0
الاثنين 20 أيار 2019 ساعة 17:24

"صفقة القرن".. ماذا ستفعل الاردن لمواجهتها؟

"صفقة القرن".. ماذا ستفعل الاردن لمواجهتها؟
السؤال الذي يشغل بال السياسيين والمسؤولين، هو ما العمل لمواجهة صفقة القرن الأميركية والتي باتت خطوطها العريضة معروفه قبل الاعلان عنها.

بعيدا عن الدخول في شكل الصفقة، وعناوينها الرئيسية، إلا أن كل التصريحات الأميركية والتي كان آخرها تصريح جاريد كوشنير مستشار الرئيس الاميركي وصهره والمسؤول المباشر عن الصفقة والتي قال فيها أن الصفقة ستكرس القدس عاصمة لإسرائيل، وبأنها لا تتحدث عن دولة فلسطينية، وهو ما شكل أوضح تصريح عن الخطوط الرئيسية للصفقة والتي تؤكد بانها اكبر مؤامرة على القضية الفلسطينية وعلى الأردن والأمة العربية.

إن صفقة القرن هي الاحلام التي كان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو يحلم بتحقيقها فجاء الرئيس الاميركي دونالد ترمب وادارته المنحازة لليمين الصهيوني بالعمل على تحقيق أحلام نتناياهو واليمين الصهيوني في تصفية القضية الفلسطينية.

الأردن حسم موقفه مبكرا من صفقة القرن برفضها وهو ما أكده جلالة الملك عبداالله الثاني بالإعلان عن الثوابت الاردنية وهي اللاءات الثلاث: لا للتوطين ولا للوطن البديل ولا للتنازل عن أي شبر في القدس الشرقية. هذه اللاءات صارت هي البوصلة للسياسة الأردنية ولكل المواقف الأردنية في التعامل مع القضية الفلسطينية وأي طروحات متعلقة بحل القضية الفلسطينية.

كما ان الشعب الاردني عبر عن موقفه الجلي برفض صفقة القرن من خلال المسيرات والمهرجانات الشعبية التي انطلقت في كل المناطق والمدن الأردنية والتي اكدت على الوقوف خلف جلالة الملك في اللاءات الثلاث والدفاع عن القدس والتمسك بالوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس.

وعودة الى السؤال المركزي ما المطلوب لمواجهة صفقة القرن أردنيا، فالكثير من السياسيين يؤكد أن المطلوب في هذه المرحلة أن ترفع المؤسسات الدستورية من أدائها بحيث تتناغم مع مواقف جلالة الملك القوية والثابتة ويشكل رافعة قوية لموقف الاردن في مواجهة صفقة القرن وتفاعلاتها الدولية والاقليمية.

المرحلة المقبلة ستشهد تطورات عميقة في التعامل مع ادارة ترمب المنحازة لليمين الصهيوني والتي اصبحت غير مكترثة بالقانون الدولي او الحقوق العربية والفلسطينية، وان الاردن وفلسطين هما من يقودان المواجهة لافشال صفقة القرن وإسقاطها وهذا يتطلب العمل بشكل متواصل مع الفلسطينيين والتنسيق في كل الخطوات المقبلة والعمل ايضا مع الدول العربية لتشكيل موقف عربي قوي لرفض الصفقة والاملاءات الاميركية، طبعا الموقف العربي يشوبه ضعف بفعل الضغط الاميركي على بعض الدول العربية ولكن المطلوب تقوية الموقف العربي واظهار عجز السياسة الاميركية عن التعامل مع المنطقة العربية من منظور شامل وخاصة بعد قرار ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة الى اسرائيل والاعتراف بسيادة اسرائيل على الجولان المحتل والتفكير الاميركي بالسماح للحكومة الاسرائيلية بضم المستوطنات في الضقة الغربية الى اسرائيل وهو ما يعني انهاء اي عملية سلام بل انه فرض لمنطق القوة والاحتلال على فلسطين.

ان الاردن اليوم في عين العاصفة وأن تمتين الجبهة الداخلية وترتيب الأولويات السياسية باتجاه مواجهة صفقة القرن هي مسائل ضرورية لتقوية موقفنا الرافض للصفقة بل إن تعزيز الحريات العامة وتعزيز قيم الحوار وقبول الرأي الاخر والحفاظ على الوحدة الوطنية واحترام المؤسسات الدستورية واعتماد سياسة المكاشفة والمصارحة والشفافية في كل شيء هما ضمانات للأردن لمواجهة آثار وارتدادات الصفقة التي يتوقع الاعلان عنها عقب شهر رمضان كما اعلن كوشنير.

الاردن حدد ثوابته وهي انسحاب اسرائيل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967 وقيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل للاجئين الفلسطينيين بالعودة وفق قرار الامم المتحدة ( 194 ( والذي ينص على عودة اللاجئين الفلسطينيين الى مدنهم وقراهم وبلداتهم التي اخرجوا منها عام 1948.الراي
رقم : 795346
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم