0
الاثنين 20 أيار 2019 ساعة 22:20

السلطة البحرينية والدور الخفي بمحاولة بيع القدس

السلطة البحرينية والدور الخفي بمحاولة بيع القدس
كشف مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية، أن البيت الأبيض سيُعلن عن القسم الأول مما يعرف بـ"صفقة القرن"، والتي ستتضمن ما يُطلق عليه المسؤولون الأمريكيون "ورشة عمل" اقتصادية لجذب الاستثمارات إلى الضفة الغربية وغزة والمنطقة، وفقا لما نقلت عنه شبكة CNN الأمريكية.

وستقام الجلسة في العاصمة البحرينية، المنامة، في 25 و26 يونيو/حزيران المقبل، وستجمع عددا من وزراء المالية بمجموعة من الاقتصاديين البارزين في المنطقة، حيث تحدثت معلومات مفادها أن وزير الاقتصاد الاسرائيلي موشيه كحلون سيصل الى المنامة على رأس وفد إسرائيلي لإعلان الخطة.
 
وكانت وكالة رويترز نقلت في 18 نيسان/ أبريل الماضي عن مصدر مطّلع إعلان مستشار الرئيس الأميركيّ جاريد كوشنير أنه سيتمّ الإعلان عن "صفقة القرن" بعد شهر رمضان.
 
ولكن لماذا في البحرين.. سؤال يتردد في الاوساط السياسية والاعلامية، وقد اجابت شخصيات سياسية واحزاب وتنظيمات على هذا السؤال غير ان كل شخص او حزب نظر الى المسألة من زاوية مختلفة عن الاخرى.

جمعية الوفاق الوطني البحرينية وصفت مايجري في البحرين بانه صفقة لبيع القدس وفلسطين واعتبرتها بانها خيانة عظمى وان سعي النظام الحاكم في البحرين لاستضافة الصفقة خروج عن كل الثوابت الوطنية والاسلامية والانسانية وانحلال كامل من المسئولية.
 
كما اكدت الوفاق الرفض المطلق والتام من كل شعب البحرين بكل اطيافة و مكوناته لتدنيس البلد وتحويله الى محطة لتوقيع نسخة جديدة من وعد بلفور تحت مسميات مختلفة ومشاريع اجرامية ذات طابع ارهابي استيطاني للاستيلاء على قبلة المسلمين الاولى وتشريد شعوب عربية لصالح الكيان الصهيوني الغاصب.

وقالت الوفاق ليس بغريب على الحكم في البحرين أن يساهم في أي مشروع من هذا النوع لأنه لا يعير أي اهتمام لقضايا الأمة ومنسلخ من كل الالتزامات العربية والإسلامية وما تلك المحطات المخجلة باستضافة الصهاينة قبل اسابيع من خلال التنسيق السري العميق إلا مقدمة للوصول الى هذا الانهيار الكامل والمساهمة في دعم ورعاية واحتضان المشروع الصهيوني على حساب قضية العرب والمسلمين الاولى.
 
المثير في الامر ان النظام البحريني لايملك الحق في الحديث باسم الشعب البحريني، وافادت جمعية الوفاق أن النظام البحريني لا يمتلك أدنى شرعية في التحرك باسم البحرين والقبول باستضافة هذا المشروع الكارثي، وان تحركاته الاخيرة للتشبث بالصهاينة تأتي بسبب فقدان الشرعية الشعبية والعزلة بينه وبين شعبه مما دفعه لمحاولة تثبيت شرعيته من خلال الدعم الخارجي ولو على حساب المتاجرة بمقدسات الامة وقيمها.
 
وطالبت جمعية الوفاق كل شعوب الامة وحكوماتها الحرة وكل الاحزاب والجمعيات والجماهير بموقف صريح وواضح والى التحرك الجاد في رفض هذا التطور الخطير ومنعه ومحاسبة القائمين والداعمين له
 
وقد عملت عجلة الإعلام في عدد من البلدان بالمنطقة، لا سيما بالسعودية والإمارات، في فتح المجال أمام تحقيق "إسرائيل" مسعاها بالاستيلاء على مزيد من الأراضي الفلسطينية، خاصة من خلال الترويج للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وتلميع "صفقة القرن".
 
ومنذ قرار واشنطن بنقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس لم يلاحظ المواطن العربي اي موقف حكومي شديد ومعارض لهذه الخطوة غير الشرعية، غير ان التوقعات تذهب الى احتمال اندلاع انتفاضة شعبية في كل البلدان المطبعة مع "اسرائيل" لافهامها بان الشعوب العربية هي غير راضية عما يجري.

الى درجة تحول فيه الاعلاميون السعوديون الى ناطقين باسم ترامب وآخر ما كُتب في حملات الترويج مقالاً لرئيس تحرير صحيفة "عرب نيوز" السعودية الناطقة بالإنجليزية، طالب فيه بمنح "صفقة القرن" فرصة للنجاح.
 
وقال الكاتب السعودي فيصل عباس، في مقاله على موقع الصحيفة مؤخراً: "لقد رفض المتهكمون بالفعل خطة ترامب للسلام، على الرغم من أنهم لم يعرفوا شيئاً عنها، لكنها قد تكون الفرصة الأخيرة الأفضل للفلسطينيين لدولتهم".
 
ومن المؤسف ان يتحول الاعلاميون العرب الى مجرد ناطقين باسم ترامب بل ويضغطون على الفلسطينيين نيابة عن اميركا و"اسرائيل" وتكشف التسريبات حول "صفقة القرن" عن إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لمصلحة الاحتلال الإسرائيلي، مثل التخلي عن القدس المحتلة، في مقابل وعود بإصلاحات اقتصادية ودولة فلسطينية منزوعة السلاح.
 
وقاطعت السُّلطة الفلسطينية جهود السلام الأمريكية بقيادة جاريد كوشنر منذ أواخر عام 2017، حين قرر ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل"، مخالفاً سياسة أمريكية استمرت عشرات السنين.
ولم يتحول الاعلاميون السعوديين الى مجرد دعاة للفكرة الترامبية بل اضحوا من اكبر المعادين للفلسطينيين والقضية الفلسطينية ففي مقابلة مع القناة الاسرائيلية "i24 NEWS" .
 
قال الغبين: إن "إسرائيل لا تشكل خطراً وجودياً على السعودية"، متوقعاً أن تُطبِّع بلاده مع "إسرائيل" في غضون عامين.
 
وأشار الغبين إلى أن "الاعتراف بالقدس الغربية عاصمة "لإسرائيل" سيؤدي إلى السلام في المنطقة".
 
وأضاف: "ليس مهماً من يدير الأماكن المقدسة في القدس المحتلة، طالما كان بإمكان أي مسلم زيارتها"، لافتاً إلى أن "القضية الفلسطينية لم تعد مهمة"، على حد زعمه.
 
وزعم الغبين أن "الاعتراف بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل سيؤدي إلى السلام في المنطقة".

واذا اردنا العودة الى الوراء سنجد انه في يونيو 2018، زار جاريد كوشنر السعودية، وبحث مع وليِّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، التسوية الفلسطينية-الإسرائيلية ضمن ما يُعرف بـ"صفقة القرن".
 
وبحسب بيان صادر عن الإدارة الأمريكية، فإن كوشنر زار السعودية، لإكمال مباحثات أمريكا للسلام في الشرق الأوسط، أو ما بات يُعرف بـ"صفقة القرن"، وذلك ضمن جولة شرق أوسطية بدأها بالأردن.
 
وذكر البيان أن "الطرفين بحثا الاتصالات المتنامية بين الولايات المتحدة والسعودية، وضرورة تخفيف الوضع الإنساني في غزة، وجهود إدارة (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب لتسهيل إحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

وللإمارات دور لا يقل شأناً عن السعودية في السعي إلى إكمال "صفقة القرن". وبعيداً عن التحركات السياسية، ينشط الإعلام وشخصيات بارزة للترويج لهذا المشروع الذي يصبُّ في مصلحة توسُّع دولة الاحتلال على حساب فلسطين وشعبها.
 
عبد الخالق عبد الله، الأكاديمي الإماراتي والمستشار السابق لحاكم أبوظبي، شنَّ في مارس 2018، هجوماً على السلطة الفلسطينية، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، بسبب الموقف من "صفقة القرن"، وتحدث عما سيجري للضفة في حال رفضها.

دور الإمارات في "صفقة القرن" يبدو أكبر بكثير مما يتصوره البعض؛ وذلك حسبما تكشَّف في وقت سابق، عن دعمها شراء عقارات من فلسطينيين في القدس وبيعها لإسرائيليين!
 
وبحسب ما جاء في صحيفة "ميدل إيست مونيتور"، في يونيو 2018، فقد حذّر كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين، من محاولة رجل أعمال إماراتي مقرّب من ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، شراء منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم في مدينة القدس القديمة، لا سيما المناطق القريبة من المسجد الأقصى.
 
ويجب ان لاننسى دور البحرين في استضافة الصهاينة من اجل تسهيل صفقة القرن وهذا الموقف بالطبع اتخذته المنامة بعد ان قبضت على عدد من المليارات.
 
وبعد هذا كله وبعد اتضاح دور السعودية والامارات في تمرير "صفقة القرن" الخيانية فان الشعوب العربية سترفض هذه الصفقة وستعبر عن موقفها هذا من خلال النزول الى الشوارع من اجل الاطاحة بالذين تآمروا على القضية الفلسطينية وباعوا القدس.
 
رقم : 795384
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم