0
الجمعة 15 تشرين الثاني 2019 ساعة 18:20

احتجاجت لبنان 15-11-2019

احتجاجت لبنان 15-11-2019
عمّت شوارع لبنان بالناس الذين عبّروا عن رفضهم للواقع الاقتصاد​ي المرير ولسياسة​ ضرييية هوجاء ما انكفّت عن مدّ اليد الى جيب المواطن لسداد بعض ​العجزفي ​الموازنة العامة و في البداية توحّد المحتجون بمختلف طوائفهم تحت راية ​العلم اللبناني​ دون غيره رافضين اي مظاهر حزبية.

تعالت صيحات الهتافات والشتائم بوجه الطبقة الحاكمة ورموزها وتعددت الشعارات التي ترجمت بمجملها حالة الغضب التي يعيشها الشعب اللبناني بسبب المنهجية الهشّة المتبعة على مدى ثلاثين سنة في ادارة الدولة.

طالب الناس بمختلف أعمارهم ب​الدولة المدنية​، تغيير الوجوه السياسية، إسقاط ​الحكومة​، ​انتخابات​ نيابية مبكرة، ضمان شيخوخة، ضمان صحي وتأمين فرص عمل، ​مكافحة الفساد​، استرداد الأموال المنهوبة وغيرها من المطالب المعيشية التي اجمع السياسيون انها بالأساس مطالبهم وهي محقة.

بعد أربعة عشر يوماً، استقال رئيس الحكومة ​سعد الحريري​. كان قبل هذا الإجراء قد طلب مهلة ٧٢ ساعة لتقديم ورقة اصلاحية. فعلاً قدّم سلة اصلاحات تبنتها الأحزاب الحاكمة كلها، و​رئيس الجمهورية​ عوّل عليها، ولكن نسبة كبيرة من الشعب اللبناني لم تقتنع بها. ازداد ضغط الشارع عبر إقفال الطرقات الأساسية وإقفال ​المدارس​ و​المصارف​. استقالت الحكومة.

يطالب الكثيرون بحكومة تكنوقراط ومنهم حزب ​القوات اللبنانية​ برئاسة "سمير جعجع "الذي كان اول من أعلن استقالة وزرائه من الحكومة. تحفظت احزاب اخرى على هذا المطلب وما زالت.

وبعد مرور شهر تقريبا لا حكومة مؤلّفة ولا استشارات نيابيّة لتكليف رئيس حكومة و هناك اتصالات سياسية بين اركان الحكم و لكن الخلاف حول شكل الحكومة سبب التاخير في هذا المجال.

ومع استمرار الاحتجاجات يزداد قناعة المحللين السياسيين أن هذه الاحتجاجات مسيرة لضرب المقاومة و حزب الله وحصارها عبر اخراجها من الحكومة واصرار المحتجيين على عدم مشاركة السياسيين في الحكومة المقبلة يدل بوضوع على ذلك.

وفي هذا السياق ردّد أمين عام حزب الله ​السيد حسن نصرالله​ في خطاباته كلها ان الاحتجاجات محقة وفيها طيبون ابرياء وهنالك من "سيركب الموجة" للتصويب على ​المقاومة​، ورفع إصبعه عاليا بان "العهد" لن يسقطه احد. حتى ​الساعة​ ايضا، لم يفهم البعض هذا التوصيف لا في القرى والمدن والبلدات ولا في عالم التواصل الاجتماعي إذ يذهبون بعيدا نحو التخوين والاستهزاء والتحريف.

وأكد بعض مواقع الاخبارية في بيروت اليوم الجمعه، فشل المندسّون في تحوير مسار الاحتجاجات باتجاه المقاومة وسلاحها رغم ان حزب الله و​حركة أمل​ اختارا النأي بقواعدهم عن ساحات الاحتجاجية. والسبب، جمهور كبير ممن في الشوارع هم من مناصري المقاومة، والنواة الفعليّة للمطالب مبنية على ​الحياة​ المعيشية.

فاضاف المراقبون وبأن هناك بعض الانتقادات على سلوك الجيش لكن وحده ​الجيش اللبناني​ نجح على تخطي اكبر تحدٍ سقطت فيه اكبر جيوش المنطقة. ولم يرفع الجيش اللبناني ​البندقية​ على شعبه وحافظ على حق الاعتصام والتظاهر والعصيان المدني.

وقف الجيش حاميا للأملاك العامة والخاصّة قدر المستطاع ولم يستعمل ​العنف​.

ندرك جيدا انّ الجهات الدوليّة والمحليّة التي ارادت ركوب الموجة كانت تنتظر خطأ من الجيش لتبدأ إما حربا أهليّة او فوضى ودمارا قد يستدعي طلب الدعم الدولي.

إذاً في المفهوم العسكري، اسقط الجيش اللبناني محاولات زجّه بقتال دموي مع شعبه وفي المفهوم القانوني، اسقط الجيش اللبناني محاولات زجه بجنايات يعاقب عليها القانون الجنائي الدولي والقانون الدولي الإنساني. وفي المفهوم الاستراتيجي، اسقط الجيش اللبناني محاولة ضرب صمود ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة وفي المفهوم السياسي، اسقط الجيش اللبناني محاولة زجّه في انقلابات سياسية قد تتحوّل الى طائفية ودموية.
 
رقم : 827586
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم