0
السبت 17 آب 2019 ساعة 14:28

أميركا وفضيحة الإختباء وراء بريطانيا

أميركا وفضيحة الإختباء وراء بريطانيا
وتنص المذكرة القضائية على أنه بناء على شكوى من الحكومة الأميركية تخضع الناقلة وحمولتها من النفط للمصادرة، إضافة إلى مبلغ من المال، وذلك بالاستناد إلى انتهاك ما تسميه السلطات الأميركية قانون الطوارئ الاقتصادي الدولي والاحتيال المصرفي وتبييض الأموال.

لا نستبعد ان تكون هذه المذكرة تستهدف وبشكل لافت بريطانيا ايضا، فالقرار الاميركي جاء ردا على النكسة التي منيت بها ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب وشخص مستشاره للامن القومي جون بولتون ، الذي ما انفك يطالب سلطات بريطانيا بعدم الافراج عن ناقلة النفط الايراني، حتى انه زار لندن لهذا الغرض.

ان صفعة الافراج على الناقلة ، تبدو انها افقدت ترامب وبولتون وبومبيو، صوابهم ، حتى ان الاخير اصدا قرارا يعتبر كل طواقم الناقلة الايرانية ، ارهابيين، ولن تمنح لهم تاشيرات دخول الى اميركا، بينما بولتون كان قد صب جام غضبه على البريطانيين عندما اكد ان على البريطانيين ان يحرسوا ناقلات نفطهم بانفسهم.

بات واضحا ان ادارة ترامب المأزومة تبحث عن انتصارات وهمية، وهي تختبىء وراء بريطانيا، بعد تلقيها الصفعات تلو الصفعات من ايران ، وحتى من حلفائها في الغرب ومن بينهم بريطانيا، بعد ان تركوها كالبعير الاجرب، إثر القرار الاحمق لترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي.

لو كانت اميركا تمتلك الجرأة حقا على احتجاز ناقلة ايرانية ، لما اختبأت وراء بريطانيا، والحاحها الملفت على احراج حليفتها عبر المطالبة بمواصلة احتجاز الناقلة، رغم ان القرار عاد بالضرر لبريطانيا واساء الى هيبتها ومكانتها؟ ، واذا كان حقا ان لندن كانت راضية وصاحبة قرار بشان احتجاز الناقلة الايرانية ، لما اصدرت سلطات جبل طارق امرها بالافراج عن الناقلة اليوم، رغم المعارضة العلنية لاميركا؟ .

بولتون الصهيوني حتى النخاع ، هو والعتل بومبيو، كانا عليهما قبل ان يصدرا امرا بضبط الناقلة ، ان يتعقلا قليلا ويتحررا من نوبات جنونهم التي باتت متواصلة بسبب ايران وسياستها الحازمة القائمة على معادلة المضيق بالمضيق والناقلة بالناقلة، وان يتركا طريقا امام رئيسهما للتراجع، بعد ان ادرك العالم اجمع، ان ايران ليست بالبلد الذي يترك ثرواته تُضبط وتُصادر في اعالي البحار، بأوامر من بلطجية، فهذه البلطجة، في حال لم ترعو، سيكون لها آجلا ام عاجلا موعدا مع قوة ردع ايرانية هائلة.
رقم : 811126
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم