0
الخميس 9 أيار 2019 ساعة 21:50

خريطة سياسية جديدة على وقع تطورات ميدانية في سوريا

حسين مرتضى
خريطة سياسية جديدة على وقع تطورات ميدانية في سوريا
العمليات العسكرية التي من شأنها ان تساهم في تغير خارطة التفاهمات السياسية في المنطقة، ولاسيما ما نصت عليه تفاهمات استانا واتفاقية سوتشي، هذه العمليات اسست لعزل مناطق مهمة كانت لسنوات عدة معقل رئيسي للمجموعات الارهابية، والتي كانت تنطلق منها الاعمال الارهابية التي تستهدف مناطق المدنيين في ريف حماة الشمالي الغربي والشمالي، ما يجعل هذا التحرك سيحقق اهداف عدة كان ابرزها، تحرير المواقع التي تستخدمها المجموعات الارهابية في اطلاق الصواريخ نحو مناطق سيطرة الدولة السورية ومن اهم هذه المناطق قعلة المضيق، وعزل الجيب الواقع بين بلدات مورك واللطامنة وكفرزيتا.

نتائج جديدة فرضها الجيش السوري بسيطرته على بلدة كفرنبودة بريف حماة الشمالي الغربي، والتي فرضت ايقاعا خاص على تقدم الجيش باتجاه مناطق اخرى توازي كفر نبودة بالاهمية، حيث تمكّن الجيش من كسر أولى خطوط الدفاع عند معقل جبهة النصرة في إدلب، عملياً الجيش السوري استطاع اقتحام منطقة كفر نبودة من محورين الجنوبي والغربي، وخاض اشتباكات عنيفة داخلها، وتمكن من بسط سيطرته عليها بعد معركة استطاع خلالها القضاء على عشرات المسلحين وتدمير عدة اليات لهم.

تعتبر منطقة كفر نبودة موقعا استراتيجيا هاما لمسلحي جبهة النصرة وحلفائهم، فهي صلة الوصل بين طريق قلعة المضيق بريف حماة العربي وسهل الغاب وخان شيخون جنوب ادلب، وكانت تعتبر خط الدفاع الاول عن معاقل النصرة في ريف ادلب.

بالطبع كانت عملية السيطرة على كفرنبودة عملية عسكرية لها خصوصيتها التكتيكية، كون المجموعات المسلحة عملت على تحصينها لمدة لا تقل عن خمس سنوات، ومع سيطرة الجيش على البلدة فقد بات بحكم المسيطر نارياً على قرية تل هواش وبلدة الهبيط وقطع طرق الإمداد عنهما.

كما تنبع أهمية السيطرة عليها انطلاقاً من موقعها الجغرافي، باعتبارها أول خط دفاع للمسلحين باتجاه جبل الزاوية المعقل الرئيسي لمسلحي النصرة في إدلب، وفتح الباب واسعا امام الجيش ليسيطر لاحقا على بلدة قلعة المضيق وقرى الكركات والتوينة والشريعة بريف حماه الشمالي الغربي، وتقع قلعة المضيق بشكل رئيسي على تل مرتفع في الجهة لاشرقية من سهل الغاب، ما يعطيها موقعا ذو اهمية عسكرية كبرى في الدفاع عن المناطق المحيطة بها، كونها على تلة مرتفعة وتحيط بها سهول منخفضة من الجهات الاربعة، وبهذا يكون لها السيطرة النارية من سفوح هضبة السقيلبية، حتى منطقة خان شيخون وطار العلا، وبحسب المعلومات، فإن ما يسمى بهيئة تحرير الشام او جبهة النصرة، تتواجد بشكل رئيسي في المنطقة، ويتولى فصيل ما يعرف بجيش العزة الثقل الأكبر على الجبهات في تلك المنطقة.

إن التقدم العسكري الذي حققه الجيش السوري في هذه المنطقة، من شأنه ان يوسع نطاق الحماية والامان في محيط المناطق السكنية التي لم توقف المجموعات المسلحة عن استهدافها، بالاضافة الى تضيق هامش المناورة العسكرية بالنيران والوسائط على تلك المجموعات، وافقادها القدرة على شن هجمات صاروخية وبالقذائف ضد المدن والبلدات في ريف حماة الشمالي والشمالي الغربي وباقي المناطق.
رقم : 793279
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم