0
الاثنين 22 تموز 2019 ساعة 11:39

بولتون ومحاولة توريط أوروبا عبر خاصرتها الرخوة

بولتون ومحاولة توريط أوروبا عبر خاصرتها الرخوة
هذه الحقيقة اكدها وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف في تغريدة جاء فيها:"لا ينبغي ان تقعوا في الخطأ، ان جون بولتون وبعد فشله في جر دونالد ترامب الى حرب القرن (مع ايران) وبسبب مخاوفه من انهيار فريق باء، يحاول بث سمومه صوب بريطانيا آملا بجرها الى المستنقع معتبرا ان الحذر والحكمة هما السبيل الوحيد لإحباط هذه المكائد". والمعروف ان ظريف يطلق تسمية فريق باء على كل من بولتون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان و ولي عهد ابو ظبي بن زايد ورئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو.

بريطانيا كان يكفيها ما تواجهه من تحديات ومشاكل، بدءا من ازمة الخروج من الاتحاد الاوروبي، ومرورا بازمة الحكم، وانتهاء بالازمة الاقتصادية، الا انها دخلت وبدفع من دعاة الحرب في الادارة الاميركية وعلى راسهم بولتون، الذي استغل ازمة حزب المحافظين والمنافسة المحتدمة بين الطامعين بخلافة تيريزا ماي، في ازمة مع ايران عبر قرصنتها لناقلة نفط ايرانية في مضيق جبل طارق، في اجراء ينتهك وبشكل صارخ القانون الدولي.

تاريخيا كانت بريطانيا لاسباب متعددة، قريبة جدا قياسا بباقي بلدان الاتحاد الاوروبي من اميركا، الا انها حاولت بعد انسحاب اميركا من الاتفاق النووي، ان تكون اقرب الى الموقف الاوروبي من هذا الاتفاق، رغم انها كانت بين وقت واخر تقترب من مواقف ترامب حيال ايران، الا انها في الاخير، وفي ظل الصراع القائم بين المتنافسين على زعامة حزب المحافظين وبالتالي منصب رئيس الوزراء، وحاجة هؤلاء المتنافسين لدعم اميركا، إنخرطت وبشكل مباشر في المخطط الاميركي ضد ايران، ولم يعد مهما ان كان هذا الانخراط اراديا او مفروضا.

بولتون على عكس البريطانيين، الذين تفاجأوا بالرد الايراني القوي والحازم على احتجاز ناقلة النفط الايرانية في مضيق جبل طارق، لم يتفاجأ أبدا لانه كان يتوقع ان ايران سترد على اي تهديد لمصالحها، مهما كان مصدر هذا التهديد، وهذا الرد، وفقا لرؤية بولتون، سيستجلب ردا بريطانيا، الذي سيكون محركا لاوروبا على ان ترد، بعد ان خيب ترامب ظن بولتون، بمنعه عن الرد على اسقاط ايران لطائرة التجسس الاميركية العملاقة "غلوبال هوك" في مضيق هرمز، بعد انتهاكها للاجواء الايرانية.

حتى الان مازالت خطوات بريطانيا حذرة، وهي خطوات لم تتجاوز التصريحات التي تدعو للرد، رغم انها باتت تخبو وتتراجع خلال اليومين الماضيين، الا من اتصال اجراه وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت مع نظيريه الفرنسي والالماني، وبحثه معهم العمل سويا من أجل ضمان أمن الملاحة البحرية بمضيق هرمز.

يبدو ان عقلاء اوروبا، قد يحولوا دون استغلال بولتون والادارة الاميركية، بريطانيا، الخاصرة الرخوة لاوروبا، للحيلوة دون توريط بلدان الاتحاد الاوروبي في صراع مع ايران، دون ان يكون لها فيها ناقة ولا جمل، فهم ادرى من غيرهم بمدى جشع الادارة الاميركية الحالية، ومحاولاتها شن حروب باموال وجنود الاخرين.
رقم : 806348
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم