0
السبت 25 أيار 2019 ساعة 16:29

19 عاماً والمقاومة ثابتة النهج وبوصلتها فلسطين

19 عاماً والمقاومة ثابتة النهج وبوصلتها فلسطين
هي حكاية شعب آمن بقضيته فخرج من المعركة رافعاً رايات النصر.. تسعة عشر سنة مرّت على تحرير الجنوب من المحتل الاسرائيلي.. تسعة عشر سنة مرّت على التحرير - التحدي.

في الرابع من حزيران 1982، اجتاح العدو الاسرائيلي قرى الجنوب اللبناني وعاث فيها قتلاً ودماراً. وعلى وقع التبريرات الاميركية الداعمة لهذا الاجتياح، ارتقى الشيوخ والنساء والاطفال شهداء في ارض روتها دماؤهم الطاهرة الذكية فأثمرت فيما بعد نصراً مؤزرا.
ولأن المقاومة خيار اي شعب يريد تحرير وطنه، اتخذها الجنوبيون خياراً لا بديل عنه لأجل استعادة ارضهم وطرد المحتل الغاصب منها، الا ان هذا الخيار شكّل بالنسبة لهم تحدياً لم يظنّ احد أنهم سيربحوه، في ظل تخلٍّ عربي وانقسام داخلي ومتاريس الحرب.

متكلين على الله ذهب رجال المقاومة الى مواجهة مع العدو لم يتركهم فيها اهالي الجنوب – مسلمين ومسيحيين – عزّلا. بل تكاتفوا مسطرين بالتحامهم هذا اروع البطولات، الذي اثمر دماءا مشتركة، جسدت عشق الوطن والارض. والدفاع عن العرض.
فجر الثالث والعشرون من ايار عام 2000 تمكن المقاومون من دحر جيش العدو محررين 128  قرية كانت تحت الاحتلال الاسرائيلي المباشر، و33 قرية كانت تحتلها الميليشيا العميلة لجيش العدو او ما كان يسمى "جيش لبنان الجنوبي". وقد سجل انسحاب آخر جندي اسرائيلي من الجنوب اللبناني في 25 ايار 2000 ليعلن في هذا اليوم "عيد المقاومة والتحرير".

وما فعلته المقاومة حينها ,تحوّلت بموجبه الى نموذج عسكري يُدرّس في أهم الجامعات في العالم. ومنها تستمد حركات المقاومة الأساليب "المناسبة" لدحر العدو. والجدير قوله أنّ تلك المقاومة التي استطاعت بإمكانيات "زهيدة" تحقيق المعجزات عام 2000، لا شكّ أنها اليوم وبعد مرور 19 عاماً على التحرير، تمتلك قدرات عسكرية وتكتيكية "هائلة" تتخطى بأشواط ما كانت عليه.
 
ويُشّدد رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات العميد الركن هشام جابر على أنّ تحرير عام 2000 شكّل مرحلة مفصلية في التاريخ العسكري على صعيد العالم. لأوّل مرة يتم تحرير أرض عربية بواسطة المقاومة ويتم إخراج العدو "الإسرائيلي" بهذه الطريقة "المذلة". يلفت المتحدّث الى أنّ المقاومة لعبت دوراً مهماً في التصدي للعدو الصهيوني بعد التحرير لمنعه من القيام بأي عدوان جديد، حيث أرست قواعد ردع مهمة، الأمر الذي ساهم في فشل العدوان عام 2006 من تحقيق أهدافه المتمثّلة بكسر ظهر المقاومة.

بل على العكس، توسّط لدى الدول وعلت صيحته بعد أيام من المعركة لإخراجه منها.
ويوضح جابر أنّ أبرز تطور حقّقته المقاومة منذ عام 2000 حتى اليوم تمثّل في استراتيجية الردع التي أرستها والتي جعلت العدو يضرب ألف حساب قبل أن يستخدم "حماقته" التي لن يستطيع معها تحمل التداعيات. عام 2006 كان مفصلياً في هذه الاستراتيجية. هذه التجربة كانت مهمة للمقاومة حيث أثبتت الآلة العسكرية التي تملكها "إسرائيل" فشلها أمام تكتيك المقاومة المتمثّل بمجموعات صغيرة قادرة، كفوءة، مؤمنة، ولديها عقيدة قتالية تعرف الأرض جيداً.
 
ويُشدد المتحدّث على أنّ قدرات المقاومة تطورت بعد حرب 2006، وباتت الخبرة لديها أضعاف ما كانت عليه عام 2000 من حيث العديد والعتاد. وأبرز ما تتميّز به المقاومة -بنظره- هي "السرية" التي تُحيط ممتلكاتها العسكرية. العدو مستعد لأن يهب الملايين مقابل الاجابة على أسئلة تتعلّق بتلك الممتلكات.
 
ويلفت جابر الى أنّ مشاركة المقاومة في الحرب على الإرهاب سواء في لبنان أو  سوريا، جعلتها تمتلك قدرات متفوّقة بناء على الدور الفاعل الذي لعبته لجهة محاصرة الارهابيين خصوصاً في معركة القصير حيث التكتيك الدقيق والاستراتيجية الهادفة. مشاركة المقاومة في هذه الحرب أعطتها الكثير من الخبرات ودفعت عن لبنان الويلات -بحسب جابر- الذي يُشدد على أنه ولولا لم تُضح المقاومة بشهدائها لاجتاح "الدواعش" العديد من المناطق اللبنانية.
 
يختم جابر حديثه بالإشارة الى أنّ تجربة التحرير عام 2000 أعطت الكثير من العبر. وعلى مدى 19 عاماً امتلكت المقاومة قدرات مهمة، لا يُمكن أن تأخذ بيدها سوى الى النصر. ولعلّ أكبر سر لانتصار المجاهدين -برأي جابر- يكمن في الأخلاق التي يمتلكونها والمصداقية والعقيدة القوية التي لا يمكن أن يُهزموا بوجودها.

اليوم وبعد مرور تسعة عشر عاماً على هذا التحرير لا يمكننا الا الشعور بالفخر كلما وطئنا ارض الجنوب. هذا الشعور الذي ينغصّه بقاء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا تحت الاحتلال.

تسعة عشر ربيعاً مروا منذ تحرير الجنوب والمقاومة هي هي، ثابتة في النهج والعقيدة لا تحيد. بوصلتها القدس والمسجد الأقصى ومهد السيد المسيح.

تسعة عشر ربيعاً وفيما المقاومة  تبذل اغلى ما لديها لطرد الاسرائيليين من فلسطين واعادتها لابنائها فيما يتبارى الحكام العرب في اشهار التطبيع مع العدو الاسرائيلي والترحيب بصفقة القرن التي تهدف الى القضم من الاراضي الفلسطينية واهدائها للاحتلال الاسرائيلي.
 
رقم : 796265
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم