QR CodeQR Code

سلاح حزب الله السري.. نهاية حقبة الصولة ‘‘الإسرائيلية‘‘ الأحادية بالسماء

اسلام تایمز , 4 تشرين الثاني 2019 12:52

بيروت (اسلام تايمز) - خطابات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مناسبات متنوعة، والتي تغطي التطورات المحلية والإقليمية والدولية المهمة باستمرار، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على سياسات المقاومة اللبنانية لمواكبة التطورات ضد خطط وبرامج الأعداء، كانت أيضاً بمثابة عملية دعاية وحرب نفسية عالية دائماً، وكان لها دور فعّال في إحباط الحيل السياسية والإعلامية لأعداء المقاومة اللبنانية داخل وخارج حدود لبنان، كما حدّدت المعادلات السياسية والعسكرية الجديدة من خلال الاعتماد على المكونات المادية والروحية المحتملة والفعلية لقدرة حزب الله.


في هذا السياق، تناول السيد حسن نصر الله أول أمس مسألة الأزمة السياسية في لبنان في أعقاب الاحتجاجات الشعبية واستقالة حكومة الحريري، مسلّطاً الضوء على القضية المهمة المتمثّلة في قدرات حزب الله الجديدة في الدفاع عن سماء لبنان وأمنه في المستقبل، ضد الغارات الجوية الإسرائيلية المتكررة، ويمكن اعتبار ذلك رسالةً مهمةً للصهاينة في تشكيل المعادلات الجديدة في الساحة العسكرية.

أشار السيد نصر الله في تصريحاته إلى إسقاط الطائرات الإسرائيلية المسيرة في ضاحية بيروت الجنوبية من قبل قوات المقاومة اللبنانية، معتبراً أنه حدث عادي في عملية القدرات العسكرية المتنامية لحزب الله، وقال إنه "بعد ذلك الحادث، قلنا إن المقاومة تتحرك في اتجاه محدد وفقاً لخططه، وهذه العملية ليست إسقاط طائرات من دون طيار فحسب، ولكن الغرض الحقيقي من إسقاط الطائرة من دون طيار هو تطهير سماء لبنان من رجس الإسرائيليين".

لقد اشتكى لبنان مراراً وتكراراً لمجلس الأمن بشأن انتهاك مجاله الجوي من قبل الكيان الإسرائيلي، لكن الكيان يواصل انتهاك القانون واللوائح الدولية.

لكن عدم الكشف عن الأسلحة المستخدمة لإسقاط الطائرات الإسرائيلية من دون طيار، والتي يمكن أيضاً أن تكون رادعةً وفعّالةً لمواجهة الطائرات العسكرية المتقدمة التي تمتلكها القوات الجوية للكيان الإسرائيلي، ويعتدي بهذه الطائرات بشكل رئيس على المجال الجوي اللبناني، يحمل رسالةً إلى الأطراف المعنية بأن قوات المقاومة لديها نظام للدفاع الجوي وسيستخدمه في الوقت المناسب، وسيكون ذلك من مفاجآت الحرب المحتملة مع الكيان الإسرائيلي، بحيث أجبرت المقاومة على استخدامها ردّاً على الغارة الجوية الإسرائيلية.

مظلة الدفاع الجوي في لبنان.. كابوس الصهاينة

سعى الكيان الإسرائيلي في السنوات الأخيرة إلى تعويض نقاط ضعفه العسكرية وإخفاقاته أمام جبهة المقاومة في البر والبحر، من خلال غاراته الجوية بطائراته المتقدمة.
بعد الآن، فإن أحدث قضية بشأن مصير الحرب المقبلة، هو الجملة التاريخية للسيد حسن نصر الله حين قال من الآن فصاعداً: إن القوة الجوية لن تحدد مصير الحرب! وبعبارة أخرى، استطاع حزب الله إضعاف التفوق العسكري الاستراتيجي الأخير للكيان الإسرائيلي بشدة.

في هذا الصدد، أعلن المعهد الأوروبي للأمن القومي في نوفمبر 2018 في تقرير، أن الصدام المقبل مع حزب الله لن يكون مثل أي صراع إسرائيلي مع العدو حتى الآن.

ويشير الخبراء في المعهد إلى القفزة الكمية في إمكانات حزب الله لتدمير "إسرائيل"، معترفين بأن التغييرات في الوضع الاستراتيجي على مدى السنوات الـ 12 الماضية سوف تسبّب خسائر غير مسبوقة.

في الواقع، في حين بذل الصهاينة قصارى جهدهم خلال سنوات الأزمة السورية لمنع إتمام السياج الأمني المحيط بالمقاومة، ومنع حزب الله من الوصول إلى المعدّات والتكنولوجيا العسكرية المتقدمة، لكن محاولاتهم لم تجد نفعاً في نهاية المطاف، ويتعيّن على الصهاينة الآن قبول نهاية صولاتهم الجوية الأحادية في سماء سوريا ولبنان.

استخدمت المقاتلات الإسرائيلية الصواريخ في الهجمات على مواقع المقاومة في أجزاء مختلفة من سوريا على مدى السنوات الأربع الماضية، ومعظم هذه الهجمات انطلقت من سماء لبنان بعد أن حصل الجيش السوري على دفاعات روسية من طراز إس 400، وقد أدى ذلك إلى أن تفكر ليس المقاومة فحسب بل الحكومة اللبنانية أيضاً في تأمين المجال الجوي للبلاد لمنع الغارات الجوية الإسرائيلية.

في نوفمبر 2018، أعلن موقع "ديبكا فايل" الإسرائيلي نقلاً عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إنه بعد نشر منظومة إس 400 في سوريا، طلب الرئيس اللبناني "ميشال عون" من خلال قنوات الاتصال السرية، من فلاديمير بوتين التعاون العسكري للتغطية الجوية لسماء لبنان من الأراضي السورية.

هذا في حين أن أمريكا وفرنسا اللتين تسمّيان نفسيهما الحليفين الرئيسيين للجيش اللبناني، لم تتخذا حتى الآن أي خطوات لتصدير أنظمة الدفاع الجوي إلى لبنان، وذلك تماشياً مع مصالح الصهاينة.

وفقاً لذلك، طالب الأمين العام لحزب الله اللبناني في ۱۷ فبراير من العام الماضي (2018) الحكومة اللبنانية بالموافقة على طلب طهران لإرسال معدات دفاع جوي لمواجهة الكيان الإسرائيلي، وتساءل "هل لدى الحكومة اللبنانية الشجاعة لقبول مقترحات إيران؟ لماذا يخشى لبنان التعاون مع إيران؟"؟

تقوم إيران على نطاق واسع بتطوير جميع أنواع أنظمة الدفاع الجوي، بما في ذلك نظام "باور 373" للدفاع الجوي، والذي يقول الخبراء العسكريون بأنه أكثر تقدّماً من إس 400 الروسي والباتريوت الأمريكي، ويؤكد ذلك تجربة إسقاط طائرة التجسس الأمريكية المتقدمة من قبل جيل آخر من أنظمة الدفاع الجوي الإيراني، وهذا سيكون بالطبع لجاماً قوياً على الطبيعة العدوانية للصهاينة، الأمر الذي يشكّل كابوس الكيان الإسرائيلي الكبير في عبور المنطقة إلى عصرها الجديد.


رقم: 825568

رابط العنوان :
https://www.islamtimes.org/ar/news/825568/سلاح-حزب-الله-السري-نهاية-حقبة-الصولة-الإسرائيلية-الأحادية-بالسماء

اسلام تايمز
  https://www.islamtimes.org