0
الاثنين 11 تشرين الثاني 2019 ساعة 15:23

موراليس.. نصير الفقراء الذي أطاح به جشع أمريكا

موراليس.. نصير الفقراء الذي أطاح به جشع أمريكا
ولكن الحقيقة ليست كذلك، فقد وجهت امريكا طعنة نجلاء لفقراء بوليفيا الذين انتشلهم الرئيس إيفو موراليس من الفقر المدقع بعد ان قفز ببوليفيا من المرتبة الـ 33 من بين اشد بلدان امريكا اللاتينية والكاريبي فقرا الى المرتبة المرتبة الـ 15، عندما نفذت عبر عملائها انقلابا واضح المعالم على موراليس الذي اضطر الى تقديم استقالته لتجنيب بلاده وشعبه الدمار والخراب.

يبدو ان نتائج الانتخابات لم ترق لامريكا التي حركت عملاءها لاثارة الاضطرابات والفوضى بعد ان روجت لكذبة بشأن تزوير الانتخابات، ولم تفلح كل المبادرات التي تقدم بها موراليس لسحب البساط من تحت عملاء امريكا مثل دعوته الى حوار مع الأحزاب السياسية التي فازت بمقاعد في البرلمان في الانتخابات العامة الأخيرة، كما دعا الى اجراء انتخابات مبكرة حتى يتسنى لشعب بوليفيا انتخاب حكومتهم الجديدة وبأسلوب ديمقراطي، الا ان جميع هذه المبادرات رفضت تنفيذا لمخطط تم تدبيره لبوليفيا في واشنطن.

وفي سيناريو مكشوف تم تنفيذه على مراحل، بدأ باضطرابات دامية حيث تم الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، ومن ثم تمردت وحدات من الشرطة البوليفية الجمعة وامتنعت عن الامتثال للأوامر بوقف اعمال الشغب، وقال متحدث باسم الشرطة ان الشرطة البوليفية لن تتداول او تشارك في السياسة الحزبية، والشرطة من الشعب ومن أجل الشعب وهي تلتزم بمطالب ابناء الشعب الذين يعبرون بطريقة ديمقراطية عن مطلبهم برحيل الرئيس إيفو موراليس، كما رفض الجيش إخضاع عناصر الشرطة الذين قاموا بالتمرد، واعلن القائد العام للقوات المسلحة، ويليامز كاليمان انه لن يواجه أبداً الأشخاص الذين تمردوا وسنضمن دائما السلام والتعايش.

الرئيس موراليس ندد بالانقلاب وقال عقب اجتماع طارئ مخاطبا مواطنيه: "أيها الأخوات والأخوة، إن ديموقراطيّتنا في خطر بسبب الانقلاب الجاري والذي قامت به مجموعات عنيفة ضد النظام الدستوري. إننا ندين أمام المجتمع الدولي هذا الهجوم على سيادة القانون"، الا انه اضطر بالاخير الى تقديم استقالته، لاسيما بعد ان تعرض لعملية اغتيال فاشلة في حادث الطائرة التي كانت تقله في رحلة من كولكيري الى أورورو، بسبب ما قيل عطل ميكانيكي طارئ أثناء الإقلاع.

يبدو ان السياسة الامريكية في اصطناع اضطرابات واعمال شغب، وخلق زعماء معارضة مزيفين، نجحت للاسف في بوليفيا، بعد ان فشلت في فنزويلا، بعد ان استخدمت امريكا "منظمة الدول الأمريكية" التي تعتبر ذراعها في امريكا الجنوبية، في الضغط على موراليس عندما شككت بنتائج الانتخابات، وعلى الفور دخلت امريكا على لسان وزير خارجيتها مايك بومبيو، الذي اشاد بخطوة "منظمة الدول الامريكية"، وقال إنه يتعين على جميع المسؤولين الحكوميين والمسؤولين في المؤسسات السياسية المتورطين في تلك الانتخابات التنحي عن العملية الانتخابية.

يرى المراقبون للمشهد البوليفي ان الموارد الطبيعية وبالأخص الغاز، تلعب دورا رئيسا في كل الذي جري، فموراليس شخصيا كان يعارض تمرير صفقات ليست في صالح الشعب البوليفي، كما قام بتأميم موارد بوليفيا الطبيعية، وبالأخص تلك المتعلقة بتأميم الغاز في 2006، ما أزعج اصحاب النفوذ في الداخل وامريكا.

اليوم تدخل بوليفيا في النفق الامريكي المظلم بعد ان اجبرت امريكا موراليس على التنحي، وهو الذي حقق عبر مشاريع اقتصادية وتنموية قفزة تنموية لبوليفيا بنسبة 6 في المائة ، وشهد عام 2013 تقدما بنسبة تصل إلى نحو 7 في المائة، وبقيت النسبة في المتوسط عند حدود 5 في المائة، فكان الاكثر اقترابا من الطبقات الفقيرة والسكان الأصليين، فشعبيته لم تأت فقط لأنه أول رئيس من الشعب الأصلي، بل بمواجهته بصرامة العنصرية التي كانت متفشية بحق هؤلاء الفقراء، على مستويات الفرص والعمل والدراسة والتأمين الصحي، ويخشى فقراء بوليفيا اليوم على مستقبل بلدهم وما تحقق لهم من عدالة اجتماعية في ظل موراليس ومحاولاته الخروج بالبلاد من مستنقع الفقر.
رقم : 826805
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم