0
الثلاثاء 8 تشرين الأول 2019 ساعة 16:36

السعودية ... هل ستختار طريق السلام وترضخ للواقع اليمني؟

السعودية ... هل ستختار طريق السلام وترضخ للواقع اليمني؟
واكد رئيس الوفد الوطني اليمني محمد عبد السلام خلال اللقاء مع السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون والوفد المرافق له في العاصمة العمانية مسقط أن”المبادرة الرئاسية جاءت لإبداء حسن النوايا والحرص على السلام والاستقرار في اليمن وانهاء العدوان والحصار بشكل واضح”، لافتا إلى أنه “حتى اللحظة الاستجابة للمبادرة لاتتجاوز تصريحات غير واضحة لا ترقى للمستوى المطلوب الذي نعتبره استجابة لدعوة السلام الصادرة من صنعاء”.

وأوضح أن” بقاء الموقف دون تقدم واضح تجاه مبادرة السلام الرئاسية لا يساعد على استمرارية المبادرة وتحولها لتهدئة شاملة إذا لم يعلنوا موقفا واضحا مؤكدا أن الافعال هي ما يطلبه الشعب اليمني وهو وقف للعدوان وانهاء للحصار.. عندها نستطيع ان نصف هذا بالتقدم الإيجابي”.

واعتبر الوفد الوطني “أن ما قام به العدوان من شن غارات جوية استهدفت شاحنة في الصليف بمدينة الحديدة يعتبر خرقا واضحا لاتفاق السويد وردا سلبيا على المبادرة الرئاسية والتي لم يصل أي رد صريح عليها حتى الآن فضلا عن استمرار العدوان والحصار”.

وفي نفس السياق أكد رئيس هيئة الأركان اليمنية اللواء محمد عبدالكريم الغماري، أن طريق السلام يبدأ بوقف العدوان ورفع الحصار وأن جدية العدو تتضح بالأفعال لا الأقوال، مؤكدا أنه إذا استمر العدوان فعليه أن يستعد لتلقي الضربات العسكرية الأشد إيلاماً.

وأضاف أنه كلما أستمر العدوان كلما تصاعدت عملياتنا العسكرية الدفاعية المشروعة وتنوعت أهدافنا واتسعت خارطة الأهداف لتشمل ما يتوقعه العدو وما لا يتوقعه.

وأكد أن لدينا من التقنيات ما يجعلنا أكثر قدرة على تحقيق أهدافنا العسكرية في الزمان والمكان الذي نحدده.

وأضاف "نقول لتحالف العدوان حان الوقت لأن ترفعوا أيديكم عن اليمن وأن تعترفوا بالواقع اليمني الجديد"، مؤكدا أن الواقع اليمني الجديد لن يكون معادي لكم إذا توقف عدوانكم وتغيرت نظرتكم إلى هذا الشعب العزيز الكريم.

وسبق ان اكد عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن محمد علي الحوثي، جدية الشعب اليمني في التوجه نحو السلام، مشدداً في الوقت ذاته أنه مع تجاهل كل المبادرات، ستستمر عمليات الردع اليمنية لمواجهة العدوان.

وكانت تقارير اخبارية أفادت بان السعودية تدرس بشكل جدي وقف اطلاق النار باليمن. وقالت ثلاثة مصادر دبلوماسية ومصدران مطلعان آخران لرويترز بهذا الشان إن "المملكة تدرس بجدية شكلاً من أشكال وقف إطلاق النار في محاولة لوقف تصعيد الصراع في اليمن"، وإذ لحظت أن"الغارات السعودية على اليمن تراجعت بشكلٍ ملحوظ، قالت هذه المصادر في الوقت نفسه إن "هناك أسباباً تدعو للتفاؤل بالتوصل إلى حل قريباً".

وفي نفس الوقت، نقلت الوكالة عن دبلوماسي أوروبي قوله إن "ابن سلمان يريد الخروج من اليمن لذا علينا إيجاد سبيل له للخروج مع حفظ ماء الوجه".

وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي تتواصل فيه الجرائم التي تركتبها السعودية في اليمن يوميا ومنها احتجار سفن المشتقات النفطية منذ اكثر من خمسين يوما في موانئ اليمن الامر الذي ينذر بتفاقم الكارثة الانسانية المتفاقمة اساسا في جميع جوانب الحياة، حيث دعت وزارة النفط اليمنية الأمم المتحدة الى التدخل للإفراج عن السفن المحتجزة قبل وقوع الكارثة.

وفي السياق شارك اليمنيون في تظاهرة حاشدة للتعبير عن استنكارهم لموقف قوى العدوان المانع لوصول السفن الى موانئ اليمن وحرمان المستشفيات والمراكز الصحية والعشرات من المؤسسات الحيوية في البلاد من الوقود.

وندد المشاركون أمام مكتب الأمم المتحدة بمحافظة الحديدة باحتجاز العدوان السعودي الأمريكي سفن الوقود والدواء والغذاء.

وفي ظل استمرار جرائم السعودية وعدم الاعلان عن موقفها بشكل واضح من مبادرة السلام اليمنية يبدو أن هناك صراعا داخليا في اروقة الحكم بالسعودية بشأن كيفية الرد على هذه المبادرة.

وقال مستشار الرئاسة اليمنية عبد الملك الحجري أن هناك تصريحات متضاربة من اركان النظام السعودي عن القبول بمبادرة رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن مهدي المشاط التي تدعو الى ايقاف الحرب ورفع الحصار.

وأكد مستشار الرئاسة اليمنية خلال استضافته في برنامج "المشهد اليمني" على قناة العام الاخبارية أنه لا يوجد خطوات سياسية عملية تثبت جدية النظام السعودي للقبول بمبادرة صنعاء.

وأضاف أن السعودية تواصل استهداف المدنيين وارتكاب المجازر وزادت من حصارها الاقتصادي على الشعب اليمني ومنعت 13 سفينة محملة بالمشتقات النفطية والمواد الغذائية من الوصول الى ميناء الحديدة.

واعتبر أن اعلان السعودية قبول مبادرة المشاط في وقت تشدد الحصار على الشعب اليمني دلالة على وجود صراع في دوائر الحكم السعودي بين جناحين أحدهم يقبل بالمبادرة فيما يرفضها الجناح الاخر لأهداف عسكرية.

ويرى محللون أن السعودية أمام خيارين في اليمن أحلاهما مرّ وهما إما أن تختار طريق السلام وترضخ للواقع اليمني الرافض للوصاية الخارجية بفرض العدوان، أو تستعدّ للمزيد من الهجمات الموجعة في عمقها الاستراتيجي بعد اتساع رقعة الاهداف وتغيير توازن القوى لصالح الجيش واللجان الشعبية كما يؤكد عليه قادة اليمن، وكلا الخيارين صعب بالنسبة للسعودية حيث يلزمانها على الاعتراف بالهزيمة في العدوان على اليمن عسكريا وسياسيا.
رقم : 820895
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم