0
الاثنين 20 أيار 2019 ساعة 09:24

سوريا.. واقع ميداني غيّر في الحسابات السياسية

سوريا.. واقع ميداني غيّر في الحسابات السياسية
هذا كله جعل معركة ريف حماة تحجز مكانا متقدما في الترقبات السياسية، كونها ساهمت بتشتيت قوة تركيا السياسية في مناطق الشمال السوري، وجعلها تتخبط وتسير نحو الاذعان لرغبة محور مكافحة الارهاب، الذي عجل بضربات عسكرية سريعة وخاطفة، بهدم مداميك من قوة تركيا العسكرية والسياسية والاستخباراتية في ارياف حماة وادلب واللاذقية، ودفعها باتجاه حسم خياراتها السياسية لصالح اتفاق سوتشي وتفاهمات استانا، بعد ان كانت تضع نفسها في خانة المتردد وغير القادر على اتخاذ قرار بخصوص المجموعات الارهابية في تلك المنقطة، وسقطت كل محاولاتها اليائسة لتغيير مسار الانتصار على الارهاب في تلك المنطقة.

وعلى توقيت نيران الجيش السوري، رسم القادة العسكريون مشهد الانجازات العسكرية لمحطة جديدة من المعارك، جعلت من عوامل المعركة الذاتية والموضوعية نقاط قوة انطلقت لتؤسس لميزان جديد في ريف ادلب، يفتح ابواب السيطرة العسكرية، ويتحكم بنتائج المعارك القادمة، وبالذات في ارياف حماة وادلب وحلب، ويشمل ذلك حتى القوات المنتشرة والمتمركزة في محيط مطار ابوضهور العسكري، ليشكل خط دفاع جديد، ومظلة تحمي المناطق التي حررها الجيش السوري، انطلاقا من محردة حتى ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، مرورا بقرى سهل الغاب، ليضمن اكبر مساحة امان في محيط المدن والقرى الامنة التي تتعرض للقصف من قبل الارهابيين بشكل شبه يومي.

العمليات العسكرية التي تشكل حالة تحدي جديدة يكسبها الجيش السوري، من خلال اعتماده على اسلوب مناورات هجومية ودفاعية، اربكت قادة المجموعات المسلحة، والتي لم تستطع ان تدافع عن خطوط متينة ومحصنة منذ سنين في منطقة مثل كفرنبودة او قلعة المضيق، وافقد تكتيك الجيش المجموعات الارهابية القدرة على الاستفادة من المناورة بالوسائط والنيران، واخراج خطوط الامداد التابعة للمسلحين من الخدمة، عبر قدرة عالية من وحدات الاسناد الناري التابعة للجيش السوري على اشغال المسلحين في عدة محاور، فكانت السيطرة وبقفزات سريعة بعمق ٢٠ كم من محور سهل الغاب الشرقي، و ١٥ كم من محور جبل شحشبو وحررت وحدات الجيش عددا مهما من القرى والبلدات ومن ابرزها كفرنبودة والبانة والتوينة وقلعة المضيق والكركات والشريعة وتل هواش وباب الطاقة والمطار الشراعي والحويز، بالاضافة الى العديد من المزارع في تلك المنطقة، لتؤسس هذه السيطرة مدخلا لقوات الجيش للعبور نحو بلدات ريف ادلب، وان تضع ما تبقى من مناطق تتواجد فيه المجموعات المسلحة في كفر زيتا واللطمانة في ريف حماة الشمالي في طوق محكم، يمنعهم من التحرك العسكري، ويفقدهم القدرة على المناورة، ويسهل السيطرة عليها في وقت لاحق، بالاضافة الى ان هذا التقدم سيشكل حزاما جغرافيا من قذائف الارهاربيين التي طالما استهدفت البلدات الامنة كالسقيلبية وسلحب ومحردة وغيرها من قرى سهل الغاب.

إن الانجازات العسكرية التي يحققها الجيش السوري، والتي ستترافق مع انتصارات سياسية، جاءت بالفعل بعد ان طفح الكيل من تركيا والمجموعات الارهابية في الشمال السوري، حيث وضع الجيش نقطة بداية السطر جديد، وفي مخططه انهاء "العربدة" التركية والامريكية في تلك المنطقة من الجغرافية السورية، بعد الصبر السوري طويلاً، لتعطي القيادة السياسية السورية البديل الحقيقي على الطاولة، وهو القدرة الكاملة على انجاز التحرير لاريف حماة وادلب وحلب واللاذقية، ويخط السياسيون والعسكريون السوريون اليوم رسائل موجهة بعيدة المدى، "لا تمتحنوا قدرتنا بعد ذلك ولا تتوهموا ان البدائل مستحيلة، فالكأس السورية لم تعد تتسع للمزيد، وهنا قمة القوة" .
رقم : 795223
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم