0
السبت 15 شباط 2020 ساعة 10:04

​​​​​​​الفجر العظيم.. إعصار فلسطيني في وجه عاصفة ترامب

​​​​​​​الفجر العظيم.. إعصار فلسطيني في وجه عاصفة ترامب
وقد شكلت حملة الفجر العظيم صفعة على وجه جماعات الهيكل الصهيونية التي ظنت أنها استطاعت أن تعزل المسجد الأقصى عن الفلسطينيين من خلال سلسلة إجراءات ساهمت فيها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة.

فمنذ عام 2000 كانت خطة عزل الأقصى عن المصلين المسلمين إحدى المكونات الأساسية لمخطط واسع لتقسيمه بدءًا من عزل أبناء قطاع غزة، ومنعهم من الوصول للمسجد عام 2000، ثم عزل أبناء الضفة الغربية مع بناء جدار الفصل العنصري وتوسيع الحواجز عام 2003، أما أبناء الداخل المحتل فعُزلوا من خلال الإجراءات الاسرائيلية التي تتخذ بحق مؤسسات الرباط والحركة الإسلامية كتجريم عملها وحظر أنشطتها ومضايقتها منذ نهاية عام 2015 وحتى الآن.

ولكن كافة محاولات جماعات الهيكل لإقصاء الفلسطينيين عن مقدساتهم قد باءت بالفشل فتقسيم الأقصى يستحيل بحضور إسلامي بشري كثيف ومن هنا انطلقت الهبات الفلسطينية السابقة بدءًا من هبة القدس عام 2015، ثم هبة باب الأسباط 2017، وهبّة باب الرحمة 2019، والآن تطلق رصاصات حملة الفجر العظيم مع مطلع عام 2020 لتثبت أن الفلسطينيين بالمرصاد لجماعات الهيكل.

ولأن حملة الفجر العظيم جاءت في وقت تقل فيه الأعياد الدينية اليهودية التي كان يعتبرها المستوطنون مبررا لاقتحام الأقصى حاولوا اختلاق مناسبات أخرى لحشد المستوطنين لإفشال حملة الفجر العظيم فبدأوا يروجون أن عيد الشجرة مناسبة دينية ولهذا دعوا لاقتحام الاقصى خلال ذلك العيد وشارك في الاقتحام ٤٧ مستوطن وهو عدد قليل بالنسبة لهم ولهذا يبحثون في زيادة الحشد لتنفيذ اقتحامات للأقصى في الفترة القادمة للتنغيص على المصلين وللحد من تمدد حملة الفجر العظيم.

فحملة الفجر العظيم رغم حداثتها بدأت تجني ثمارها فقد شارك فيها الالاف في الجمعات الأولى رغم أن درجة حرارة الجو كانت تحت الصفر وهذا يعني أنه مع تحسن المناخ واقتراب الربيع ومع قرب شهر رمضان سنكون على موعد مع زيادة كبيرة في أعداد المشاركين في هذه الحملة التي ولدت بذرة ويبدو ان الفلسطينيين رووها بإرادتهم لتثمر وتزهر وهي ما تزال في أسابيعها الأولى.

الفلسطينيون تعاموا مع هذه الحملة كجزء من مواجهة صفقة ترامب فقد جاءت في وقت حساس سيساهم في نجاحها لأن المشاعر الفلسطينية كلها ملتهبة بعد عزم الصفقة على سرقة أرضهم وقدسهم ومسرى نبيهم ولأن الفلسطينيين يدركون أن افشال الصفقة لن يتأتى إلا بالصمود على هذه الأرض والالتحام بالمسجد الأقصى بشكل جماعي ازداد اهتمامهم بحملة الفجر العظيم ولهذا حظيت الحملة بدعم كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتحاول أن تحشد أكبر عدد ممكن داخل باحات المسجد الأقصى في صلاة الفجر من كل جمعة، لاسيما بعد أن أثبتت الحملة نجاحها في الأسابيع الأولى.

كما بدأ القائمون عليها يفكرون في تعميم الحملة على الدول العربية والاسلامية كنوع من التضامن مع القدس ونصرة للأقصى، وهنا سيظهر حجم التضامن الحقيقي مع الأقصى وستكون هذه الحملة بمثابة استنهاض للأمة العربية والإسلامية لتأخذ دورها وتؤدي واجبها تجاه القدس بعيدا عن حكوماتها.

الفجر العظيم مازالت في مهدها ومع ذلك هزت جماعات الهيكل وأثارت غضبهم وبالتالي سيحرص المستوطنون على اجهاضها بكل الطرق مدعومين بجيش الاحتلال الاسرائيلي الذي لم يتوقف عن اعتدائه على المصلين، ومن المتوقع أن يزداد القمع للمصلين وأن تقطع الطرق عليهم وتزداد الحواجز والاعتقالات في صفوفهم، ولكن الصمود هو دائما الرهان الكاسب في معركة النضال الفلسطيني.
رقم : 844673
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم