0
السبت 24 آب 2019 ساعة 08:31

اجتماعات أديس أبابا: المفاوضات الجنوب ــ السودانية إلى النقطة الصفر!

اجتماعات أديس أبابا: المفاوضات الجنوب ــ السودانية إلى النقطة الصفر!
و في ظلّ عدد كبير من التحديات، أبرزها أزمة الولايات، ومسألة الترتيبات الأمنية، ولا سيما تجميع القوات وتدريبها، في وقت تضيق فيه المدة الباقية من عمر المرحلة ما قبل الانتقالية، التي يتوقع أن تنتهي في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل. وشكّل الاجتماع التشاوري، الذي اختتم أعماله في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أول من أمس، مَحفلاً للأطراف الموقعة كافة، ولا سيما زعيم المعارضة الجنوب السودانية، ريك مشار، الذي عمل على تقديم الإرشادات الفنية إلى فريقه المفاوض تفادياً لأي تأجيل محتمل مثلما حدث في أيار/ مايو الماضي. وأوصى الاجتماع، في بيانه الختامي، بتجميع القوات التابعة للحكومة والمعارضة وتدريبها ونشرها في المواقع المحددة قبل نهاية الشهر المقبل.

في هذا السياق، قال إدموند ياكاني، وهو ممثل منظمات المجتمع المدني في الاجتماعات،إن الحكومة والمعارضة توافقتا على ضرورة تكوين الحكومة الانتقالية الجديدة في موعدها المحدد، ومنع تمديد المرحلة ما قبل الانتقالية مرة أخرى. لكن لا تزال هناك مخاوف جراء إخفاق المجتمعين في إيجاد حل نهائي لقضية الولايات والتوصل إلى صيغة مرضية للجميع، ولا سيما مع تمسك المعارضة بتحديد حدود تلك الولايات، لأنه في ضوئها ستنفذ قسمة السلطة وتكوين الهياكل التنفيذية الانتقالية.

رغم هذا، يرى جوزيف بنغاسي بكاسورو، وهو رئيس «الحركة الوطنية للتغيير» (أحد الموقعين على «السلام»)، أن هناك «ضرورة ملحة لتكوين الحكومة الانتقالية بعد شهرين، بغضّ النظر عن نجاح الأطراف في تنفيذ البنود الأمنية». وأشار بكاسورو، إلى أنه يدرك صعوبة دمج القوات خلال ثلاثة أشهر جراء أمطار فصل الخريف ووعورة الطرق، مستدركاً: «المواطنون سيفقدون الثقة بالعملية السلمية إذا فشلنا مرة أخرى في تكوين الحكومة في الموعد المحدد».

أما لاقوك ماكور، وهو عضو المكتب السياسي للمعارضة المسلحة التابعة لريك مشار، فيصف مخرجات اجتماع «إيغاد» بأنها كانت دون التوقعات. ولفت ماكور، إلى أن «الجميع كانوا يتوقعون أن يخرج الاجتماع بقرارات حاسمة في موضوعي الولايات والأمن، لكنه لم يقدم ما هو مطلوب، ما يؤكد أننا أمام مطب جديد». وأضاف: «يجب على إيغاد توفير المال لتنفيذ الاتفاقية، أو أن تضغط على دول الإقليم لتقديم المبالغ المطلوبة للتدريب».

إزاء ذلك، يرى الكاتب في صحيفة «جوبا مونيتر» الصادرة بالإنكليزية، بيتر موربي، أن أساس الأزمة «انعدام الإرادة السياسية. حتى الآن لم تدفع الحكومة مبلغ مئة مليون دولار كانت قد وعدت به منتصف العام (الجاري) لتنفيذ الاتفاقية، على رغم عائدات بيع البترول التي يمكن أن تكفي لتمويل كل شيء... الحكومة لها تحفظات على الاتفاق، ولذلك تتعذر بالأمطار ووعورة الطرق». وفي المقابل، اكتفت «إيغاد» بتوصيات للحكومة والمعارضة بـ«مواصلة الحوارات من أجل التوصل إلى حل توافقي... في أقل من شهرين»، وهي مسألة شبه مستحيلة في ظلّ الأوضاع الحالية للطرفين، خاصة بعد فشلهما في إحراز تقدم خلال ثلاثة أشهر مضت من عمر المرحلة ما قبل الانتقالية، ما يعني غالباً تأجيل تكوين الحكومة والعودة إلى النقطة الصفر.
رقم : 812332
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم