0
السبت 12 تشرين الأول 2019 ساعة 15:32

‘‘الأمن لا يستورد‘‘...حقيقة لا يحجبها غربال

‘‘الأمن لا يستورد‘‘...حقيقة لا يحجبها غربال
لم يعد بمقدور اي مراقب للسياسة الامريكية ان يرصد التقلبات الكارثية التي تتسم بها هذه السياسة خاصة في ظل ادارة الرئيس الامريكي الحالي دونالد ترامب، ازاء القضايا الدولية الخطيرة، والتي تتراوح بين صفر و180 درجة، في يوم واحد في بعض الاحيان.

-بعد اعلان ترامب ان امريكا ستترك الشرق الاوسط ولا تتورط في مشاكله ، منتقدا الادارات التي سبقته والتي ورطت امريكا في حروب لا ناقة لها فيها ولا جملا، فإذا بالقرار الامريكي المفاجىء بنشر 3000 جندي مع عتاد حربي "دفاعي"، الامر الذي يعكس مدى تخبط هذه الادارة وعدم امتلاكها استراتيجية محددة وكذلك تضارب الرؤى بين مسؤوليها.

-في الوقت الذي يعتقد عدد من المحللين السياسيين المقربين من السعودية ان الاجراء الامريكي، جاء من اجل تعزيز موقف السعودية التفاوضي مع ايران في ظل ما يشاع عن وجود مساع باكستانية لتخفيف حدة التوتر بين البلدين ، لتوفير الارضية لاجراء مباحثات تشمل جميع القضايا الخلافية.

-في ذات الوقت ينحى بعض المراقبين السياسيين منحا متناقضا مع المنحى الاول، حيث يعتقد هؤلاء ان هذا الموقف الامريكي، جاء لضرب كل محاولة للحد من التوتر بين ايران والسعودية، خدمة للمصلحة الامريكية المتمثلة في عملية الحلب الممنهج لثروات السعودية، وايدوا ما ذهبوا اليه بتصريح لترامب نفسه الذي اعلن ان السعودية وافقت على أن تدفع مقابل كل ما سنرسله من قوات لمساعدتها.

-مهما اختلف المراقبون في تفسير الاجراء الامريكي ، الا ان الحقيقة ستبقى واحدة، وهي ان الامن لا يستورد ، وان الامن هو من اختصاص دول المنطقة، وان كل عامل خارجي هو حكما عامل عدم استقرار، وان تجرية العقود الماضية اكبر دليل على هذه الحقيقة، ومن الحكمة الا تدور دول المنطقة في دائرة مفرغة من صنع الامريكيين والطامعين بثروات شعوب المنطقة، وهي دائرة تدور على الفتنة والفوضى والصراعات.
رقم : 821676
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم