0
الخميس 28 تشرين الثاني 2019 ساعة 20:53

ما هو جدوى التدخل الفرنسي في الساحل الافريقي؟

ما هو جدوى التدخل الفرنسي في الساحل الافريقي؟
اعلنت فرنسا مساء الاثنين الماضي مصرع 13 من جنودها ضمن قوة "برخان" المنتشرة في الساخل الغربي للقارة الافريقية في حادث تحطم مروحيتين عسكريتين في جنوب مالي، وقالت إنهم "كانوا يشاركون في عملية عسكرية ضد متطرفين".

الرئاسة الفرنسية اوضحت في بيان أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أحيا "بأقصى درجات الاحترام ذكرى هؤلاء الجنود من القوات البرية وهم ستة ضباط وستة مساعدين وكابورال سقطوا خلال عملية قتالية، وقال إنهم لقوا مصرعهم من أجل فرنسا".

وفي هذا السياق، قالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي، في مؤتمر صحفي، إن "فرنسا تحارب إلى جانب شركائها في مالي والنيجر وبوركينا فاسو، من أجل السلام والاستقرار في هذه البلدان"، وشددت على "ضرورة توحيد القوى مما يجعلنا نواصل القتال".

وبمقتل هؤلاء الجنود يصل عدد قتلى الجيش الفرنسي، منذ انخراط باريس سنة 2014 في عملية "برخان" العسكرية التي تجري في منطقة الساحل الافريقي إلى 38 قتيلاً، كما تعتبر خسارة اصطدام المروحيتين، الكبرى منذ 38 عاما، في تاريخ فرنسا.

ورغم الإجماع السياسي على احترام فترة الحداد على قتلى الحادث، تميزت حركة "فرنسا غير الخاضعة"، بمطالبة الحكومة، في بيان لها، بـ"فتح نقاش جدي وعقلاني من أجل البحث عن منافذ الخروج من الحرب"، خاصة أن "معنى الحرب يُفلتُ، من الآن فصاعدا، من فهم العديد من مواطنينا ومن الماليين أنفسهم".

ما هو جدوى التدخل الفرنسي في الساحل الافريقي؟
كما أن الصحف الفرنسية على غرار "لوموند" و"ليبراسيون" وحتى "لوفيغارو"، الأكثر تحمساً للعمليات العسكرية الفرنسية في الخارج، بدأت في الآونة الأخيرة تتساءل عن جدوى البقاء في "المستنقع" المالي.

وكان آخر مقال في "لوفيغارو"، بتاريخ 19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، بعنوان "المأزق السياسي يرخي بثقله على عملية "برخان" العسكرية.

وعلى ضوء هذه التطورات، أعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، اليوم الخميس، أنه مستعد لمراجعة "كافة الخيارات الاستراتيجية" لفرنسا في منطقة الساحل وطلبت من الحلفاء "مشاركة أكبر للتصدي للإرهاب"، في المنطقة بعد استقبال الامين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ.

وقال ماكرون في مؤتمر صحفي مشترك مع ستولتنبرغ، بعد استقباله له في قصر الأليزيه في العاصمة الفرنسية باريس، إن "فرنسا تقوم بعمليات باسم الجميع. مهمتنا هناك في غاية الأهمية. لكن الإطار الذي نعيشه في منطقة الساحل يدفعنا اليوم إلى النظر في كافة الخيارات الاستراتيجية".

وقبل اسبوع من قمة الأطلسي في لندن تساءل الرئيس الفرنسي، "في الأسابيع المقبلة سيطلب من حكومتنا وجيوشنا عملا معمقا لدرس سبل تدخلاتنا. جميع الخيارات مفتوحة".

وقال الإليزيه إن هذه الدعوة موجهة أولا إلى الأوروبيين.
ما هو جدوى التدخل الفرنسي في الساحل الافريقي؟
وكانت فرنسا أعربت الاسبوع الماضي عن أسفها لتأخر السعودية في تقديم المساعدة المالية التي كانت قد وعدت بها لتسليح جيوش قوة دول الساحل الخمس.

وقالت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي خلال جلسة استماع في الجمعيّة الوطنية الخميس الماضي، إن "السعودية لم تف حتى الآن بالوعد الذي قطعته بتقديم الدعم ولا يَسَعني سوى إبداء الأسف لعدم إيفائها بالالتزامات التي تعهّدت بها"، وشدّدت على أن "قلة المعدات لدى هذه الجيوش مشكلة حقيقية".

والقوة المشتركة لمجموعة دول الساحل الخمس مؤلفة من جنود آتين من خمسة بلدان تمتد على الساحل (المستعمرات الفرنسية السابقة) وهي مالي وتشاد وبوركينا فاسو والنيجر وموريتانيا، كما تشارك فرنسا في المجموعة بقوة عسكرية قوامها 3000 جنود.

وكانت فكرة هذه القوة التي أطلقت بدفع من فرنسا تتمثّل في تعزيز الجيوش في المنطقة، وأن تحل بعد فترة محل الجيش الفرنسي الذي يقود في منطقة الساحل عمليّة برخان (4500 عسكري) ضد الجماعات المسلحة منذ 2014.

وكانت السعودية قد تعهدت في ديسمبر 2017 بتقديم دعم مالي بقيمة 100 مليون دولار لتعزيز جهود التصدي للجماعات المسلحة، وذلك في ختام قمة استضافتها فرنسا بهدف التعبئة الدولية حول دول الساحل الخمس.

وتدخلت فرنسا عسكريا في مالي يناير/كانون الثاني 2013، مع تزايد المخاوف من سيطرة مسلحين على العاصمة باماكو بعد وقوع انقلاب عسكري.
رقم : 829599
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم