساءل محمد عبدالسلام في تغريدة له عن ماذا تبقى للمبعوث الأممي كوسيط من حيادية طالما وهو يظهر منفذًا لأجندة بلاده عبر منصة الأمم المتحدة؟

وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن قد هنأ في رسالة المستقيل هادي ونواب موالين له بعقد جلسة برلمانية مزورة في مدينة سيئون شرق البلاد وهو ما يكشف الأجندة البريطانية الحقيقية التي يعمل عليها غريفيث.


رقم: 789002

رابط العنوان :
https://www.islamtimes.org/ar/news/789002/هل-تنجح-الجهود-الأممية-في-تنفيذ-اتفاق-الحديدة

اسلام تايمز
  https://www.islamtimes.org