0
الاثنين 19 آب 2019 ساعة 11:55

الإيرانيون والعرب باقون والغرباء سيرحلون

الإيرانيون والعرب باقون والغرباء سيرحلون
شروع الامارات بالبحث عن مخرج لها من الحرب العبثية على الشعب اليمني، و زيارة مسؤوليها ايران مؤخرا لبحث التعاون الامني والحدودي بين البلدين، وما قيل عن احتمال وجود رغبة سعودية في ان تحذو حذو الامارات في هذا الشان، فهناك من اشار الى قيام وفد سعودي بزيارة طهران، واحتمال ان يعقب تلك الزيارة زيارة اخرى اهم لاطهران لمسؤولين سعوديين، كل هذه التطورات تؤكد ان صوت العقل بات يُسمع بعد ان كان صوت النزوات والسلوكيات غير المسؤولة هو الاعلى.

امور كثيرة تدخلت لجعل البعض يصغي الى صوت العقل في منطقتنا، بعد ان تراجع هذا الصوت تحت وقع ضغوط الوعود الاميركية، وغرائز الحقد والضغينة، والدوافع الطائفية، والسموم الصهيونية، منها افتضاح امر الرئيس الاميركي دونالد ترامب ووعوده الكاذبة، وفشله في تسويق ايران كعدو للعرب و"اسرائيل" صديقة لهم، وابتزازه الفج لدول المنطقة في مقابل التصدي لعدو وهمي، وقبل كل هذا وذاك، صمود محور المقاومة وعلى راسه ايران، امام غطرسة وعنجهية اميركا وربيبتها "اسرئيل".

يبدو ان السعودية والامارات ايقنتا، ولو بعد تاخير، ان اميركا لن تحارب من اجلهما، كما ان الذي تتمنيان محاربته، يمد لهما على الدوام يد الصداقة والسلام ومن موقع قوة واقتدار، فهذه اليد ردت وبكبرياء عظيمة ، اليد الاميركية المُراوغة، وذهبت الى ابعد من ذلك عندما اسقطت طائرة التجسس الاميركية العملاقة اثر انتهاكها الاجواء الايرانية، واحتجزت الناقلة البريطانية التي انتهكت قوانين الملاحة في الخليج الفارسي، واجبرت بريطانيا على الافراج عن ناقلتها النفطية في مضيق جبل طارق، رغم كل صراخ وعويل اميركا.

ان ما تشهده المنطقة من تطورات في غاية الاهمية، وخاصة في اليمن وسوريا والعراق والخليج الفارسي ومضيق هرمز، تشير وبشكل واضح الى تراجع المشروع الاميركي الرامي الى اشعال الفتن والحروب والنزاعات بين شعوبها، امام مشروع المقاومة الرامي الى تحصين الدول والشعوب امام الفتن الطائفية والتقسيم والتشرذم والانهيار.

الزيارات التي يقوم بها المسؤولون الايرانيون الى دول الخليج الفارسي، وآخرها زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى الكويت، ودعوته من هناك، الى استعداد ايران لإقامة منتدى للحوار الإقليمي وإبرام اتفاقية عدم اعتداء، تهدف لطمأنة دول الخليج الفارسي، وسحب البساط من تحت اميركا، وخطاب ظريف لمضيفيه بالقول انتم ونحن باقون في المنطقة والغرباء سيرحلون جاء ليؤكد حقيقة أن أمن بلدان المنطقة هو امن واحد .

قبل زيارة الكويت كان ظريف قد زار قطر ودولا خليجية اخرى وطرح ذات المبادرتين، وذهب الى ابعد من ذلك، عندما دعا الى إنشاء قوة بحرية مشتركة بين ايران ودول الخليج الفارسي لحماية الملاحة، للحيلولة دون عسكرة الخليج الفارسي من قبل اميركا، وبالتالي منع ترامب من ابتزاز هذه الدول، فأمن الخليج الفارسي يبقى مسؤولية ابنائه فقط ولا دور للغرباء فيه ، فالايرانيون والعرب باقون في المنطقة والغرباء سيرحلون.
رقم : 811374
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم