0
الاثنين 7 تشرين الأول 2019 ساعة 10:03

هل تنجح أوروبا في إعادة ترامب الى رشده؟

هل تنجح أوروبا في إعادة ترامب الى رشده؟
فيما بات الأوروبيون وبسبب تهربهم المقصود أو غيرالمقصود من تنفيذ الاتفاق النووي يوصمون لدى الرأي العام العالمي بتأييدهم للتهرب الأميركي من المواثيق الدولية والتبعية لأميركا، يبدو من المستبعد أن يصروا على اتصافهم بهذه الصفات. فلم ننس أن السبب وراء دخول الجهود الفرنسية الأخيرة في التقريب بين إيران وأميركا حيز التنفيذ هو تطهير السمعة الأوروبية بزعامة ماكرون، دولياً، من هذه الوصمة المحرجة.

- لدى استقصاء الأداء الأوروبي في الاتفاق النووي يبدو أن أوروبا ترى نفسها أمام مفترق من ثلاثة طرق: الأول أن ترغم إيران على الانعطاف، وثانياً أن تثني "ترامب الطائش" عن طيشه لكي يعلق الحظر على إيران أملاً بخوض مفاوضات مع طهران، وثالثاً وأخيراً أن تبقي على آمالها، ومن خلال أداء مخاتل، بأن تؤدي المشاكل الأميركية الداخلية مفعولها ضد ترامب، عل أن تتفتق الانتخابات الرئاسية الأميركية عن نتائج مرضية.

- بالنسبة للحل الأول، فعطفاً على الاستراتيجية الإيرانية الصارمة، وبما أن إجراءات الحظر التي أثبتت عدم جدارتها رغم تصرم أكثر من عام و عليها، يبدو أن الأوروبيون يعولون عبثاً على هذا الحل. وبالنسبة للحل الثاني فإن تعنت ترامب من جانب والاستشارات المضللة التي يتلقاها بالنسبة للوضع الداخلي في إيران من جانب آخر، إضافة إلى ضرورة تداركه للمواقف السوداء في سجله بالسياسة الخارجية، فإن الحل الثاني يبدو كذلك بعيد المنال. لكن ما يبقي بصيصاً من الأمل لدى الأوربيين في حلحلة ملف الاتفاق النووي هي الضغوط والعزيمة المتزايدة من أجل استيضاح ترامب، ومايتعلق بالمشاكل الجمة التي باتت تشغل بال جليس البيت الأبيض. فلا ننسى أن الرأي العام العالمي بات يرى ترامب قبل اي شخص آخر خلف اضطرابات منطقة الخليج الفارسي، كما أن أقرب حلفاءه في المنطقة باتوا يرون أن ترامب قد تركهم لوحدهم، بحيث باتوا يستجدون الأمن والسلام محلياً وإقليميا.

- وعطفاً على ما سبق فإن قليلاً من التعقل كفيل بأن يقود الأوربيين إلى أن يفكوا مصيرهم عن ترامب ومستقبله الهش، وألا يزيدوا من مشاكل المنطقة بحذوهم حذو ترامب بالخروج من الاتفاق النووي، ما سيرتد عليهم أولاً قبل الآخرين.
رقم : 820560
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم