QR Code

سكرية: السبب الرئيسي لما وصلت إليه قضية فلسطين هو تأمرك الأنظمة العربية... وأمن إيران خط أحمر

اسلام تایمز , 18 أيلول 2020 15:48

خاص (اسلام تايمز) - اعتبر رئيس الجمعية اللبنانية لمقاطعة "إسرائيل" الدكتور عبد الملك سكرية، أن السبب الاساسي لما وصلت إليه قضية فلسطين هي أن الكثير من هذه الأنظمة تأمركت أو هي بالأساس من صناعة أمريكا ، فكانت تتماهى مع ما تطلبه منها الولايات المتحدة الأمريكية.

واعتبر سكرية أن اتفاقيه السلام بين البحرين والإمارت مع العدو الصهيوني ما هي إلا محطة من محطات صفقة القرن، ودعاية أمريكية، وتبييض صفحة نتنياهو الذي يواجه معارضة شعبية واسة، بالإضافة إلى ملفات الفساد بحقه .

وأشار إلى موقف قادة الجمهورية الإسلامية الواعي والواثق في حال حصول أي خطأ يرتكبه العدو الصهيوني في منطقة الخليج تضر بأمن إيران القومي بالرد أضعافاً مضاعفة.

وهنا نص المقابلة كاملة:
1- خيانة حكام العرب تاريخ لا ينتهي، وها نحن اليوم أمام خيانة جديدة منهم، تسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية، للتخلص من الصداع المزمن في رؤوسهم عن طريق اتفاقية السلام هذه التي أعدتها الولایات المتحدة الأمريکية، ما رأيكم؟

ج : النظام الرسمي العربي تخلّى منذ زمن طويل عن تحمل المسؤولية في صراع الوجود مع العدو الصهيوني، والكثير من هذه الأنظمة تأمركت أو هي بالأساس من صناعة أمريكا ، فكانت بالمطلق تتماهى مع ما تطلبه منها الولايات المتحدة الأمريكية. لذلك كان السبب الأساسي ما وصلت إليه قضية فلسطين، هي الأنظمه التي وقعت في البيت الابيض ما يسمى باتفاق سلام، والذي هو اتفاق عار في الخيانة ووصمة عار على جببنهم. فنحن لم نتفاجأ بذلك لأن التطبيع كان قائماً، لكن إظهاره في هذا الوقت بالذات، ھو محطة من محطات صفقة القرن، ودعاية أمريكية، وتبيض صفحة نتنياهو الذي يواجه أيضاً معارضة شعبية واسعة تطالبه بالاستقالة. بالإضافة إلى ملفات الفساد بحقه والمعروضة أمام القضاء .

2- أصبحت البحرين ثاني دولة تعلن اتفاقاً لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في أقل من شهر، بعد اتفاق الإمارات والدولة العبرية. ولاقى التقارب مع إسرائيل ترحيباً من بعض الدول العربية. ما هي دوافع البحرين لإبرام اتفاق سلام مع إسرائيل؟
ج: ليس هناك من دوافع بالتأكيد، إنما ھناك فقط اتصال هاتفي من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يحدد التوقيت الذي يريده، وهو الذي يحدد أي دولة عليها أن توقع. لذلك سوف يعلن بعد فترة وجيزة عن التحاق دول عربية أخرى في اتفاقات الاستسلام.

3- من هي الدول العربية الأخرى التي ستهرول للتطبيع مع اسرائيل وفتح علاقاتها على خطى الإمارات والبحرين، ولماذا يسعى حكام عرب لتحسين العلاقات مع إسرائيل؟

ج: هناك لائحة طويلة، فكل الأنظمة المتأمركة وعلى رأسها آل سعود، لكنهم ولأسباب دينية بحتة، ووجود العديد من المقدسات في السعودية، فهي تفضل أن تكون آخر دولة توقع صك الاستسلام، فهم من المشجعين والمباركين، وهم الذين يدفعون بهذه الأنظمه إلى التطبيع، ويريدون تهيأة الأجواء والمناخ والأرضيه عندما يوقعون على الخيانة، وهناك دول أخری كالسودان وعمان. وبالتالي؛ هذه الدول فاقدة للشرعية الشعبية، فوجودهم في السلطه غير شرعي وغير قانوني، وهم يحتمون بأمريكا كي يبقوا في عروشهم، لذلك هم مسلوبو الإرادة وهي التي تتحكم بسياستهم.

4- لماذا برأيك رفضت جامعة الدول العربية إدانة التطبيع. وهل هذه تعد نقطة فارقة بتاريخ الجامعة العربية تجاه فلسطين ؟

ج: بالتأكيد لا، فالمفروض أن جامعة الدول العربية هي التي تعبر عن نبض الشعوب العربية وليس الأنظمة، ولكنها أصبحت دمية في العقود الأخيرة، فهي من المتأمركين والمتصهينين، وهي منذ أن خرجت مصر من الصراع بمعاهدة كامب ديفيد كان طموح آل سعود أخذ دور مصر وقيادة العالم العربي والإسلامي إذا استطاعو، ومنذ ذلك الوقت أصبحت أموال السعودية كلها تصرف في سبيل الوصول إلى ما نحن عليه اليوم، باعتبارھم أن السلام الآتي هو لمصلحة شعب فلسطين.

5- صفقة التطبيع بين الإمارات وإسرائيل تمثل هدية كبيرة لترامب في وقت حساس جداً، لتعزيز حظوظه في الانتخابات، وللتقرب من اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة التي تمنح أصواتها عادة للديمقراطيين.
هل سيتستفيد ترامب من هذه المعاهدة؟

ج: ترامب يحاول، وهو بحاجه ملحة لهذه الصورة التي حصلت خلال الاتفاقية. فأنا أعتبره مهرجاناً انتخابياً إذ قام باستثماره من خلال أدائه وخطواته ولغة جسده على أكمل وجه، وذلك من أجل تقديم نفسه للشعب الأمريكي، على أنه رجل تاريخي، وأنه رجل صانع للسلام، وليكسب ود الناخب اليهودي الذي بمعظمه يصوت للحزب الديمقراطي .

6- هل سيتغير نهج طهران تجاه الإمارات في حال حصول أية أحداث في منطقة الخليج تضر بأمن إيران القومي؟

ج: بالتأكيد، إن أمن أي دولة فوق أي اعتبار، وهو خط احمر، وخاصةً كما نعلم أن هناك حرباً ضروس تشن من الولايات المتحده والعدو الصهيوني ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لأنها ومنذ اليوم الاول لانتصار الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني《 قدس سره》أعلنت عن وقوفها إلى جانب فلسطين، ودعمها للقضية الفلسطينية وكل الفصائل الفلسطينية المقاومة. ومنذ ذلك التاريخ والجمهورية الإسلامية تدفع ثمن ذلك اقتصادياً من حصار وعقوبات، وكما نعلم اليوم أن الاتفاق الإماراتي البحريني يوفر منصة للعدو الصهيوني كي يكون قريباً من إيران، وكذلك نعلم أن نتنياهو، منذ سنوات، حاول أن يورط بكل قوته الولايات المتحدة الأمريكية في حرب ضد إيران لكنه فشل، وكان البعد الجغرافي للكيان الصهيوني عن الجمهورية الإسلامية عائقاً أمام شن أي عملية عسكرية ضد أي منشأة في إيران، ولكن الآن أصبحوا قريبين ويمثلون خطراً على أمنها، لكن قادة الجمهورية الاسلامية في إيران يعرفون كيف يتعاطون مع هذه الأمور بمنتهى الوعي والمعرفة والحكمة، وكيف يقومون بالرد أضعافاً مضاعفة، فيما لو ارتكب أي من هؤلاء الحمقی أي خطأ.

رقم: 886997