تنامي القدرات الصاروخية الإيرانية في عرض البحر

على أي حال، إنك تحتاج إلى نوع من الطرق والانظمة لكي تساعدك على تحديد موقع العدو واستهدافه بالنار قبل أن يطلق هو النار عليك ولكن هذا الامر في البحر صعب للغاية وذلك بسبب الظروف الجغرافية والتضاريس الكروية التي تتمتع بها البحار ولهذا فمن الصعب على أنظمة الرادار والبصريات تحديد أهداف العدو ومراقبتها ولكن بعض السفن والقوارب البحرية الأكبر حجماً تتمتع بميزة وجود منصة رادار أطول من نظيراتها، تمكنها من تحديد موقع العدو واطلاق النار عليه ولهذا فإن معظم دول العالم تبذل الكثير من الجهود لتزويد سفنها الحربية بمثل هذه الانظمة المتطورة.



ولكن ما الذي يمكن عمله لحل هذه المشكلة؟

لقد استمرت مناقشة عملية استهداف نقطة ما من قبل وحدة ثانوية ونقل المعلومات إلى الناقل الرئيس لنظام الأسلحة خلال سنوات الحرب الباردة، وخاصة في عملية توجيه صواريخ كروز طويلة المدى. كان اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية من بين الدول الرائدة التي حصلت على مجموعة واسعة من صواريخ كروز طويلة المدى المضادة للسفن والتي تم تطويرها في نطاقات مختلفة ولتحديث معلومات الحالة المستهدفة، نشر السوفييت شبكة واسعة من طائرات الدوريات البحرية واستخدموا العديد من الأقمار الصناعية. ولا يمكن القول إنه لا توجد دولة في العالم، تريد أن تحافظ على السيطرة على مجالها الجوي، إلا ولديها شكل من أشكال أنظمة الدفاع الجوي طويل المدى، يختلف هذا النظام من دولة إلى أخرى ويتراوح ذلك الاختلاف من كون هذا النظام مجرد رادار مراقبة أو قد يكون أحد النظم المعقدة والمتقدمة، كل حسب التهديدات المحيطة به.

وتلك النظم "الرادار التقليدية الأساسية والرادارات الثانوية ونظم الموجات السطحية"، يمكن أن تلعب دوراً مهماً في الدفاع الجوي، ولكن نظرا لمداها المحدود الذي ينحصر في الأفق المرئي فإنها تستخدم فقط في المساندة قصيرة المدى ضد الصواريخ والطائرات التي تطير على ارتفاعات منخفضة. ولكن رادارات ما وراء الأفق " OTH" تحقق إمكانية كشف الأهداف الجوية ذات الارتفاعات المنخفضة جداً من مستوى سطح البحر وعلى مسافات بعيدة جداً، كما أن لها قدرة عالية على اكتشاف الأهداف الجوية ذات الطلاءات الماصة للشعاع الراداري.



الطائرات من دون طيار MQ-3B

تتضمن الخطط الحالية التي تقوم بها البحرية الأمريكية لتوجيه نيران قواتها البحرية، استخدام طائرات "إف 35" السرية التي تتسلل إلى منطقة العدو للحصول على المعلومات اللازمة وتزويد الوحدات التشغيلية بالمعلومات المختلفة ولكن هذا الامر له مخاطرة الخاصة. ولكن لا تزال العديد من القوات المسلحة في العالم تستخدم الطائرات من دون طيار الحديثة لاستهداف الأهداف البحرية. وبالطبع، يمكن أن يكون هذا الهدف في شكل رادار، ما يتطلب وجود الوحدة اللازمة في المنطقة والقدرة على إرسال معلومات مباشرة إلى الوحدة الرئيسة لكي يتم التعامل مع هذا الهدف في أسرع وقت ممكن.

إزاحة الستار عن عدد من الإنجازات الإيرانية  

ازاح سلاح البحرية التابع للجيش الايراني قبل عدة ايام الستار عن طائرة مسيرة "بليكان" ومنظومة تركيبية من الصواريخ والطوربيدات "سورن" ومنظومة رصد بحرية "جاسك -2". وطائرة "بليكان" المسيرة لديها قابليات القيام بمهمات دورية والتحليق في مديات واسعة وتستخدم خمسة محركات اربعة منها عمودية وواحد للدفع الافقي وتستطيع التحليق بشكل عمودي من فوق السفن الحربية وتستطيع هذه الطائرة المسيرة الهبوط على سطح الماء في الظروف الطارئة. وتعد هذه المنظومة بمثابة مزيج من الصواريخ والطوربيدات وأنظمة الاتصالات وادارة النيران والتي تتفاعل مع بعضها البعض لمهاجمة الأهداف المعادية تحت سطح الماء وتستطيع توجيه ضربات مؤلمة للعدو وطرده وزيادة الضغط النفسي عليه، وسلب الأمان منه في مناطقه البحرية المفضلة والتي تعد من بين القدرات التي ستمتلكها القوة البحرية بفضل هذه المنظومة.

طائرة "بليكان" المسيرة

كشفت مؤسسة الابحاث والجهاد الكفائي التابعة لقوات البحرية الايرانية قبل عدة أيام عن طائرة "بليكان" العمودية المخصصة للمهام البحرية المسيرة لديها قابليات القيام بمهمات دورية والتحليق في مديات واسعة والتي تستطيع الاقلاع والهبوط على المنصات العائمة والاستكشاف والتعرف على المحيط ومراقبة القطع البحرية العائمة للعدو وخاصة المشكوك في امرها وتقديم صور عن الانتشار التكتيكي لقطع العدو في ساحات المواجهة ، وتستخدم خمسة محركات اربعة منها عمودية وواحد للدفع الافقي وتستطيع التحليق بشكل عمودي من فوق السفن الحربية. وحول هذا السياق، قال قائد بحرية الجيش الايراني اللواء "حسين خانزادي" :"تعد طائرة بليكان المسيرة من اهم الانجازات التي عرضت اليوم والتي تنفرد بميزات خاصة وهذه الانجازات تضفي ميزات جديدة وذكية على البحرية الايرانية وتجعلها تطال مسافات ابعد وامكانات اكبر في تدبير الاهداف المنشودة البعيدة ".



وهنا تجدر الاشارة إلى أن وحدة الصناعات الحربية التابعة لقوات الجيش الايرانية تمكنت خلال السنوات الأخيرة من صناعة وتطوير الكثير من الطائرات الصغيرة بدون طيار ذات سرعات عالية للغاية، يمكنها اختراق شبكات الرادار للعدو، أو التقاط بعض الصور اللازمة، أو حتى شن هجمات صاروخية على بعض الاهداف. وبالنسبة لطائرة "بليكان" المسيرة التي تم ازاحة الستار عنها مؤخرا، فلقد أعلن العديد من الخبراء العسكريين الايرانيين بأن هذه الطائرة يمكنها التحليق لمسافات طويلة والهبوط على الماء واطلاق الكثير من القذائف واصابة اهدافها بدقة عالية.