QR CodeQR Code

دير الزور.. مركز الأزمة الجديد في سوريا

اسلام تایمز , 5 تشرين الثاني 2019 11:48

دمشق (اسلام تايمز )- نتيجةً لتنافس الجهات الفاعلة المحلية والإقليمية والدولية في شمال سوريا للسيطرة على هذه المنطقة، أصبحت محافظة دير الزور السورية الآن المحور الرئيس للأزمة وكسوريا صغيرة، ويبدو أن جزءاً كبيراً من التطورات المستقبلية في سوريا سيكون في هذه المحافظة.


السؤال المطروح الآن هو، ما هي أسباب أهمية هذه المحافظة للجهات الفاعلة المنخرطة في الأزمة السورية المعقدة؟

أبعاد أهمية محافظة دير الزور

محافظة دير الزور التي تبلغ مساحتها حوالي ۳۳٫۰۶ كيلومتر مربع، ويصل عدد سكانها إلى حوالي مليون و200 ألف نسمة، كانت قبل بدء الأزمة السورية (2011) تعتبر القلب النابض لشرق البلاد.

تفصل هذه المحافظة الحدود بين العراق وسوريا، وهي الطريق الأكثر أهميةً بين العاصمتين أي بغداد ودمشق، ويمر نهر الفرات عبر المحافظة وهي تجاور محافظات الحسكة والرقة وحمص.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن قراءة أهم أسباب أهمية هذه المحافظة في بعدين، البعد الأول من الأهمية هو وجود موارد واحتياطيات النفط والغاز، ووجود مناجم كبيرة في المحافظة، والتي تخضع حالياً لسيطرة الأكراد السوريين والجيش الأمريكي في الوقت الحالي.

ويمكن أيضاً أن يعزى البعد الثاني لأهمية المحافظة إلى موقعها الاستراتيجي الخاص، حيث تحظى المحافظة بأهمية خاصة لكل من العراق وسوريا، بسبب موقعها على الحدود العراقية ووجود معبر "أبو كمال" الحدودي، في جوار محافظة الأنبار العراقية. وهذا الأمر نفسه جعل المحافظة مهمةً في العلاقات الأمنية لكلا الجانبين.

دير الزور.. كركوك سوريا

إن تعقيد نظرة الجهات الفاعلة على محافظة دير الزور في التطورات الجديدة في سوريا، هو بحيث يمكننا اعتبار وضع هذه المحافظة في المستقبل، مثل أهمية وموقع محافظة كركوك في العراق، بوصفها قلب الأزمة.

ولإثبات ذلك، من الضروري فقط ملاحظة أنه منذ انسحاب أمريكا من سوريا، احتفظ ترامب بقواته في نقطتين فقط، واحدة بالقرب من حقول النفط في دير الزور، والأخرى في منطقة "التنف"، وكلاهما مصدران رئيسيان لاحتياطي الطاقة في سوريا، ومع وضع ذلك في الاعتبار، من الأهمية بمكان الانتباه إلى نظرة كل من الجهات الفاعلة.

أمريكا: من وجهة نظر دونالد ترامب، فإن البقاء في دير الزور هو الدخول في لعبة رابح-رابح مع الأكراد السوريين، ووفقاً لمنطقه الاقتصادي، فإن البقاء في سوريا ومساعدة الأكراد طالما أنه لا يفيد واشنطن فلا جدوى منه وهو أمر غير مبرر.

نلاحظ الآن أن ترامب يعلن بوضوح "أنا أحب النفط وسأبقى في دير الزور"، وفي هذا الصدد، رأينا مؤخراً قوافل للقوات الأمريكية مع مركبات مدرعة تدخل سوريا من العراق، وتتحرك نحو حقول دير الزور النفطية.

حتى أن هناك بعض الأدلة على أن الرئيس الأمريكي قد هدد بشن حرب مروّعة ضد أي شخص يسعى للسيطرة على هذه الحقول. وفي الحقيقة، لدى ترامب فكرة استثمار شركات النفط العملاقة في حقول دير الزور النفطية وتطويرها.

الأكراد: الأكراد السوريون الذين فقدوا السيطرة على بعض المناطق في شمال سوريا، نتيجةً للهجمات التركية العنيفة خلال الأسابيع القليلة الماضية، وتركتهم أمريكا تحت رحمة أنقرة، يأملون الآن في الحصول على دعم أمريكا من خلال التحكم في حقول نفط دير الزور من ناحية، وعن طريق الحفاظ على عائدات النفط، يريدون الحصول على ضمان لموقع الحكم الذاتي للمناطق الشمالية في المستقبل من ناحية أخرى.

حكومة سوريا، روسيا وإيران: من وجهة نظر هذه الجهات الفاعلة الثلاث، والمعروفة باسم حلفاء محور الشرق، فإن أي وجود لأمريكا في دير الزور غير قانوني وغير شرعي.

من وجهة نظرهم، يجب أن تعود السيطرة على محافظة دير الزور ومواردها النفطية إلى السيادة الشرعية للبلاد، أي حكومة دمشق، ويجب أن يعيد الأكراد هذه المنطقة إلى الحكومة بالتفاعل مع الحكومة المركزية.

في الواقع، تحتاج الحكومة السورية عبر التحكم في عائدات النفط، إلى استخدامها لتلبية الاحتياجات المحلية وخاصةً التكاليف الباهظة لإعادة بناء العديد من المناطق التي مزّقتها الحرب.

لذلك، بالنظر إلى الأهمية الاستراتيجية لمحافظة دير الزور في تحديد مستقبل المعادلات السورية، ومع الأخذ بعين الاعتبار تضارب المصالح وأهداف الجهات الفاعلة في مشهد التطورات السورية، يمكن اعتبار دير الزور النقطة المحورية الرئيسة للمواجهة المستقبلية للجهات الفاعلة السورية في المستقبل.
 


رقم: 825693

رابط العنوان :
https://www.islamtimes.org/ar/news/825693/دير-الزور-مركز-الأزمة-الجديد-في-سوريا

اسلام تايمز
  https://www.islamtimes.org