QR CodeQR Code

الجيش السوري يتقدم في إدلب في ظل المماطلة التركية

اسلام تایمز , 11 أيار 2019 17:15

خاص (اسلام تايمز) - يواصل الجيش السوري تقدمه في القرى والبلدات في ريف ادلب من اجل استعادتها من العناصر المسلحة واطلاق العملية السياسية في ظل الموقف التركي المماطل تجاه اتفاق سوتشي.


وفي أخر تطور في ساحة القتال، دمر قوات ​الجيش السوري​ الیوم السبت بضربات مركزة مقرات لمسلحي ​جبهة النصرة​ في بلدة حاس بريف إدلب الجنوبي"
 
ونفذ الجيش السوري عمليات مكثفة على محاور تحرك المسلحين بين ريفي حماه وإدلب، أسفرت عن تدمير آليات وعتاد بين قريتي حيش وكفرسجنة.
 
وحرر الجيش السوري في ريفي ادلب الجنوبي وحماة الشمالي الغربي قرية الشريعة وبلدة قلعة المضيق وقريتي الكركات والتوينة.
 
ففي اکثر من عشرة أيام من انطلاق معركة تحرير ادلب، بدأت الجماعات الارهابية بالانهيار مع تقدم للجيش وحلفاءه.
 
وبدأت العملية العسكرية البرية على محور أرياف حماة الشمالية و إدلب الجنوبية في السادس من شهر أيار/مايو عام 2019 بعد أيام من التمهيد والقصف الصاروخي والمدفعي والجوي الذي تركز على مواقع تنظيم جبهة النصرة الإرهابي.
 
وتاتي عمليات الجيش السوري بالتزامن مع الجهود الذي بذلتها روسيا مساء الجمعة في مجلس الامن لعرقلة بيان حاول تشويه الأوضاع في إدلب.
 
وأعلن نائب مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة عقب إجراء مجلس الأمن الدولي مشاورات مغلقة حول سوريا: "عرقلنا ومنعنا نشر بيان صحفي بشأن سوريا صادر باسم مجلس الأمن الدولي أعدته بلجيكا وألمانيا والكويت خلص فحواه إلى تشويه حقيقة الوضع في إدلب".
 
وأضاف أن على دول الغرب الاعتراف بأن مجموعات مسلحة تابعة لتنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي تنشط في إدلب تحت مسميات مختلفة، وهي الآمر الناهي في المنطقة.
وجاءت عمليات الجيش السوري في ادلب بعد انتظار طويل لتفعيل الاتفاق الذي حصل بين روسيا وتركيا في سوتشي قبل اشهر بشان ادلب وضرورة اعادتها الى سيادة الحكومة السورية واخراج الجماعات المسلحة منها من دون جدوى حيث لم تقم تركيا بتنفيذ التزاماتها في سياق هذا الاتفاق.
 
ويقول الخبير الاستراتيجي العميد تركي الحسن، ان ما قام به الجيش السوري خلال الايام الماضية هي اطلاقه عملية عسكرية محدودة متدحرجة بمعنى انها تتقدم استناداً للنتائج التي يمكن ان تحقق من اجل استعادة مدينة ادلب واطلاق العملية السياسية.
 
واضاف تركي الحسن ان سوريا وحلفائها انتظرت لمدة 8 أشهر لعله يمكن تنفيذ اتفاق سوتشي بين الرئيسين اردوغان وبوتين، الا انه ظهر ان الجانب التركي لا توجد لديه رغبة او ارادة بتنفيذ الاتفاق، وكان دائماً يماطل بالوقت، ما اضطرت القوات السورية الى المبادرة لاستعادة ادلب.
 
وبشان اهمية المناطق المحررة اوضح تركي الحسن، ان اهمية ما تم السيطرة عليه خلال العملية العسكرية المحدودة على يد الجيش السوري، هي عبارة عن 12 بلدة ومزرعة، كلها تقريباً تعتبر مهمة لانها ادت قطع الطريق بين ريف ادلب الجنوبي الغربي مع ريف حماة الشمالي الغربي، مشيراً الى اهمية تحرير بلدة كفرنبوده باعتبارها منطقة عقدة الاتصال يمكن ان تنطلق منها العمليات الى تحرير جبل الزاوية.
 
واضاف: اما بالنسبة لبلدة قلعة المضيق وهي الاهم والاكبر حيث كانت معقلاً لجبهة النصرة ومختلف الفصائل الاخرى، بالاضافة الى تواجد 100 الف مواطن، قد سقطت هذه البلدة بالاضافة الى بلدات اخرى بدون قتال.
 
ويوكد الخبراء ان هناك تباينات في مواقف روسيا وتركيا بشان ادلب بالرغم من وجود التنسيق بينها.
 
ويعتبر الدبلوماسي الروسي السابق سيرغي فوريبوف ان التنسيق الروسي مع الاتراك موجود فعلاً، الا انه في نفس الوقت هناك تباينات في المواقف ايضاً موجودة، حيث يبرر الاتراك خوفهم من نزوح السكان من مناطق الاشتباك خاصة من منطقة خان شيخون التي تتواجد فيها الجماعات المسلحة، نحو الحدود التركية.
 
ويضيف فوريبوف في وقت نفسه، اذا كانت تركيا حقاً خائفة من نزوح الحشود الكبيرة نحو حدودها، اذاً عليها ان تسعى على تسوية الازمة بالسبل الممكنة، مشيراً الى ان النزوح حاصل حالياً لكن الاتراك يعربون عن تخوفهم من معارك عنيفة في المستقبل القريب.
 
ودعا وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أمس الجمعة قوات الحكومة السورية بوقف عملياتها في جنوب إدلب في وقت استطاعت هذه القوات تحقيق تقدمًا ملحوظا في ميادين القتال خلال الايام الاخيرة واستعادة عدة القرى والبلدات الاستراتيجية مقابل تراجع المسلحين.
 
ويقول الكاتب والمحلل السياسي رياض عيد، فشل تركيا في تطبيق اتفاقات استانا وسوتشي 2 والمتعلقة باخراج الجماعات المسلحة من مناطق خفض التصعيد، مشيراً الى ان الامر دعا الى ان يبادر الجيش السوري وحلفائه وبدعم روسي بتنفيذ هذه الاتفاقات.
 
واضاف عيد في حوار صحفي ان الانجازات العسكرية للجيش السوري قد تفضي الى تفاهمات سياسية جديدة في المستقبل، بعد تنفيذه لتفاهمات استانا والتي تقضي بفتح الطريق الدولي من دمشق الى تركيا وانسحاب المسلحين الى 20 كيلومتراً، وتوظيف هذه الانجازات بفتح الافاق نحو تطويق جبهة النصرة الارهابية والتقدم نحو مدينة ادلب.
 
ويتضح بان الجيش السوري وحلفاءه اخذوا زمام المبادرة مجددا لتطهير جزء آخر من الاراضي السورية من الجماعات المسلحة واعادتها الى حضن الحكومة السورية في ظل مماطلة الطرف التركي في تنفيذ التزاماته، الامر الذي يظهر قدرات دمشق في حسم الملفات الحساسة اذا اقتضى الامر ذلك.
 


رقم: 793660

رابط العنوان :
https://www.islamtimes.org/ar/news/793660/الجيش-السوري-يتقدم-في-إدلب-ظل-المماطلة-التركية

اسلام تايمز
  https://www.islamtimes.org