0
الأربعاء 8 أيار 2019 ساعة 09:35

ترامب، كوريا الشمالية، فنزويلا، فلسطين وايران

ترامب، كوريا الشمالية، فنزويلا، فلسطين وايران
رغم ان امريكا ومنذ اليوم الذي تلى الاتفاق النووي المبرم بين ايران ومجموعة خمسة زائد واحد ، بدات بنكث تعهداتها ، وسجلت هذه الستابقة في سجل الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما، الا ان التزام الجمهورية الاسلامية الايرانية بالاتفاق فاق بنودها .

ومع وصول ترامب الى سدة الحكم في امريكا ، وصف الاتفاق بانه كارثي داعيا في نفس الوقت الى توسيع نطاقه، ولكن حين واجه رفض ايران انسحب من الاتفاق بشكل احادي، واعلن استئناف العقوبات الامريكية السابقة على ايرن بل وتشديدها ، واخر هذه المساعي تمثلت بمحاولة تصفير تصدير النفط الايراني .

بناء على المعلومات الواردة من بعض المصادر فانه من المقرر ان يعلن ترامب اليوم الاربعاء في الذكرى السنوية للانسحاب من الاتفاق النووي ، فرض عقوبات جديد ستشمل الذهب والبتروكيمياويات ، ليطلق بهذا القرار السهم الاخير الموجود في جعبته .
وفي الرد على هذه الاجراءات الامريكية ستعلن الجمهورية الاسلامية الايرانية اليوم عن تعليق بعض التزاماتها في اطار الاتفاق النووي ، لتوجه رسالة الى الجانب الاوروبي -الذي تعهد كرارا خلال العام الماضي بانه سيدعم الاتفاق النووي في مقابل الانسحاب الامريكي منه - مفادها بحسب المثل "ما لا يظهر في الافعال ليس موجودا".

ان وقوف ايران اليوم بقوة امام امريكا ، ناجم عن طاقاتها العديدة على الصعد السياسية والاقليمية والنووية، والاعلان عن استئناف بعض النشاطات النووية التي سيعلن عنها اليوم، هو جانب من الاجراءات والسيناريوات التي ستطبقها ايران في مواجهة العداء الامريكي.

موافقة ايران على التفاوض مع امريكا فيما يخص قدراتها النووية جاء رغم ان طهران كانت واثقة حيال خروقات امريكا ونكثها للعهود ، وذلك لان تجربة ستة عقود من نكث العهود الامريكية مع كوريا الشمالية لازالت ماثلة امام أعين الايرانيين ، تلك التجربة التي استمرت في اطار لقاء رئيسي البلدين مرتين خلال العام الماضي ولكنها لم تسفر سوى عن مبادرة كوريا الشمالية ثانية الى القيام باختبارات جديدة خلافا لرغبة ترامب .

الى جانب هذه التجربة الفاشلة ، هناك تجربة تدخل ترامب في فنزويلا بهدف اسقاط النظام الشرعي في هذا البلد، ولكنه هناك أيضا لم يجن سوى الخيبة والفشل .
الانقلاب الفاشل الذي قام به صنيعة امريكا في فنزويلا اي خوان غوايدو مؤشر على ان الامور لا تمضي قدما كما يشتهي ترامب ويخطط لها .

الى جانب هذه التجارب الفاشلة ، هناك تجربة اخرى لن تكون افضل من سابقاتها وهي "صفقة ترامب" المعنية بمصير فلسطين ، فهذه التجربة ايضا مصيرها لن يكون افضل من تجربتي كوريا الشمالية وفنزويلا . في مقابل هذا السيناريو الخطير" هناك "مسيرات العودة" المستمرة والتي دخلت عامها الاول وتزداد زخما يوما بعد اخر ، وفي الحقيقة هي بمثابة "لا" كبيرة لفكرة ترامب ، وبالطبع فان استهداف الاراضي المحتلة برشقات من الصواريخ تراوحت ما بين 500 و 600 خلال الاشهر الاخيرة ، هي مؤشر على جانب من التحديات التي تعترض هذا القرارا الاحادي الامريكي .

فشل ترامب في مواجهة ايران سينكشف سريعا وبشكل عملاني ، كما انكشف سابقا في ثلاث مناطق ، ولا يبقى هنا كلام آخر سوى تصريح ويليام بيرنز الذي قال "كيف ستتمكن امريكا من بلورة ائتلافات في فترة افولها ؟" . الحقيقة هي انه ليس امام ترامب سوى عام ونصف العام لتنفيذ وعوده ، ومن البديهي انه مهما ينحسر الوقت بين بقائه في السلطة وبين موعد تنفيذ وعوده، فان الغضب يستولي عليه اكثر فاكثر، خاصة حين يكون محاطا بشلة من المتطرفين الذين يؤججون نيران سخطه .
رقم : 792936
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم