QR CodeQR Code

الامارات وخطوات تطبيعية جديدة مع العدو الصهيوني

اسلام تایمز , 14 كانون الثاني 2020 19:41

خاص (اسلام تايمز )- تتصدر الإمارات العربية المتحدة قائمة الدول المطبعة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، في قطار يسير متسارعاً نحو علاقات أشد وأمتن، وتتوسع يوماً بعد يوم، بإطار سعي أبوظبي لتنفيذ مشاريعها المتهمة بالتخريب في المنطقة، والتي تتوافق مع تل أبيب.


ورغم أن الشعوب العربية والمسلمة حول العالم ترى في "إسرائيل" كياناً محتلاً لفلسطين ولأراضٍ عربية أخرى، وترفض أي اعتراف أو علاقة تطبيعية معها، فإن ذلك لم يمنع النظام الإماراتي من إظهار العلاقات بطابع رسمي وعبر قنوات أخرى غير رسمية.

وإن كان النظام الإماراتي لم يطبع مع "تل أبيب" بشكل مباشر ومفاجئ، حيث إن الخطوات والأنباء اليومية عن الزيارات الرسمية والوفود السياسية والعلاقات التجارية والرياضية تشير إلى تدرج يختتم بعلاقات مفتوحة أسوة بالنظام المصري وغيره، وهو ما لم تحلم به "إسرائيل"، وتسعى له باستمرار.

وفي حادثة جديدة للتطبيع بين الطرفين احتفى كيان الاحتلال بسيارة إماراتية تحمل لوحة "أبوظبي" جابت شوارع الأراضي المحتلة، يوم السبت (11 يناير 2019).

ونشر حساب "إسرائيل بالعربية" التابع لخارجية الاحتلال: إن "سيارة تحمل لوحة ترخيص إماراتية تجوب شوارع إسرائيل"، وأرفق المنشور بصور للسيارة.

ولفت إلى أن المستوطنين "تفاجؤوا هذا الأسبوع بتحرك سيارة تحمل لوحة ترخيص تابعة لإمارة أبوظبي في الطرق الإسرائيلية".

وفي سياق متصل كان وزير الخارجية والمخابرات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أجّل يوم الأحد (12 يناير 2020)، زيارته المقررة إلى دبي خلال الشهر الحالي للمشاركة في "إكسبو 2020".

وذكرت مصادر إن تأجيل كاتس له علاقة بالتوتر بين الولايات المتحدة وإيران، بعد الجريمة الأمريكية في 3 يناير الجاري في العراق، التي أدت إلى استشهاد قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني، ولم يحدد موعد آخر لكاتس من أجل زيارة الإمارات

من جهتها كشفت "القناة الـ12" من التلفزيون الإسرائيلي أن كاتس سيعرض بنود اتفاق منع الحرب مع دول مجلس التعاون، والتعاون المشترك الذي تسعى إليه واشنطن وتل أبيب.

كما شاركت "إسرائيل"، يوم السبت (11 يناير 2020)، في أعمال الجمعية العامة للوكالة العاشرة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، في تطور جديد من التطبيع الإماراتي الإسرائيلي.

وشارك في أعمال المؤتمر أكثر من 1500 شخصية رفيعة المستوى من رؤساء الحكومات وقادة المنظمات الدولية والإقليمية والمؤسسات المالية وشركات القطاع الخاص، بالإضافة للوفد الإسرائيلي.

وتسير السلطات الإماراتية نحو الاعتراف بالكيان الاسرائيلي كـ"دولة"، في تناسٍ تام لآلام الشعب الفلسطيني في خسارة أرضه التي تضم "المسجد الأقصى" أحد أبرز مقدسات المسلمين، بالإضافة لارتقاء آلاف الشهداء وإصابات الجرحى، واستمرار أسر أفراد الشعب عبر الزج بهم في سجون الاحتلال، ومناهضة حق الفلسطينيين في استعادة أراضيهم عبر إعانة الاحتلال.

وكان عام 2019 المنصرم حافلاً بمسيرة التطبيع والتعاون بين أبوظبي وتل أبيب بشكل كبير ولافت، حيث تنوع بين زيارات لمسؤولين سياسيين واقتصاديين وتبادل التبريكات والتهاني، وبناء معبد يهودي لأول مرة في جزيرة العرب، ومواصلة التطبيع الرياضي بشكل بارز.

فقد أعلن كيان الاحتلال مشاركته في معرض "إكسبو دبي 2020"، في 10 ديسمبر 2019، مشيرة إلى أن المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، يوفال روتيم، زار دبي في إطار الاستعدادات لمعرض "إكسبو 2020"، ووقَّع على اتفاق المشاركة.

وفي 15 ديسمبر 2019، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن وفداً من كبار المسؤولين في وزارة العدل الإسرائيلية توجهوا إلى الإمارات العربية المتحدة؛ للمشاركة في مؤتمر دولي حول مكافحة الفساد ينظَّم بأبوظبي.

وأردفت الصحيفة العبرية: إن "دينا زيلبر، نائبة المدعي العام، تترأس الوفد الإسرائيلي الذي يضم مسؤولين كباراً من القسمين الجنائي والدولي في النيابة العامة الإسرائيلية".

وفي يوليو 2019، زار وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس أبوظبي، وشارك في مؤتمر الأمم المتحدة لشؤون البيئة، والتقى مسؤولاً إماراتياً كبيراً، وطرح مبادرة للسلام الإقليمي، وتجول في جامع زايد الكبير بالعاصمة الإماراتية.

التطبيع طال التبريكات المتبادلة، حيث نشرت حسابات سفارات دولة الإمارات في عدة دول تهاني لليهود بمناسبة احتفالهم بما يسمى "عيد الحانوكا" (الأنوار)، في ديسمبر 2019.

وتمنَّت السفارات في تغريدات نشرتها على حساباتها بمنصة تويتر "السعادة لليهود"، مضيفةً: "أطيب تمنياتنا لأصدقائنا في الديانة اليهودية بمناسبة اليوم الأول من عيد الأنوار"، وهو ما أنعش كيان الاحتلال، التي وصفت تلك الرسائل بـ"الدافئة".

وسبق تلك المنشورات تبادل رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، تغريدات تروّج لتطبيع العلاقات بين "إسرائيل" ودول عربية وإسلامية، على منصة "تويتر".

وأعاد نتنياهو نشر تغريدة لوزير الخارجية الإماراتي على حسابه بـ"تويتر"، معرباً عن سعادته بما "يتم من تنسيق بين إسرائيل وبعض الدول العربية".

واعتبر جاكي حوجي، محلل الشؤون العربية في إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي نشرته صحيفة "معاريف" العبرية تحت عنوان "العلاقات الدافئة بين إسرائيل وأبوظبي".

ولفت حوجي إلى أنه "لم يكن من الصعب هذا الأسبوع تفويت تبادل الابتسامات بين إسرائيل والإمارات. هذه المرة وللتغيير لم نكن نحن من بدأ".

وما يدلل على سير الإمارات نحو الاعتراف القريب هو ما دعا له وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، في مارس 2019، إلى تسريع وتيرة التطبيع بين الدول العربية و"إسرائيل"، معتبراً أن ذلك من شأنه أن يساعد على التوصل إلى حل للصراع العربي-الإسرائيلي.

وفي تصريحات نشرتها صحيفة "ذا ناشينال"، التي تصدر بأبوظبي، اعتبر قرقاش أن قرار كثير من الدول العربية عدم التحاور مع "إسرائيل" عقّد مساعي التوصل إلى حل على مدى عقود، حسب تعبيره.

وفي ظل ذلك أصبحت تل أبيب تفخر بارتفاع علمها في النشاطات والفعاليات الرياضية التي تقام في الأراضي الإماراتية، مثل مشاركة وفد "إسرائيل" في الأولمبياد، في مارس 2019، وكذلك مشاركة نشاطات أخرى.

كما أظهرت دولة الإمارات تقدماً غير مسبوق في دعم الديانة اليهودية ضمن خططها للتطبيع مع "إسرائيل"؛ من خلال إعلان موعد إنشاء أول معبد يهودي رسمي في البلاد والأكبر بالمنطقة، الذي سيكتمل في ثلاث سنوات ويُفتتح عام 2022.

وأكدت وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، في 22 سبتمبر، أن المعبد اليهودي سيقع ضمن نطاق مجمع للأديان يطلق عليه "بيت العائلة الإبراهيمية"، في أبوظبي.

ولم تقتصر هذه التحركات على المستوى الرسمي بل طالت وسائل الإعلام المقربة من أبوظبي، التي تدعم خطها لمحاولة إقناع الرأي العام العربي بجدوى ما تقوم به.


رقم: 838471

رابط العنوان :
https://www.islamtimes.org/ar/news/838471/الامارات-وخطوات-تطبيعية-جديدة-مع-العدو-الصهيوني

اسلام تايمز
  https://www.islamtimes.org