0
الاثنين 18 تشرين الثاني 2019 ساعة 10:12

الانقلاب الإعلامي الفاشل ضد الجمهورية الإسلامية الايرانية

الانقلاب الإعلامي الفاشل ضد الجمهورية الإسلامية الايرانية
بغض النظر عما إذا كان بالامکان اتخاذ هذا القرار واعلانه وتنفيذه على نحو أمثل ، الحقيقة هي انه على افتراض، النظر في جميع الجوانب التي ينطوي عليها اعلان وتنفيذ هذا القرار وافتراض اقل ردود الفعل والاحتجاج على هذا القرار، من الممكن ان نتخيل ان حجم العمليات النفسية للعدو في هذا الموضوع كان لا يزال بحجم الهجوم الذي شنته هذه الوسائل ضد الجمهورية الإسلامية خلال اليومين الماضيين بخصوص هذه الاحتجاجات.

رغم أننا كنا نتوقع من وسائل إعلام العدو محاولات لتهييج الفوضى وتضخيم الاحتجاجات الشعبية البسيطة وتقديمها بعنوان التمرد الاجتماعي، -والتي فشلت كلها بالطبع- لكن استمرار هذه المحاولات التي تهدف إلى تعميق الفجوة بين الشعب والحكومة قد شكلت جزءا جديدا من السيناريو الاعلامي للعدو والذي يجب ان نكون حذرين حياله لان هذه المحاولات الإعلامية للعدو يهدف إلى إعلان القرار الأخير باعتباره "انقلابًا اقتصاديًا ضد الناس".

وبعد أن أصبح واضحا أن القرار اتخذ في شكل "قرار وطني" يهدف إلى مساعدة الطبقة الوسطى فكما أكد رئيسا السلطة التشريعية والقضائية صراحة، إن الواجبات التنظيمية لهذين السلطتين هي التأكد من أن الأموال التي يتم جمعها من خلال الارتفاع في أسعار البنزين ستقدم مباشرة للأشخاص المحتاجين. في الوقت نفسه ، يجب توخي الحذر والسيطرة على هوامش الامر وتأثيرات القرار على اسعار السلع الاخرى.

ومن البديهي انه في ظل مثل هذه الظروف ستوفر من جهة مجالًا كافيًا لاتخاذ القرارات المماثلة في المستقبل، ومن ناحية أخرى، ستقل الخسائر المحتملة لمثل هذه القرارات. كما وستتوجه مشاعر الحماس المحتملة في المستقبل في الحالات المماثلة، نحو منطق التكلفة-الفائدة.

ومع توقف الاحتجاجات، تتيح الآن فرصة جيدة للجميع ليتأملوا في أجندتهم السلوكية خلال هذه الأيام ومراجعة وعلاج نقاط الضعف التي استغلها العدو.

ودعونا لا ننسى أنه في الاحداث الأخيرة ، لم يكن الهجوم موجها للحكومة والبرلمان والشعب بمفرده، ولكن النظام الإيراني بأكمله كان مستهدفًا في هذا الهجوم الفاشل.

ومع تلاشي الاحتجاجات ، يبدو أن التركيز على قضايا مثل عزل المسؤولين من جهة ومحاولة التهرب من المسؤوليات من جهة أخرى وأخيرا إلقاء اللوم على الآخرين ليس له أي نتيجة سوى فتح ملف مغلق عمليا واصطیاد العدو في الماء العکر.
رقم : 827873
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم