0
السبت 30 أيار 2020 ساعة 08:44

ترامب يُجهز علی الديمقراطية في أمريکا

ترامب يُجهز علی الديمقراطية في أمريکا
ترامب في هذه القضية بالذات ودون إعارة اهتمام بالجذور الرئيسة للاحتجاجات، أي سلوك إدارته العنصري مع الأقليات وخاصة الملونين إنما يسعی لحرف الحادث واختزاله في نوع من الأعمال المنتهكة للعرف والمخالفة للقانون وأخيرا الرامية إلی النهب وتدمير الممتلکات العامة، ولهذا فإنه يعتبر أمره بإطلاق النار علی المحتجين لونا من إعمال التصفية بحق الناهبين. إنه من خلال تبني هذا النهج إنما يحاول تصوير سلوکه المضاد للإنسانية سلوکا يطابق الديمقراطية.

ورغم أن ترامب كان ومازال مستاء ومتذمرا من وسائل الإعلام، وأعلن عن هذا التذمر مرات عديدة في وسائل الإعلام، لکن إلقاء القبض علی فريق "سي. إن. ان" الإعلامي أثناء قيامه بالبث المباشر للتظاهرات، وأعمال العنف من قبل الشرطة ضد الشعب أثبت أن وسائل الإعلام من وجهة نظر ترامب جزء من الديمقراطية مادامت تخدم الحکومة. في الواقع مؤسسات الإعلام هو جزء يقوم بتزيين وتجميل الديمقراطية الأمريكية في إدارة ترامب.

ولربما يواجه الشعب الأمريكي والعالم هذه الأيام هذا السؤال الجاد : ترامب، الذي ظل دائمًا وفي أوقات الاضطراب يقدم نفسه وحكومته مؤيدين للاحتجاجات في دول أخرى ، لماذا بعدما أتی دور بلاده اليوم صار يقاتل مع الجيش الأمريكي ضد الشعب المحتج ويصدر أمرا بإطلاق النار عليهم؟!

من المستبعد أن يعطي ترامب أذنا صاغية لتوصية الأمم المتحدة بإنهاء جرائم قتل السود في هذا البلد، لکن ليس بمستبعد أن يشکل مثل هذا السلوك العنيف تهديدا لسباقه الانتخابي خلال الأشهر القادمة. ترامب هذه المرة لم يطلق النار رسميا علی الديمقراطية فحسب وإنما أصدرا أمرا بالإجهاز عليه.
رقم : 865554
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم