0
الجمعة 8 تشرين الثاني 2019 ساعة 12:07

بين التكليف والتأليف الحكومة اللبنانية المنتظرة.. مكانك رواوح

بين التكليف والتأليف الحكومة اللبنانية المنتظرة.. مكانك رواوح
مع استمرار الاحتجاجات المطلبية في لبنان والتي اخذت مناحي مختلفة في شعاراتها تعدت السلة المطلبية الحقيقية الى اجندات سياسية بعيدة عن جوا الحراك الشعبي الحقيقي بقيت عقدة شكل ونوع الحكومة المنتظرة. بعد استقالة سعد الحريري ترواح مكانها بفعل التجاذبات التي تطرأ بين الحين والاخر على مسار المشاورات لا سيما الحديث بقوة عن تدخلات خارجية تدفع بكل الوسائل نحو استبعاد حكومة حتى تكنو سياسية لتخفي خلفها اهدافا اخرى وفي مقدمها عزل فئة لبنانية كبيرة تتمثل بحزب الله عن موقع القرار في السلطة حسب تعبير المراقبين.

وتقول المصادر المتابعة انه ومع المشاورات الحكومية لكن التقدم الوحيد الذي سُجل أمس، تمثّل بزيارة قام بها سعد الحريري إلى قصر بعبدا، هي الأولى بعد استقالته. الزيارة أتت بطلب من الرئيس ميشال عون، بعد ما تردد عن مراوحة في المشاورات التي يجريها الحريري معح الوزير جبران باسيل. وقد اكتفى الحريري بعد اللقاء بالقول: "حضرت إلى القصر الجمهوري للتشاور مع فخامة الرئيس، وسنكمل المشاورات مع الافرقاء الآخرين وفي المعلومات ترى المصادر إشارة إلى أن الأزمة الاقتصادية استحوذت على المساحة الأكبر من اللقاء، الذي أشار فيه الحريري إلى ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة وإجراء الاستشارات النيابية.لكن ذلك بقي حركة بلا بركة على خط التكليف والتأليف بفعل تمسّك بالحريري من جهة ورفض لشروطه حول شكل الحكومة.من جهة اخرى.

وتتابع المصادر إن كل الإشارات التي تخرج من المشاورات التي يجريها الحريري، تساهم في تأكيد المراوحة. إذ أن كل طرف لا يزال متمسّكاً برؤيته للحكومة المقبلة. الحريري يصر على حكومة اختصاصيين، وثلاثي عون والرئيس نبيه بري وحزب الله يتمسك بتكليف الحريري نفسه تشكيل حكومة من السياسيين مطعّمة باختصاصيين، وتضم ممثلين عن المجتمع المدني. لكن في المقابل، يبدو الحريري شديد التحفّظ في تقديم أجوبة نهائية، كما يؤخذ عليه أنه لا يملك خطاباً واحداً في تواصله مع الفرقاء الآخرين. لكنه مع ذلك يُسوق عدم رغبته بالعودة إلى رئاسة الحكومة. وحتى في ما يتعلق بتسميته شخصية أخرى لرئاسة الحكومة، يتضح أنه لا يملك طرحاً جدياً لذلك. أقصى ما يقدمه حتى الآن هو المساعدة في التشكيل.

تلك معضلة تساهم في تأخير الحكومة، وتأخير أي إشارات إيجابية توقف الانحدار السريع للوضعين الاقتصادي والمالي، علماً أن خطوات الحريري تلقى صدى إيجابياً لدى وليد جنبلاط وسمير جعجع، غير الراغبين في تحمّل كلفة الدخول إلى الحكومة، مفضلين رمي الكرة عند عون وحزب الله.

إلى ذلك، كانت الاحتجاجات الشعبية تستمر في تسجيل النقاط ضد رموز السلطة، فشهد يوم أمس تحركات نوعية طالت مؤسسة كهرباء لبنان، حيث تجمع المعتصمون أمام مدخلها حاملين الشموع. كما شهد محيط منزل رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة اعتصاماً حاشداً، شهد مشاركة واضحة من مناصرين للتيار الوطني الحر.

كذلك تكرر مشهد الاعتصامات أمام منزلي كل من الوزير محمد شقير والنائب نهاد المشنوق.هذا المشهد تقاطع بشكل واضح مع كلام لافت لنائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي قال نحن جزء من هذا الشعب الذي يعاني، ومن الطبيعي أن نؤمن بالحراك الشعبي وأن نشجع عليه وندفعه إلى الأمام ونطالب بأن يبقى في الميدان من أجل أن تبقى السلطات مستنفرة ومنتبهة إلى أنه يوجد رقابة وحساب، ولا بد أن نغير الواقع الذي نحن عليه".

وأضاف: "خرجنا بأجسادنا وبعض مناصرينا من الساحة المباشرة من أجل ألا تختلط الأمور ومن أجل ألا تحصل المشاكل والتعقيدات ولكننا نعتبر أنفسنا جزءا لا يتجزأ من هذا الشعب مع تحذيره إلى الانتباه إلى أنه يوجد "سارقون للحراك الشعبي وهم جماعة السفارة الأميركية وبعض جماعة الأحزاب الطائفية الذين يريدون أخذ الحراك إلى مكان آخر، وهؤلاء ليسوا مهتمين بالوضع الاجتماعي والاقتصادي، هم مهتمون بقرارات سياسية تأخذ البلد إلى مكان آخر حتى ولو أدى ذلك إلى الفتنة والفوضى والمشاكل، ليبقى المشهد كما يرى المتابعون رهن المشاورات لاحداث فجوة في جدار المراوحة علىوقع استمرار الاحتجاجات في الشارع اللبناني.
رقم : 826230
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم