2
الاثنين 17 حزيران 2019 ساعة 19:46

أين توجد آية الكرسي

أين توجد آية الكرسي
وآية الكرسي هي قول الله تعالى: (اللَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)،[٣] ولعِظمتها وفضلها كان نبيّ الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقرؤها دبر كلّ صلاةٍ مكتوبةٍ، وأوصى المؤمنين بذلك من بعده.

السورة التي وردت فيها آية الكرسي وردت آية الكرسي وهي أعظم آيات القرآن الكريم في سورة البقرة، ولقد كان أحد أسباب ومظاهر عظمتها ذكر شيءٍ من أسماء الله الحسنى وصفاته العُلا فيها، وقد بدأت بلفظ الجلالة كذلك، ثمّ ذكرت اسمي الله: الحي والقيّوم، وقد قيل عنهما إنّهما اسما الله الأعظم الذي إذا دُعي بهما أجاب، حيث قال احد الصحابة (اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب في ثلاث: سورة البقرة، وآل عمران، وطه) وقال: أمّا البقرة فقول الله تعالى: (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)،

وقد حوت آية الكرسيّ كذلك لفظ التوحيد كاملاً: (اللَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ)، ثمّ أسهبت بالحديث عن مظاهر عظمة الله سبحانه، وقوته، حيث ورد فيها: (لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ)،

والسِّنة هي النعاس أو أوّل النوم، ففي الآية يخبر الله -سبحانه- أنّه لا ينام، ولا يأخذه حتى أول النوم، أو يبلغ به النعاس، وذلك من مظاهر عظمته جلّ شأنه، ومن مظاهر القوة والإحاطة كذلك أنّه -سبحانه- مالك ملك السماوات والأرض، فكلّ الناس والمخلوقات عبيدٌ عنده، وهم تحت ملكه وسلطانه.

ثمّ يؤكّد الله -تعالى- أنّ هذه العظمة ليست في الدنيا وعلى الأرض فحسب، بل وحتّى يوم القيامة حين ينقلب إليه الناس جميعاً، فإنّه لا يملك مخلوقٍ لسواه شفاعةً أو خيراً إلا بإذن الله سبحانه، وتلك إحاطته وسلطانه في الآخرة، وذلك مذكورٌ في قوله تعالى: (مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ). 

ثمّ تعرّج الآية إلى مظهرٍ آخر من مظاهر العظمة والقدرة وهي علم الله -سبحانه- للظاهر والباطن على حدٍّ سواء، ولكلّ المخلوقات، وبالمقابل فإنّ هذه المخلوقات تتميّز بالقصور ووالضعف، ولا تعلم إلا ما أذن الله -سبحانه- لها بعلمه.

خُتمت آية الكرسي بالحديث عن الكرسي، وهو كذلك أحد مظاهر العظمة والعلوّ لله سبحانه، ولقد ذكر النبيّ -عليه السلام- وصف عظمة الكرسي وحده، حيث قال: (ما الكرسيُّ في العرشِ إلَّا كَحلقةٍ من حديدٍ أُلْقيَت بينَ ظَهْري فلاةٍ منَ الأرضِ)،


فإذا كانت هذه عظمة أحد مخلوقات الله -تعالى- فإنّها تعدّ دليلاً ومؤشراً على عظمة الخالق سبحانه، وبعد ذكر كلّ تلك العظمة وتعدادها على التوالي كان من المناسب ختام الآية الكريمة باسمي الله سبحانه: العليّ والعظيم؛ وذلك ليبيّن للناس علوّه وعظمته، وأنّ هذه العظمة في الأسماء والصفات على حدٍّ سواءٍ، وقد استحقّها الله سبحانه، إذ لا يوجد أحدٌ يطاوله في تلك الصفات والقدرة والتجلّي، ولا شكّ في ذلك، فالفرق كبيرٌ بين الخالق من العدم، والمخلوقات الضعيفة التي لا تملك لنفسها خيراً ولا شرّاً دون إذنٍ من الله سبحانه.



 
رقم : 800031
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم