0
الثلاثاء 7 تموز 2020 ساعة 20:47

الحياة البرلمانية السورية منذ 1919.. تجربة ديمقراطية رائدة

الحياة البرلمانية السورية منذ 1919.. تجربة ديمقراطية رائدة
رواد التجربة الديمقراطية السورية عام 1919 شقوا طريقهم ببسالة نادرة وسط صعاب جمة بمواجهة الاحتلال العثماني الذي كان يلفظ أنفاسه الأخيرة آنذاك متوجين كفاح الشعب السوري بقرارات مصيرية في العام 1920 شكلت عامل رعب لقوى الانتداب مجتمعة لعل أهمها إعلان سورية دولة مستقلة ذات سيادة ورفض التدخل الأجنبي ووعد بلفور والانتداب الفرنسي ووضع دستور مؤقت للبلاد سمي حينها بالقانون الأساسي لكن دخول قوات الاحتلال الفرنسي إلى دمشق بقيادة الجنرال غورو عقب معركة ميسلون البطولية التي أسفرت عن استشهاد القائد البطل يوسف العظمة وزير الحربية عرقل تحقيق أهداف المؤتمر السوري ومع ذلك لم تنطفئ جذوة المقاومة لدى السوريين فوجد الانتداب الفرنسي نفسه مرغما في العام 1923 على قبول تشكيل المجلس التمثيلي والنيابي برئاسة بديع العظم استجابة للمطالب الوطنية السورية.

وحملت رياح العام 1925 معها التغيير تحت ثقل ضربات المقاومين السوريين دافعة الانتداب الفرنسي للاستجابة لمطالب الشعب وإجراء انتخابات برلمانية عامة توجت بإعلان المجلس التأسيسي عام 1928 وانتخاب هاشم الأتاسي رئيساً له ووضع أول دستور سوري دائم إلا أن المندوب السامي اعترض على مضمونه وعطل المجلس حتى عام 1932 الذي تكررت فيه تجربة الانتخابات البرلمانية وانعقد المجلس النيابي المنتخب فقدمت له سلطات الانتداب معاهدة سياسية محاولة إرغامه على التوقيع عليها ولكنه رفض مجدداً الإملاءات الفرنسية ما أدى إلى تعطيله من قبل المندوب السامي إلى أجل غير مسمى.

وكان للمجلسين النيابيين المنتخبين عامي 1936 و1943 برئاسة فارس الخوري دور أساسي في استمرار الاضراب واتخاذ قرارات مهمة تصب باتجاه الاستقلال الأمر الذي أثار وحشية المستعمر الفرنسي فارتكب مجزرة بشعة في الـ 29 من أيار عام 1943 حيث هاجمت قوات الاحتلال الفرنسي مبنى المجلس النيابي بدمشق وقتلت حاميته البالغ عددها 28 دركيا بسبب رفضهم تأدية التحية للعلم الفرنسي واقتحمت المبنى وأحرقت وثائقه وهدمت معظمه.

ونتيجة لاستمرار الغليان والثورة الشعبية ضد سلطات الاحتلال الفرنسي تمكنت سورية في نهاية المطاف من تحقيق الاستقلال وتم فعلا جلاء آخر جندي فرنسي في الـ 17 من نيسان 1946 وبدأ عهد الحرية والسيادة الوطنية وبناء مؤسسات الشعب حيث تم انتخاب مجلس للنواب في العام 1947.

وفي عام 1960 جرت انتخابات مجلس الأمة في الجمهورية العربية المتحدة بعد الوحدة بين سورية ومصر ولكنه لم يعمر طويلا بسبب الانفصال وأجرى السوريون انتخابات عامة في عام 1961 وتم تشكيل المجلس التأسيسي والنيابي واستمر حتى قيام ثورة الـ8 من آذار المجيدة عام 1963 التي قادها حزب البعث العربي الاشتراكي حيث أسندت للمجلس الوطني للثورة سلطة التشريع ومهمة وضع دستور دائم للبلاد ومراقبة عمل الحكومة.

وبعد ثورة الثامن من آذار عام 1963 التي توجت بقيام الحركة التصحيحية عام 1970 دخلت سورية عهد الاستقرار الفعلي بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد الذي أرسى دعائم الديمقراطية من خلال تشكيل مجلس الشعب الذي قام بإنجاز الدستور الدائم للبلاد وقانون الانتخابات وأقرهما في العام 1973.

طموحات الشعب السوري تبلورت من خلال مجلس الشعب في قوانين وتشريعات طالت جميع جوانب المجتمع وقضاياه حيث ترسخت سيادة القانون وخلال خمسة عقود من البناء تجاوزت المنجزات المجال التشريعي والقانوني والديمقراطي بشكل عام لتشمل مجمل الاحتياجات وتشكل الأسس الرئيسة لبناء سورية الحديثة التي تقف اليوم وتبني حاضرها وتضع أسس مستقبلها بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد في مسيرة التحديث والتطوير.

نسبة تمثيل المرأة في مجلس الشعب ارتفعت دورا بعد دور وهو ما يعد تعبيراً حقيقيا عن وعي المجتمع السوري حيث مارست جميع حقوقها إلى جانب الرجل منذ بدء الحياة السياسية في سورية وكانت حاضرة كنائب في مجلس الأمة منذ العام 1960 من خلال سيدتين هما جهان موصلي ووداد أزهري وفي المجلس الوطني للثورة بثماني سيدات وفي مجلس الشعب عام 1970 بأربع سيدات وصولا إلى 32 سيدة في الدور التشريعي الثاني الحالي من أصل 250 عضوا من كل المحافظات حيث تصل نسبتهن إلى أكثر من 12 بالمئة من أعضاء المجلس.
رقم : 873128
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم