0
الأربعاء 13 تشرين الثاني 2019 ساعة 15:54

رئاسيات 2019.. الجزائر تقترب من محطة مصيرية

رئاسيات 2019.. الجزائر تقترب من محطة مصيرية
تتواصل المظاهرات في الجزائر للمطالبة برحيل رموز نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، ومحاربة الفساد، ورفض الانتخابات الرئاسية في ظل النظام القائم، رغم ان الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح قد أعلن أن الانتخابات الرئاسية ستُجرى في 12 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

وأعلن المجلس الدستوري عن قائمة تضم خمسة مرشحين للانتخابات الرئاسية، بينهم وزيران ورئيسا حكومة في عهد بوتفليقة، وناشط سابق في حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، وهم: عبد المجيد تبّون وعزالدين الميهوبي وعلي بن فليس وعبد القادر قرينة وعبد العزيز بلعيد.

وفي الوقت الذي اعلنت فيه السلطات أن الحملة الانتخابية الرسمية للانتخابات الرئاسية ستبدأ في 17 من نوفمبر الحالي، كشف المرشحون الخمسة الذين قبلت ملفاتهم من طرف السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات عن برامجهم حال فوزهم في السباق الرئاسي.

عبد المجيد تبون..
رئاسيات 2019.. الجزائر تقترب من محطة مصيرية
وقال المرشح عبد المجيد تبّون رئيس الوزراء السابق، ان برنامجه الانتخابي الذي يتضمن 54 التزاما يهدف الى تأسيس "جمهورية جديدة". وكشف الوزير الأول السابق أن برنامجه يتماشى مع ما كان مطلوبا في الأسابيع الأولى للحراك الشعبي المطالب برحيل رموز النظام ومحاربة الفاسدين.

ويتقدم عبد المجيد تبون، الذي اشتهر بخلافه العميق مع كبار رجال الأعمال المقربين من دائرة الرئيس المستقيل عبد لعزيز بوتفليقة في 2017، لأول مرة للمنافسة على منصب رئيس الجمهورية.

علي بن فليس..
رئاسيات 2019.. الجزائر تقترب من محطة مصيرية
بدوره قال رئيس الحكومة الأسبق المرشح علي بن فليس، الذي نافس بوتفليقة في رئاسيات 2004 و2014 بعد ان كان مدير حملته الانتخابية عام 1999، إنه "رجل لم ينتظر 22 فبراير (شباط) ليثور في وجه النظام القائم ويتحداه ويقاومه منذ 2004 (لدى ترشحه للمرة الاولى)"، وذلك في ردّ على من يصفونه بأنه أحد رموز النظام القديم.

وأضاف بن فليس خلال مؤتمر لعرض برنامجه الانتخابي أنه "لا يكفي وضع هذه الثورة على الرأس والعين لأن العبرة في حمل مطالبها وتطلعاتها والكدّ على تجسيدها، وهذا ما يصبو إليه برنامجي الانتخابي وهذا ما أتعهد به إن منحني الشعب ثقته".

وعين بن فليس عام 2000 رئيسا للحكومة، قبل انتخابه أمينا عاما لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في سبتمبر/أيلول 2001. ولم تستمر علاقة الثقة بين بوتفليقة ومدير حملته الانتخابية سابقا طويلا، عندما أعلن بن فليس رغبته في الترشح لرئاسيات 2004، منافسا لبوتفليقة.

عبد القادر بن قرينة..
رئاسيات 2019.. الجزائر تقترب من محطة مصيرية
أما عبد القادر بن قرينة السياسي البارز والمرشح المحسوب على التيار الاسلامي توعد في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية بإجراء تعديل دستوري يقلص من صلاحيات رئيس الجمهورية، ويخلق التوازن بين السلطات، دون توغل للسلطة التنفيذية على السلطة التشريعية والقضائية، لتأسيس نظام شبه رئاسي، حسب تعبيره.

وقال بن قرينة إن الحراك لن يسمح بعودة نظام بوتفليقة وإنه سيتعامل مع احتياجات المستقبل في بناء منظومة أمينة من الاستبداد والفساد وسيعمل على استعادة الثروة المنهوبة، ونزع عوامل الاحتكار التي حرمت الجزائر من الكثير من المصالح بسبب الرؤية الأحادية، والتبعية القاتلة، على حد قوله.

وعلى الصعيد العربي والاقليمي تعهد عبد القادر بن قرينة بالعمل على عودة سوريا إلى الجامعة العربية في حال انتخابه رئيسًا للبلاد خلال الاقتراع المقرر الشهر المقبل.

قال بن قرينة، إن "الجزائر لم تقبل بقطع العلاقات العربية مع سوريا، والتي لعبت دورًا تاريخيًا في دعم الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي، كما تشكل ارتكازًا مستمرًا في محور الانعتاق من الهيمنة الغربية على المنطقة".

وتابع مرشح الرئاسة الجزائري: "هذه الملفات نتقاسمها مع الدولة السورية، والشعب السوري، ولذلك سنعمل جاهدين في حال أصبحت رئيسًا للجمهورية، ليس فقط لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية، بل لتضطلع سوريا بدور هام في مستقبل المنطقة، بعد استعادة أمنها واستقرارها ووحدة أراضيها، وسوف نكون بجانبها حتى تتجاوز أزمتها".

وسيكون بن قرينة، المرشح الإسلامي الوحيد للاستحقاقات المقبلة، كونه يترأس حركة البناء الوطني، التي أسسها عام 2013 قياديون منشقين عن حركة مجتمع السلم أكبر حزب إسلامي بالجزائر حاليا.

عز الدين ميهوبي..
رئاسيات 2019.. الجزائر تقترب من محطة مصيرية
من جهته قال مرشح الانتخابات الرئاسية عز الدين ميهوبي وزير الثقافة الجزائري السابق إنه سيستبعد مصطلح الإقصاء من المشهد الجزائري حال وصوله الى منصب الرئاسة.
وأوضح ميهوبي الأمين العام بالنيابة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي أنه "لا يمكن أن نتقدم خطوة واحدة دون إلغاء سياسة الإقصاء، سنتسبعد مصطلح الإقصاء تماما من المشهد، فكلنا جزائري إلا من أبى، ومن حق كل التيارات الفكرية أو السياسية أو الايديولوجية أن تساهم في بناء الدولة الجديدة التي يأملها الشعب، لكن اعتمادا على شروط أساسية وأكيدة ترتكز على الكفاءة والأمانة و النية الصادقة وتقديم مقترحات قويّة وسيادية، لا مجرد البحث عن التواجد السياسي الشكلي".

عبد العزيز بلعيد..
رئاسيات 2019.. الجزائر تقترب من محطة مصيرية
أما عبد العزيز بلعيد رئيس جبهة المستقبل، وبعد قبول ملف ترشحه أعرب عن أمله في أن تكون الرئاسيات المقبلة عرسا وطنيا تخرج الجزائر منه منتصرة، ودعا إلى حملة انتخابية تسودها الأخلاق النبيلة والكلمات الطيبة.

ويخوض عبد العزيز بلعيد، الوجه الشاب للسطلة، الاستحقاقات الرئاسية للمرة الثانية، بعد تجربة 2014، حيث حل في المركز الثالث، ويعد الوحيد بين المتسابقين الذي لم يشغل منصبا رسميا سابقا، لكنه كان نائبا في البرلمان عن حزب جبهة التحرير الوطني.

ويأتي اصرار السلطات الجزائرية على اقامة الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد 12 سبتمبر والسير فيها مع الاعلان النهائي عن اسماء المرشحين الخمسة وسط استمرار الاحتجاجات والمظاهرات الاسبوعية المطالبة برحيل رموز عهد بتوفليقة ومحاكتهم وإقامة مؤسسات انتقالية والقضاء على الفساد قبل اجراء اي انتخابات.
رئاسيات 2019.. الجزائر تقترب من محطة مصيرية
ويوكد المحتجون الذين يتظاهرون منذ نحو تسعة أشهر على عدم جدوى اقامة هذه الانتخابات تحت اشراف رموز النظام الموروث من عشرين سنة من حكم بوتفليقة، وترشيح بعضهم لهذه الانتخابات لانها ستودي الى اعادة انتاج نفس النظام مع تغييرات شكلية بسيطة، بحسب المتظاهرين.

وفي هذا السياق، تظاهر امس الثلاثاء نحو ألفي طالب في الجزائر العاصمة لتجديد رفضهم لإجراء الانتخابات الرئاسية وللمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين، بعد ساعات على صدور أحكام بالسجن ضد 22 منهم، حيث سار الطلاب، كما كل ثلاثاء منذ 38 أسبوعا، من ساحة الشهداء نحو ساحة البريد المركزي بمشاركة عدد كبير من المواطنين، وتحت مراقبة عناصر الشرطة التي انتشرت على طول المسار البالغ نحو 3 كيلومترات.

ويرى المراقبون بان اصرار السلطات على اقامة الانتخابات الرئاسية مع اقتراب بدء الحملات الدعائية من جهة ومواصلة الاحتجاجات الرافضة للانتخابات ومرشيحها من جهة اخرى تزداد من حدة التوتر في الجزائر وقد تدفعها نحو مزيد من التحدي وربما التصادم وسط دعوات المقاطعة، وتجعلها امام محطة مصيرية سترسم مستقبل البلاد.
رقم : 827191
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم