0
الثلاثاء 4 آب 2020 ساعة 08:22

لبنان بين استقالة ناصيف حتي والاجندات الخارجية

لبنان بين استقالة ناصيف حتي والاجندات الخارجية
بداية وللحديث قليلا عن استقالة حتي، فان الوزير لم يقدم اداء ملفتا كوزير لخارجية لبنان والذي عليه ان يعكس صورة البنود الاساسية التي تبني عليها الحكومة شرعيتها، ومن هذه البنود حق لبنان في مقاومة الاحتلال ومواجهة مشاريعه العدوانية. وفي هذا السياق لم يكن اداء حتي مقنعا بالنسبة لكثيرين على المستويين الشعبي والرسمي، خاصة في قضية السفيرة الاميركية وتصريحاتها التدخلية في الشان اللبناني. كما لم يكن حاضرا بالشكل المطلوب بعد الاعتداء الاسرائيلي قبل ايام وقصفه قرى وبلدات جنوبية.

اما تقديمه للاستقالة فيثير تساؤلا عن خلفياته ولماذا في هذا الوقت. ناصيف حتي بنى سيرته الذاتية السياسة ضمن علاقات مع فرنسا والولايات المتحدة، وعلى ما يبدو فانه يتمتع بوفاء كبير لاصدقائه الفرنسيين، ومن هنا كان امتعاضه الكبير من تعاطي حكومة حسان دياب مع زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت ورفض شروطه لتقديم مساعدات اقتصادية للبنان.

تقديم الاستقالة في هذا الوقت لا يشير الى حرص على مصلحة لبنان كما يقول حتي في بيان استقالته، (الذي يحتوي على كلام عاطفي اكثر منه واقعي عملي). وبالتالي من حق اللبناني ان يسأل ماذا اراد حتي من استقالته؟ هل حقا اراد لفت النظر الى الازمة التي يعيشها البلد؟ اليست هذه الازمة موجودة منذ عام 1992؟ اليست الدولة تعاني من فشل في العديد من قطاعاتها ومؤسساتها؟ الان فقط انتبه حتي الى هذه المشاكل؟

هنا وللتوسع قليلا، لا بد من الاشارة الى معطيات تحضر بقوة على الساحة اللبنانية..
استقالة حتي (المقرب من الغرب وتحديدا فرنسا والولايات المتحدة)، تاتي قبل ايام من موعد اصدار المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري قرارها النهائي. وهذا ليس بالحدث العابر، والمقصود هنا هو التبعات التي سيتركه القرار الذي لن يخلو من اشارات او ربما اتهامات للمقاومة باغتيال الحريري، والدوافع المشبوهة ذلك معروفة. لكن ما يهم هنا هو الهدف من هذه الاتهامات التي من المحتمل ان تشعل الساحة اللبنانية على قاعدة ان الحكومة الحالية هي حكومة حزب الله (الذي سيكون المتهم الرئيسي باغتيال احريري بحسب بعض الاطراف اللبنانية التي اكلت وشربت 15 عاما على حساب قضية الحريري الاب).

هذا السيناريو سيدفع باتجاه الهجوم على الحكومة، وبالتالي سيكون لبنان امام خيارات قاسية. فاما ان تستقيل حكومة حسان دياب ويتم الضغط لعودة سعد الحريري لرئاستها مسلحا بوعود الدعم الاميركي والاوروبي والسعودي والاماراتي، او يدخل البلد في فراغ سياسي يضاف للشارع التائه بين ولاءات الزعماء السياسيين ولقمة عيشه، وما سيعنيه ذلك من انفلات للامور بشكل يهدد وجود المؤسسات الدستورية في البلاد.

استقالة ناصيف حتي ليست بالمهمة سياسيا واداريا بقدر ما هي مهمة في دلالاتها التي تشير الى مساعي ادخال لبنان في حالة من الشلل تسمح للاميركي وغيره بابعاد حزب الله عن الحكومة والاستفراد به من جهة وفرض سياسات معينة على الحكومة المقبلة التي ستكون مرهونة لاملاءات الاميركي وودائع السعودي في المصارف اللبنانية، بغض النظر عن الاسم الذي سيراسها
رقم : 878219
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم